محمدادريس
= بعد مضي عام من الحرب في البلاد يتساءل البعض هل بالإمكان عودة أكثر من نصف مليون طالب فقط في التعليم العالي الي قاعات الدراسة، وإعادة الإعمار لمايقرب من مائة مؤسسة حكومية أو أهلية أو خاصة وجبر الضرر للعلماء والخبراء وإعادة السجلات الأكاديمية والملفات العلمية للمرافق التي دمرت تدميرا ممنهجا وحولت إلي معتقلات وثكنات للتمرد،وهل علينا أن نذكر مدعي الديمقراطية أن الحق في التعليم غير قابل للتقيد طبق مواثيق حقوق الإنسان،وأنه شريان الحياة..!
=ويتساءل البعض أيضا ويستطرد في السؤال كيف واجهت وزارة التعليم العالي الحرب الممنهجة عليها،التي تبدت منذ الأيام الأولي للحرب في إتلاف ونهب وتدمير مقر الوزارة الواقع في المنطقة التي شهدت المواجهات الأولي بالقرب من القيادة العامة،ليستمر تدمير المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة ومايتبع لها من مكتبات ومعامل ومستشفيات،فكان القرار الأول من الوزير محمد حسن دهب، بمناهضة عملية استهداف التعليم بالانتقال إلي الولايات الآمنة واستضافة جامعات الخرطوم والجزيرة ودارفور وضرورة عودة الطيور المهاجرة من المراكز الخارجية إلي الوطن لماتحمله هذه الهجرة من ضغوط نفسية ومالية علي أسر الطلاب الذين ضغطتهم الحرب ودفعوا فاتورتها الباهظة ..!
=ويتساءل البعض أيضا كيف أدار الوزير ومن مكتبه المتواضع بمقر جامعة البحر الأحمر وبعدد محدود من المساعدين كل هذه التعقيدات المركبة التي أثمرت عن استمرار الدراسة (أونلاين) ومباشر واسئناف العام الدراسي لعدد من الجامعات الخاصة ببورتسودان لتخفيف العبء علي الأسر السودانية وصعوبة استمرار الدراسة بالخارج(توطين التعليم بالداخل )وفق سياسات وضوابط وضعتها الوزارة،استمعت إليها من خلال إجتماع الوزير بالدكتورة إيمان بشير والبروفيسور عادل الحسين والأستاذ منصور محمد سعيد في سياق إجراءات استئناف كلية النهضة لحضورها داخليا بعد خوضهارحلة شاقة من الحضور الخارجي ضربت لها اكباد الطائرات في مصر والسعودية والصومال..!
=واضح جدا ان الدوائر المحلية والإقليمية التي اشعلت رحي هذه الحرب استهدفت بعناية فائقة التعليم مستقبل الأمة مثلما استهدفت الاقتصاد والموارد والنسيج الإجتماعي ممايدحض دعاوي أنها حرب الجنرالين وإعادة هيكلة الجيش إلي آخر تلك الخزعبلات!
=اختم بالقول أن الوزارة وبإمكانياتها المتواضعة صمدت وجعلت التعليم ممكننا في أوضاع بالغة التعقيد ولأن معركة الكرامة في ميادين و”نقعات “متعددة فإن نقعة التعليم العالي في حاجة لنفرة خاصة من الراسمالية الوطنية والاشقاء من دول الخليج بالذات تلك الدول التي نهلت من معين التعليم في السودان في عهده الزاهر..فايادي قطر والكويت والسعودية بيضاء في إعمار مثل هذه المشاريع وستقف إلي جانبنا متي ماكانت هنالك دراسات وإحصائيات وجهود دبلوماسية في هذا الصدد ،وهي منظمات الأمم المتحدة أن لاتكتفي بقرع الاجراس وسكب دموع التماسيح بل عليها أن تعمل وتدعم بجدية عودة الأمل ببداية الدراسة في الرقعة الآمنة التي تتسع يوميا..!
