محمدادريس
=من إدارته لبلدية إسطنبول لأربعة سنوات بين العام ١٩٩٤ الي ١٩٩٨ أضحي رجب طيب أردوغان رئيسا لتركيا التي تحوز فيها الانتخابات البلدية علي الإهتمام الأوسع يصاحب ذلك إهتمام بخدمات البلديات وسلطاتها وصلاحياتها ..
مشوار أردوغان من البلدية إلي القصر الرئاسي الأبيض كان عبر نظافة الأسواق وتجميل الشوارع وزراعة الحدائق وخدمة المجتمع..!
=مناسبة هذا الحديث الورشة المهمة التي انعقدت اليوم بمقر بلدية القضارف وضمت الأستاذة نجاة أحمد محمد مدير عام المالية والدكتور أحمد الأمين مدير عام الصحة والمدير التنفيذي لبلدية القضارف الجنرال قسم السيد بلة وشركاءهم مجموعة جياد الصناعية وديوان الذكاة.. لإعادة القضارف سيرتها الأولي في النظافة وترقية البيئة والمحافظة علي السلوك الحضري..القضارف أول مدينة تمنع تداول الأكياس ثم تتراجع..القضارف التي أنشأت أول مردم للنفايات_ قبل الخرطوم _وانتجت منه الطاقة ثم تقهقرت..القضارف التي عقدت توأمة مع بلدية ايندهوفن جنوبي هولندا في التسعينات وكونت أول هيئة نظافة وصحة بيئة مستقلة بمواردها وكوادرها ثم عصفت بذلك السبق قرارات سياسية متقلبة المزاج..!!
=مادام مدير عام الصحة في الورشة قال “نمشي قدام” السير الي الأمام وعدم الالتفات للوراء نوقد شمعة ولانلعن الظلام،ومدير عام المالية وعد بتوفير كافة الامكانات لنظافة القضارف بفهم إستراتيجي ووقائي يتمثل في أن الصرف علي النظافة وترقية البيئة أقل كلفة من الصرف علي علاج الأمراض والاوبئة النموذج الكوري الجنوبي حاضر لاكثر الدول في العالم اهتماما بالبيئة والنظافة٥١ مليون كوري يتعايشون بانسجام تام وفق قواعد الذوق العام رغم الكثافة السكانية،والمدير التنفيذي يوقف صرف الحوافز المالية التي كانت تهدر الموارد ببذخ ، ويوجهها إلي إصلاح الآليات واعمار مواعين نقل النفايات المتعطلة ..إذن فإن توصيات الورشة وتصورات الخبراء والمختصين أمثال الدكتور مصعب برير الذي كان يتولي إدارة نظافة ولاية الخرطوم ستترجم الي الواقع بالدعم السياسي من الوالي اللواء محمد أحمد حسن وبالقوانيين التي تضبط سلوك المواطن وبالخطاب الإعلامي التوعوي الذي يجعله فعلا يحافظ علي نظافة مدينته التي تستقبل هذه الأيام أولي عين الخريف (العصا الرويانة )وفي الأيام القادمة عينة الضراع..!
=واختم بالقول أن المشروع ينطلق برؤية جديدة وأفكار إبداعية تعالج النفايات بإعادة التدوير والاستفادة منها في التصنيع وليست بالطريقة التقليدية عندما يطوف ذلك “التراكتور يقطر خلفه ترلة ” ازقة السوق العمومي ليجمع أكوام النفايات فهنالك الآن الفرز من المصدر وتقليل النفايات من المصدر وتطبيق مناهج الجمع الاقتصادي وكيفية معالجة النفايات الطبية،المشروع ينطلق بوسائل جديدة (تكاتك) مخصصة للأحياء السكنية وممولة من أحد البنوك الكبيرة ولكنه يحتاج لتضافر جهود الخيرين والمنظمات الدولية والحادبين علي نظافة القضارف..!