الأستاذ ابوفاطمة احمد اونور
انتابتني مزيج من مشاعر الشجون والشوق والحنين وأنا أشاهد تظاهرات مواطني مدينة اروما نتيجة موجة العطش الذي عادة ما يصيبها كل صيف وقد عادت بي الذكريات الي الثمانينات عندما كنا نتسابق خلف تناكر المياه القادمة من كسلا اسعافا لظمأي حاضرة دلتا القاش التي ترجع شبكة مياهها الي 1938م
والغريب في الأمر أن المدينة يبدو انها أنشأت فقط علي العامل الاقتصادي لقطن القاش المزدهر حينها ما أعطاها زخما تجاريا كبير قفذت من مجرد محطة للقطار الي مدينة كاملة الدسم والرسم علي درب الصادر من دون أن تهتم أي حكومة بالخطر الحقيقي الماثل وهو بعد مصادر المياه المستمدة من كسلا (50 كلم) وهنا تبرز ازدواجية المخاطر لأي مخطط حادب علي حياة الناس اذ ان المدينتين تضاعف سكانهما أفقيا ورأسيا وسعة الحوض الجوفي لكسلا متهالك
مع أن الحكمة الشعبية يدتنص علي أن الموية الما مكفية لأصحاب البيت(كسلا) تحرم علي الجيران (أروما ومناطق الدلتا)
وهو ما دفعنا لنتنادي منذ حوالي عقدين للبحث عن مصدر أكثر ديمومة وأمانا وصحة ألا وهو تجديد خط مياه الاتبراوي عند منطقة أدارهبيب الموؤود إنقاذيا في 1990وهذه قضية أخري نشرحها لاحقا مع أضابير لجنة إزالة التمكين!!
والحمدم لله وفقنا في تنفيذ الجزئ الأول من المشروع بحفر عدد 12 بئر منذ عشرة أعوام وكانت قراءات نتيجة معامل كلية العلوم جامعة الخرطوم بأن تلك المياه نموذجية الصلاحية للشرب الآدمي لدرجة أنه يمكن تعبئتها مباشرة كمياة صحة تجارية (شهادة شركة جيومن للحفريات)
وقد تبقي من المشروع تنفيذ الجانب الأهم وهو مد خط الانابيب الي اروما بطول 56 كلم ( دراسة نيوتك الاستشارية 2012م) وفي سبيل ذلك وخلال العقد المنصرم لم نترك جهة بحثا عن تمويل وللأسف لم نوفق رغم الجدوي الاقتصادية والانسانية والاجتماعية والصحية للمشروع المنقذ لكل مناطق دلتا القاش وبل يحل بضربة واحدة مطلق معضلاتها بشربة موية
ولكن وللاسف وكالعادة لم نجد أذن إنقاذية صاغية (ورقة العبد لله بمؤتمر تنمية المحليات الشمالية 2016م أروما)
وبما أن البكاء علي اللبن المسكوب لا يروي الظمأ لأن المياه سلعة غير مرنة يجب أن تتقدم وفرتها علي اي حسابات أخري وأن الاحتجاجات علي أهميتها ينبغي أن تمتلك رؤية مقنعة ومقبولة لذلك يجب علي أن أتجه مباشرة لآخر التطورات عن مشروعئذ حتي لا نجحف في حق الحادبين الميدانيين علي قدر المتاح لهم وبالأخص قيادات محليتي أروما وشمال الدلتا التي قضت تحركاتهم المكوكية واتصالاتهم معنا بتسليم ملخص دراسات خط مياه أدارهبيب لادارة التنمية بالولاية تمهيدا لتقديم المشروع للممولين بحسبه من أهم المشاريع الاستراتيجية ولكن هذا لا يعني فرجة المجتمع المعني للأمر ولا يعفيه عن مسئولية المتابعة اللصيقة بوضعه علي قمة قوائم أجندات مجتمع الدلتا بحيث تجير من أجله كل القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لعل ذلك يكون درسا عمليا وبليغا في تطور الوعي السياسي المنشود والذي ظل يهتف ويصوت بلا مقابل لاستحقاقات تقوم علي سيقان موضوعية مقنعة وملموسة!!
وفي الختام نؤكد بأن خط مياه أدارهبيب عبارة عن المنقذ الحقيقي لمناطق دلتا القاش التي لا تملك مناهل جيولوجية قريبة تكفل لها البقاء والنماء وعليه سوف نتواصل مع المجتمع لتمليك ثوار اروما والدلتا كل التفاصيل والتباشير والمحازير والخيارات المنوطة والمتاحة لهذا المشروع الحيوي.
*أبوفاطمة أحمد أونور*