محمدادريس
=في مقالنا السابق طرحنا تساؤلات موجزة وسريعة عن العائد والإضافة علي ولاية القضارف من استضافة وزارة الإستثمار الاتحادية علي وقع خبراستضافة وزارة اتحادية أخري هي الضمان الإجتماعي،تري هل نظمت الوزارة ملتقي استثماري يعرض الفرص والامكانيات المتاحة مثلمافعلت نظيرتها وزارة الصناعةبالبحرالأحمر مايو الماضي،وهل عقدت ورش وسمنارات لتوضيح واستعراض وتحديث الخارطة الاستثمارية الجاذبة لكبريات المجموعات الاقتصادية التي دخلت القضارف في مجالات التصنيع الزراعي في فترات سابقة،وهل استصحبت الوزيرة ذلك في مشاركاتها الخارجية المتعددة في تركيا وتونس وغيرها،وهل افردت حيزا لحكومة القضارف في سفرياتها تلك لتقديم مشاريع الإنتاج الغذائي للعالم،لزيادة القيمة المضافة للعديد من المنتجات الزراعية والحيوانية ولتغيير الصورة الذهنية التي تتشكل خارجيا عن “مجاعة السودان “..الوهم الذي تصنعه وتتاجر به الدوائر والمنظمات الأجنبية..!!
=عام كامل مر علي وجود وزارة الإستثمار بالقضارف،تري ماذا أضافت في تهيئة البيئة الاستثمارية وإعداد السياسات العامة لتنمية الإستثمار وتطويره حتي تضاف مشاريع وصروح جديدة في ظل دنو الحل الجذري لمياه الشرب وعقب دخول شركة زادنا للتسريع بإنجازه،وتوفر الكهرباء ومطار الشواك حيث يمكن ان تكون القضارف البديل للمناطق الصناعية، التي دمرتها المليشيا المتمردة في الخرطوم والجزيرة،وعلي أجهزة الدولة ان تقاوم الإحباط والحرب النفسية وان لاتركن لفزاعة التخويف مثل” العوام” فتشيع روح الاستسلام بين الناس،بل عليها التفكير خارج الصندوق وان تنهض من بين الركام وتنفض غبار الحروب والنزوح..!
=وينبغي أن لايكون أمر توزيع الوزارات الاتحادية علي الولايات الآمنة خبط عشواء،فقط لتخفيف الضغط علي العاصمةالإدارية بورتسودان،الرؤية الإدارية مهمة في ذلك حتي نجني ثمار ذلك التوزيع مستقبلا،وان كان البعض يري ان العلة في رئاسة مجلس الوزراء نفسه الذي لم يكن بمستوي التحدي الكبير لمعركة الكرامة.. مماضاعف العبء علي قيادةالجيش والمجلس السيادي،فمثلا مقار وزارات الشباب والرياضة والحكم الاتحادي والشؤون الدينية بولاية كسلا لاأحد يجيب هل احس الشارع الكسلاوي بوجود هؤلاء وهل اضافوا له شيئا علي صعيد التخطيط ووضع البدائل ..!
=تجربة القضارف كانت قاسية في إيجار المقر والسكن والصرف الإداري بلا جدوي،عبء يضاف الي عبء، أولي به في هذا الظرف الخدمات الضرورية ودعم المجهود الحربي، وزارة الضمان الإجتماعي هي الأخري تنتقل بكامل طاقمها إلي القضارف،ونأمل أن يكون وجودها إضافة حقيقية للرعاية الإجتماعية، خصوصا ملف النازحين الذي بذلت فيه حكومة الولاية جهدا مقدرا، مضافا إلي جهد الخيرين من أبناء الولاية..وبلاشك هو تدفق بالآلاف وفوق إمكانيات الولاية والمركز الذي ترك الولايات تواجه مصيرها لوحدها..بيد أن جهد المركز غير واضح ..وهل زار وزير الضمان الإجتماعي معسكرات( ام قلجة والحوري ومعهد حاج الحسن الديني والميناء البري) وعاش معاناتهم مع هطول الأمطار وانعدام الكساء والدواء وماذا قدم لهم ؟ ام أنه أكتفي بالاجتماعات المكتبية وقفل راجعا للعاصمة الإدارية..!
= اختم واقول ان حال بعض هذه الوزارات في الولايات “جابوك ياعبدالمعين تعين..لقوك داير البعين “فبدلا من ان تكون دعما اتحاديا سارت متلقية فمثلا :كسلا الوريفة تحتاج لوزارة السياحة لتطوير المرافق السياحية ولاعادتها سيرتها الأولي جنة الإشراق وكذلك وزارة التجارة لتطوير المعابر الحدودية وقيام منطقة حرة مع الجارة ارتريا/ صاحبة المواقف المشرفة في معركة الكرامة،أما القضارف مطمورة السودان فالزراعة والثروة الحيوانيةونهر النيل وزارة الصناعة والتعدين ،الولايات الآمنة تحتاج لتدخلات مركزية في المساعدات الإنسانية الإقليمية التي تطلب عمل دبلوماسي مدروس وكذلك تطوير المرافق الصحية التي تسد عجز خروج ٨٠%من المرافق الطبية التي خربتها المليشيا المتمردة في العاصمة .. أما المواكب الوزارية والايجارات الفندقية والهيلمانات فهي تثير غضب الرأي العام وتستفز مشاعر من يقاسون معاناة النزوح والحرب وهذه “حكومة حرب”يجب ان تتحلي بالمسؤولية الوطنية..!