محمد إدريس
=تنشط هذه الأيام ببورتسودان/ ومنذ اندلاع الحرب في ١٥ ابريل من العام الماضي مجموعات وقروبات وكيانات مختلفة/ لها حضور منبري في عقد مؤتمرات صحفية ولقاءات وورش وفزع،بعضها ظاهره عمل معنوي لفضح ممارسات التمردوملايشه وحاضنته السياسية،وباطنها ميزانيات وأموال تصرف علي هذه الفعاليات،كان الأجدر بها دعم المجهود الحربي وتشوين الثغور في الخياري وود الحداد والمناقل والأبيض وبابنوسة والفاشر وكرري لتعزيز تقدم القوات المسلحة والقوات المساندة الأخري في تلك المحاور .!
=ليس تقليلا من دور هذه المجموعات والكيانات التي شكلت الجبهة الوطنية المتماسكة التي تكسرت عندها نصال التمرد،إلا أن المطلوب البيان بالعمل والانتهاء من الكلام الي الفعل والاتفاق حول الحد الأدنى وتوحيد الكيانات حتي يصبح الهدف محددا وقد قالها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بصوت جهير في كلمته بقاعة أمانة حكومة البحر الأحمر في فبراير الماضي عند مخاطبته لفزعة أهل الجزيرة ..!!
=والبيان بالعمل مثلا قدمه في القضارف متوكل دكين مك البوادرة بتخريج ٦٠٠ مقاتل “أسود قضروف سعد” قوات خاصة متدربة علي الأسلحة الثقيلة والمسيرات وقبلهم الآلاف،والتوم هجو في سنار والأمين داؤود وجيش الأورطة الشرقية ومقاتلي النيل الأزرق وعبدالقادر منعم منصور في النهود وديار حمر وغضبة الهبباي في طوكر وجحافل شندي والفاشر..!
=وكانت امدرمان قد استقبلت في شهر رمضان الماضي وفد رفيع ب(الكاكي الأخضر) من قادة الأحزاب والكيانات ذات الموقف الوطني الناصع جميعها تلاحمت مع أهل “البنادق “ولم يسل لعابها لجماعة” الفنادق ” اطمئنت على الجرحي وأسر الشهداء وخفت الي زيارةصوت هنا أمدرمان وجدان السودان..فالحصة وطن وهكذا تكون المواقف المشرفة ..!
=ينبغي أن لاتكون” معركة الكرامة “لدي بعض الذين يتربحون / مجرد سوق للمتاجرة والمزايدات في قاعات وصالات بورتسودان /التي تعيش في ظلام دامس بسبب قطوعات الكهرباء وشح مياه الشرب والضغط الحكومي علي المدينة الساحليةومواردها المحدودة دون تقديم مايواكب هذه الضغوطات علي المرافق والخدمات المتردية أساسا عقب ذهاب إيلا قبل سبعة أعوام.. فمعركة الكرامة هي مئات الشهداء وآلاف المفقودين والاسري والجرحي والمنكوبين والمنهوبين والمشردين والمقهورين والصامدين وهي ملحمة جديدةمن مأثرالشعب السوداني سطرها أمثال الشهيد مكاوي ومحمد صديق وغيرهم ممن هم أكرمنا جميعا…
= وفي الآخر علي الدولة إيقاف مهزلة هذه الأجسام والمجموعات ذات المسميات المتشابهة ودمجها في كيان واحد فورا ومنعها من التردد علي العاصمةالإدارية ومن مقابلة المسؤولين فهي بلا قواعد.. إن نقد هذه الظواهر في مهدها ” واجب وطني” لأنها بدأت تستفحل وتتناسل بعيدا عن الفكرة المركزية للتداعي الوطني الذي يقوم علي التزام أخلاقي وبجمع التبرعات الفردية بعيدا عن التكويش علي مقار وسيارات وميزانيات ودور للسكن وغيرها من أوجه التكسب الرخيص للظواهر “البورتسودانية” القادمة من خارج الإقليم تجوس وتتفشي في الوزارات والهيئات “لجغم” ماتبقي من موارد وليس جغم التمرد،وهي ظاهرة تعبر عن انفصام نفسي عن واقع الناس بين تشرد ونزوح،وعن نزعة أنانية تحقق مكاسبها فوق جماجم الموتي..!