في محفل أولاد الشولة بأم سرحة: مناسبة اجتماعية تبعث الوجود لمخيم البطانة السنوي ..!
محمدادريس
=كأنها قصيدة للحاردلو أو خليل عجب الدور أو الكردوسي،الرحلة من مدينة القضارف إلي قرية ام سرحة (٩٠ كيلو) بطريق ترابي يبدأ من المنطقة الصناعية مرورا بالرديف ليتعرج بين الفرقان والخيران والسهول والوديان والغابات بين خور ابوفارغة وابوسعن ليبلغ مضارب “المهيدات الشكرية” أحفاد جعفر الطيار/بعد مسير ساعتين متواصلتين تحت ظلال الغيمات الماطرةوقوافل الإبل المسافرة واسراب الطيور ولمعان البروق وهزيم الرعود،وخلف كل فريق وخورحكايات ومرويات وعند كل سهل ووادي اقاصيص بعدها يروي والآخر مسكوت عنه ..!
=وفي طريقنا نحو “ام سرحة “اول أمس والشمس تدنو نحو المغيب.. ترافقت ثلاث سيارات تحمل وفدنا، من القضارف يقودهن شباب من أهل المنطقة خبروا الطريق من كثرة تجوالهم في سهول ووديان البطانة،كانت أغنيات عبدالله ود دار الزين وسعيد البطانة وجلال إدريس ومحمد ربابة تنساب الي المسامع، وندي القلعة التي تغني انفاذا لتوجيهات الرئيس البرهان(دبل لي) الأغنية الأكثر شعبية هذه الأيام،السيارات الثلاث ترافقن حتي الوصول بسلام وفي البال حوادث السلب والنهب التي يتكرر حدوثها في هذا الطريق غير عابئة بقرارات لجنة آمن الولاية وفرض حالة الطواريء،وكأن أقدار البطانة أن تعيش الإهمال الحكومي رغم وجود عناوين فقط لصندوق وهيئةتنمية البطانة إلا أنه علي أرض الواقع لاتنمية ولاطرق ولاكهرباء ولاخدمات،في منطقة هي الاغني بالموارد الزراعية والحيوانية أين يصرف نصيب المجتمع المحلي من الذهب؟أين مشروعات دعم الأمن الغذائي؟ أين الطرق الزراعية التي يجب أن تشق أطرف البطانة المترامية،أين وأين.. لاأحد يدري ..!
=وعندما يصل وفد قادم من القضارف أو كسلا أو حلفا أو الصباغ الي دارالزعيم (بابكر الضوشولة) العامرة وهي تتزين بمناسبة زواج إبنه الأصغر آدم،تدوي الذخيرة في أرجاء القرية رغم همهمات البعض بتوفير الذخيرة لدحر التمرد،الذي يحاول أن يغوي البطانة وهي ترفض اغواءه وتردع مناوشاته الصبيانية في نواحي ام شديدة وتقف سدا منيعا بفضل الانتشار المدروس للقوات المسلحة والاجهزة المساندة إلا أن المطلوب مزيد من المعسكرات والارتكازات المتقدمة لسد الثغرات في أطراف البطانة المترامية..!
=ليلة السبت وصل الضيوف بالمئات ونصبت صيونات فاخرة وكبيرة مزودة بمولدات الكهرباء جلبت من القضارف ونحرت الذبائح من الإبل بالعشرات ومن الضأن مايزيد عن المائة وتباري الشعراءيوسف محمد يوسف ابوسن وميرغني الكردوسي وعوض الكريم حمد ابوسن والشاعر ود مسمار في الشعروالدوبيت،مما الهب حماس الساحة بالبطان حيث الجلد بالكرباج كتقليد تراثي متعارف عليه في مناسبات الأفراح،زادت عليه حماس أغنيات الفنان جلال إدريس نجم البطانة التي جددت أغنياته دوي الأسلحة صغيرها وثقيلها مع رجاءات مقدم الحفل خشية حوداث الرصاص الطائش التي تحول الأفراح إلي أتراح..!
=كان في إستقبال ضيوف (ام سرحة) جميع أبناء ومعارف وأهل الزعيم الشولة وفي مقدمتهم أخونا مولانا أحمد بابكر الشولة المحامي والوالي السابق لكسلا محمد يوسف آدم والأستاذ أحمد عدلان والمصرفي محمد جابرالذين أكرموا ضيوفهم كالعهد بالبطانة موئل القيم والموروثات..ووقع في دفاتر الحضور رموز المزارعين بقيادة الصادق الشريف وقيادات المقاومة الشعبية والكتيبة الاستراتيجية واعيان الإدارة الأهلية فيما شكلت حكومة القضارف غياب تام في محفل اجتماعي مهم لأحد رموز البطانة، والرئيس السابق لإتحاد الرعاة وهو غياب لامبرر له نظرا لأهمية وتأثير التواصل الاجتماعي كقيمة في إدارة الولاية سياسيا واجتماعيا..!
=بدأت دعوة( الشولة) كمناسبة اجتماعية وتحولت إلي تظاهرة ثقافية مفتوحة لمدة يومين بعثت الوجود لطيب الذكر” مخيم البطانة السنوي ” الذي كان يعني بالثقافة والتراث مثلما كان يعني بالخدمات البيطرية والإرشادية والعلاجية للثروة الحيوانية ..كما أنها تحولت إلي منبر يناقش قضايا البطانة والقضارف وتداعيات الحرب وكيفية دعم المقاومة الشعبية لوضع حد لمغامرات التمرد في سهول ووديان البطانة فهل من جهة تبلور هذه المبادرة وتلتقط القفاز..!