مؤتمر للعبابدة في شندي يصدر توصيات مهمة بشأن مشروع الهواد
شندي :
تابع الجميع التطورات والحراك الذي جرى مؤخراً في ولاية نهر النيل بشأن تقنين الأوضاع وحفظ الحقوق بعد ما تردد حول طرح مشروع وادي الهواد الزراعي، للاستثمار، حيث يقع في أربع ولايات (الخرطوم، كسلا، القضارف، وغالبيته في نهر النيل) وتقدر مساحته الكلية في مرحلته الأولى بنحو مليوني ونصف المليون فدان، وبما أن منسوبي قبيلة العبابدة يمتلكون مساحات واسعة بوادي الهواد، معروفة تاريخياً بالخرط والحيازة والممارسة المباشرة في الزراعة والرعي والحفائر والآبار وغيرها من وسائل الاستقرار، كان لزاماً عليهم أن يقولو كلمتهم في هذا الأمر المهم خاصة في ظل الاستقرار وترابط النسيج الاجتماعي الذي تشهده المنطقة وخاصة ولاية نهر النيل، خاصة بعد الجهود التي بذلتها منصة نهر النيل الاقتصادية والتي توجت بمؤتمر شندي، والمجهودات المستمرة لمجلس إدارة المشروع.
وعطفاً على كل ماسبق عقدت قبيلة العبابدة وبمبادرة كريمة من أمير العبابدة بالسودان والوطن العربي؛ الدكتور سيد صالح، عقد يوم السبت 21 يناير لقاءا تشاوريا موسعا بقاعة مركز التنمية بمدينة شندي شرفه بالحضور قيادات القبيلة بالخرطوم وعمودية ودنورة.
وحظي بمشاركة كل القيادات والشيوخ الذين يمثلون المشيخات والمناطق التي تنضوي تحت عمودية ودنورة التاريخية، كما تشرف الملتقى بمشاركة عدد من ممثلي القبائل الأخرى بالمنطقة من الجعليين والحسانية وقد وجدت كلمة ممثل شورى الجعليين ترحاباً من جميع المشاركين.
وقوبلت مبادرة الأمير سيد صالح بالإشادة من كل المشاركين في الملتقى خاصة وأنها دعت
للاحتكام للقانون والتعامل مع القضية كقضية بلد بعيداً العنصرية، وأوضحت أن عدم الخوض في الأمر خلال الفترة الماضية كان تجنباً الاحتكاك مع أي جهة وتأنياً من أجل جمع المعنيين بالأمر والخروج برؤية واضحة وعليها أكبر قدر من الإجماع تحفظ الحقوق وتساعد على الوصول إلى الحلول.
وطالبت المبادرة الدولة والقائمين على أمر المشروع بالتعامل مع من يفوضهم اللقاء، في كل المعاملات المتعلقة بمشروع الهواد وما يترتب على ذلك من قضايا حقوق وحدود وغيرها باعتبار أن ذلك هو المخرج الآمن والعادل والبداية الصحيحة للبحث عن الحلول التي تجعل من المشروع واقعا ممكنا.
واقترحت المبادرة تشكيل لجنة من اللقاء يكون لها التفويض الكامل للتعامل مع الأجسام الرسمية نيابة عن أصحاب المصلحة توفيرا للجهد.
ونوهت مبادرة الأمير سيد صالح، إلى أن هذه الرؤية مفتوحة لكل الجيران والمحاددين من القبائل الأخرى للانضمام اليها وجعلها أنموذجاً في التعامل مع القضية.
وأصدر ملتقى العبابدة في ختام أعماله بمدينة شندي عدداً من المخرجات والتوصيات أبرزها:
الترحيب بقيام مشروع وادي الهواد الزراعي على أسس وسياسات واضحة يشارك فيها أصحاب المصلحة كل حسب خصوصية المنطقة أو المكون، خاصة وأن نجاح الاستثمار في مثل هذا المشروع يرسخ لحالة الاستقرار والتعايش ويحدث نقلة اقتصادية وتنموية مهمة بالمنطقة.
الإشادة بعمل مجلس إدارة مشروع الهواد الزراعي وتعامله العلمي والمهني مع ملف المشروع بجانب الإشادة بجهود منصة نهر النيل الاقتصادية التي تبنت تنظيم مؤتمر الهواد في شندي مؤخراً من أجل التنوير باامشروع وحراسة الحقوق.
تكوين لجنة مفوضة من الملتقى برئاسة العمدة بانقا نورة، وسيف الدين أبونورة أميناً عاماً والاستاذ علي النور، مقرراً بالإضافة لثلاثة عشر شخصا يمثلون المشيخات والمناطق والخبراء والقانونين والفنيين.
تعتبر اللجنة هي الممثل والمفوض الوحيد للعبابدة للتعامل مع كل الأطراف والجهات المعنية بملف مشروع الهواد.
توجيه اللجنة باستصحاب الخرط والعريفين والاستعانة بالقيادات من الخرطوم للتواصل والربط مع المركز.