Uncategorized
أخر الأخبار

ملف اللاجئين في القضارف.. إعادة النظر..!!

 

محمدادريس 

 

=في غضون أشهر قليلة من الحرب الروسية الاوكرانية قبل عامين،لجأ أكثر من 6مليون شخص من أوكرانيا الي الدول المجاورة بطريقة قانونية وتم استقبالهم بفيض من الدعم والمؤازرة ابرزته الصحافة البريطانيةحينئذ في كبريات اصداراتها تحت عنوان ” أوربا تستقبل بذراعين مفتوحتين اللاجئين الاوربيين”،لكن بالمقابل العديد من اللاجئين وطالبي اللجوء الذين قدرت اعدادهم قبل تلك الحرب ب31مليون شخص من سوريا وافغانستان والسودان وإريتريا واثيوبيا وميانمار وفنزويلا،بحسب إحصائيات مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة،يضطرون الي الهجرة غير الشرعية عبر طرق محفوفة بالمخاطر،ويكونون طوال المسير عرضة للاستغلال وسوء معاملة المهربين والجماعات الاجرامية،بين مطرقة سياسات حدودية مجحفة، وسندان بطش علي يد قوات أمن تلك البلدان التي تتهرب من إحترام قوانين اللجوء التي صادقت عليها عقب الحرب العالمية الثانية،إذن مباديء العمل الإنساني مختلة،وهنالك ازدواجية معاييرمزمنة وليس كل اللاجئين سواء هنالك لاجئين(أولاد المصارين البيض )..!!

 

 

=وعقب حرب مليشيا الدعم السريع علي السودانيين،واجبارهم علي مغادرة منازلهم ومدنهم واعمالهم بين نازح في الولايات الآمنة ولاجيء يهيم في دول الجوار ..ينفتح ملف اللاجئين الآن علي أكثر من زاوية حول تعاطي السلطات السودانية المختصة مع ملف اللاجئين وإعادة النظرمن حيث تسجيلهم وحصرهم وضبط الوجود الأجنبي وفق موجهات ورشة بورتسودان والحملة القومية لتسجيل اللاجئين وقرارات والي القضارف في ذات الصدد،ولك ان تتخيل في ولاية القضارف التي تستقبل منذ اندلاع الحرب أفواج النازحين القادمين من الخرطوم والجزيرة وسنجة،تستقبل كذلك اللاجئين القادمين من تلك الولايات أكثر من 16 الف لاجيء يضغطون علي المعسكرات الأربعة التي تأوي أكثر من 80 ألف (الطنيدبة/ام راكوبة/بابكري/ام قرقور)،في ظل إمكانيات محدودة للاجهزة الاتحادية والولائيةوماتبذله معتمدية اللاجئين وشركاءها بقيادة المهندس عبدالمنعم عثمان وفريق عمله رغم ضبابية المانحين ورؤيتهم تجاه حرب المليشيا المتمردة علي الشعب 

،والتي تحتاج إلي تدخلات إنسانية كبيرة وبالذات ولاية القضارف التي تضم فئات النازحين واللاجئين والأجانب وطالبي اللجوء علي السواء وتتحمل العبءحكومة الولاية لوحدها..!

 

 

=ربما لن تكون حادثة آلاف اللاجئين السودانيين بغابات(أولالا) باقليم الامهرا غربي إثيوبيا الذين تم استقبالهم بالعنف والنهب من جماعات الفانو والشفتة الأولي أو الأخيرة،في سياق التجاهل من قبل المنظمات الدولية والسلطات الإثيوبية ولسان حالهم “كالمستجير من الرمضاء بالنار” وكان لوالي القضارف لاحقا مبادرة في التواصل مع الجانب الإثيوبي والمفوضية السامية لاحتواء الأمر وتحديد مواقع لعودةبعضهم في “البنية”.. يحدث ذات الأمر في دول أخري عديدة،وفي الصورة المغايرة يجد الإثيوبي اللاجيء الي السودان معسكرات ايواء مجهزة بكل الخدمات الضرورية وبعضهامفتوح مثل معسكر” ام قلجة”،ليتسرب بعضهم الي سوق العمل والاحياء السكنية دون ضوابط وقيود وحينما تداهم وتطال حملات المخالفين( بعضهن) يأتي للأسف بغباء من يفترض أنه حارس لتطبيق القانون ليقدم أسوأ واتفه مثال في خرق سياسات البلد وتهديد الأمن القومي،إذن الحوجة ماسة الي تشريعات وقوانين رادعة وأجهزة رقابة تعيد للبلاد هيبتها وسيادتها وكرامتها وتتضافر فيها جهود وسائل الإعلام مع الأجهزة الأمنية والعدلية، وقد ولغت غالبية دول الجوار في الدم السوداني في الحرب الأخيرة /ماعدا إريتريا الشقيقة/ اما بمساندة التمرد اوبمسك العصا من المنتصف أو بالاستثمار في أحزاننا وماساتنا واذلالنا وجعلنا مجرد ورقة في لعبة التنافس الدولي،والحساب بلاشك سيكون قاسيا بعد أن تضع الحرب أوزارها باذن الله قريبآ بانتصار للارادة الشعبية المساندة للقوات المسلحة.

 

 

=تلك النقاشات والمقاربات وغيرها كانت حصاد وتلخيص لجلسة استمرت لساعتين بمبني معتمدية إسكان اللاجئين بشارع الوزارات،مع المعتمد الذي بدي أكثر حرصا علي الإستماع،دون الالتفات والإهتمام حتي لمايكتب في وسائل التواصل الإجتماعي علي سبيل التبخيس والتبخيت،المقر الحصين يعطيك الانطباع بالدقة والنظام علي عكس بعض المقار الفوضوية،والرسالة الأهم ان يحترم مايسمى بالمجتمع الدولي التزاماته تجاه العمل الإنساني وحماية اللاجئين دون تمييز وسد الاحتياجات الاغاثية الضرورية في السودان والتحرك العاجل من مايسمي بالمجتمع الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح وقد بلغ عددهم بنهاية ابريل الماضي 120 مليون ،اوإعادة النظر ومؤامة القوانيين في قضايا اللاجئين وتقنين أوضاعهم بالسودان والاستفادة من دروس الحرب القاسية،وبينما تتخذ بعض الدول تدابير ضرورية لحماية اللاجئين،لاتزال دول أخري تستثمر اقتصاديا وسياسيا في قضايا اللاجئين،ولأن مبدأ حماية اللاجيء في الشريعة الإسلامية قديم علي كل الإعلانات الدولية تحت ظلال قوله تعالي :(وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لايعلمون).!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى