صراع المجلس في أماناته الداخلية على حساب المشاركة في الأجهزة التنفيذية
*بقلم /احمد جلكس*
منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة في العام 2019 ظل الشرق ينزف بسبب تحديات الفترة الانتقالية تارة بالصراعات القبلية وأخرى بإغلاق المؤسسات الحكومية والطريق القومي والمواني السودانية ومناطق تعدين الذهب وغياب المشاركة والتمثيل في الحكومات التي شهدتها الفترة الانتقالية في كل مستوياتها كما أن الاضطرابات والصراعات السياسية التي تحدث بالمركز يصبح الشرق هو من يدفع فاتورة تلك الخلافات بل يستخدم ككرت ضغط مع احد الأطراف أو المكونات العسكرية أو المدنية منها مما زاد قضيتهم تعقيدا وحدث لها تشويش ما بين ما هو حق أو أداة من أدوات الصراع مع المركز وما بين وجود القبلية في ذلك الصراع الذي راح ضحاياه العشرات من القتلى والجرحى سواء كان في القضارف أو كسلا أو بورتسودان .
لا نود أن نطيل فى في هذا الحديث حتى لا نجدد المرارات ولكننا سنركز على ما تم تحقيقه من المواقف التي تبنتها قيادات الشرق المختلفة منذ عهد حكومة حمدوك ومرورا بالحكم العسكري ذو البطانة المدنية قبل وبعد قرارات 25 أكتوبر فنجد أن مواقف المجلس الأعلى لنظارات البجا قبل التفكيك وبعده غير واضحة مع اختلاف في وجهات النظر والطريقة المتبعة في تحقيق ابسط المكاسب أو حتى مخرجات مؤتمر سنكات التي أصبحت محطة خلاف بين من يتمسكون بها وآخرين تجاوزوها .
و في ظل هذا وذاك فقد الشرق ، وحدته وتفكيك النسيج الاجتماعي وتشويه صورة المواني السودانية بسبب الاغلاقات المتكررة وفتح أسواق بديلة عبر المواني الأجنبية بدول الجوار أو تنشيط التجارة الحدودية مع الولاية الشمالية (ارقين ) بالإضافة إلى عدم المشاركة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء وولاة الولايات الشرقية والمواني البحرية التي في السابق كانت تعبر عن إنسان الشرق من خلال المشاركة في السلطة والرفض لمكتسبات مسار شرق السودان والتدهور المريع في الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والطرق .. كلها راحت مع الصراعات وأصبح الشرق يدار بالمديرين التنفيذيين وتفشي المخدرات والبطالة مع حالة أشبه بغياب الدولة والأمن في مقدمة كل ذلك .
كل ذلك تم في ظل وجود أجسام متعددة بألوان طيفهم القبلي المختلفة يتصارعون في المركز تحت لافتة نحن أصحاب قضية وللشرق قضية واختزلوا قضية الشرق في مؤتمر سنكات المختلف حوله والمتنازع حول مقاعد ومناصب المجلس الأعلى للبجا ، وتركوا مقاعد ومناصب الدولة وتم اختيار رئيسا جديدا وأمانات جديدة وأهملوا ممثل الشرق في السيادة وولاة الولايات الشرقية ومدراء المؤسسات والسفراء والمشاركة الفعلية في السلطة .
ورغم كل ذلك نجد أن مجلس البجا يلتف مجددا مع المعارضين للاتفاق الإطاري مع فرقاء الأمس (الجبهة الثورية ) ضد الأحزاب الموقعة وهى خطوة وصفها الكثيرون بأنها نوع من التخبط ويتساءل البعض ماذا يريد البجا ؟ وما هي قضيتهم ؟ وكيف يصلون إليها ومتى يتوحدون؟ وما مستقبل الشرق في ظل هذه القيادات التي تختار الوقوف في الرصيف؟ وهل سيكون للشرق مشاركة بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري ؟ ومن الذي يمثل قضايا الشرق في ظل الانقسامات التي شهدها المجلس الأعلى تحت المسميات المتعددة ؟ أين ذهبت مبادرة دكتور ايلا بتوحيد البجا ؟ وهل سنشهد قوات مسلحة للشرق في ظل الانقسامات التي يشهدها الإقليم ؟ وما مصير الاستثمارات المرتقبة في ظل التوترات السياسية بالإقليم ؟ وهل سيسكت الجيل الثوري من شباب الشرق على تخبط الإدارات الأهلية التي تتبنى قضاياهم القومية ؟ في ظل النزاعات حول الأرض كيف تتم معالجة الصراعات القبلية في المناطق التي توجد بها استثمارات (ميناء هيدوب وأبو عمامة ) ؟ وأين أبناء الإقليم المثقفين مما يحدث من تخبط في قضايا الشرق ؟
في الختام قصدنا أن نضع النقاط على الحروف حتى نجد من يجيب لنا عن هذه التساؤلات التي أصبحت تراود أذهان الجميع في ظل الأوضاع التي يشهدها الشرق بصفة خاصة والسودان بصفة عامة .