– إبراهيم شقلاوي.
500 يوم أيتها المنصورة حين تحسبها القيادات السياسية التي قدمت نفسها لأجل الوطن والشعب ليس كالتي يحسبها رجل الشارع.. رجل الشارع يحسبها تجربة عامرة بالخذلان فيمن كان يظنهم أهل خبرة ودراية وحكمة حيث كان يتطلع إلى وطن حر آمن مطمئن يقودونه بتفويضه لهم .. لذلك في الغالب يفوض أمره لله وينتظر أقدار الله وحكمته.. كما فعلتي حسب منشور مزيل باسمكم في صحيفة الشعب الإلكترونية .. الصادرة اليوم.. بالرغم من أن السياسي المثقف الذي يقود أكبر أحزاب الاستقلال بالضرورة تختلف عنده الحسابات .. فهي 500 يوم ماكان لها أن تكون حرب لولا عجزه وانسداد أفقه مهما كانت الأعذار .. 500 يوم كانت فرصته.. يقدم من خلالها نجاحه وكفاءته وحضوره السياسي والمهني ويحسن فيها قيادة البسطاء من أبناء شعبه الذين وثقوا فيه .. 500 يوم.. كان حريا به أن يتدبر ويراجع ويعتذر ويبدأ فعلا إيجابيا لأجل الذين بكى لأجلهم إذا كان صادقا.. و به قليل من وعي أو حكمة.. فعلا هي 500.. كما قلت .. (حصاد الموت والهشيم والحنظل.. 500 يوم من:
– القتل الجزافي والوحشية.
– الدمار للمباني والقيم.
– الخراب لمؤسسات الدولة والنظم.
– انتهاك الأعراض وضياع الأخلاق.
– الاعتقالات والتعذيب بلا قانون أو سبب.
– سرقة ممتلكات الناس وضياع المدخرات.
– شتات الأسر والألم.
– القهر والقمع.
– العطالة والبطالة، واستشراء الفقر والعجز.
– القتال داخل المدن والقصف، وتسيد الرعب والخوف.
– اغلاق المدارس والمستشفيات.
– انعدام الخدمات الأساسية.
– البغض والكره بين المواطنين.
– ضياع الكرامة ومعاناة الذل في بلاد اللجوء.
– فقدان السودانيون القدرة لإدارة أمرهم؛ فتسيد البت في شأنهم من صغر ومن كبر من الأمم والأشخاص.
*انعدام الكبير في البلد..*
فلا أحد يهتم بكرامة الناس ووحدة التراب…).
نعم أنها 500 يوم عشنها بكل آلاماها وحرمانها ودمائها.. أنها تمثل تلك الخيارات التي ذهبتم إليها دون أن يطرف لكم جفن أو يصحو لكم ضمير .. لكنها للأسف لم تكن خيارات متطورة بل كانت خيارات العاجزين عن إحتمال الحوار والصبر عليه.. 500 يوم بعد أن ادركتم أنها مضت وتمضي حتى اللحظة برزمها ورزنامتها ولا تبالي بأحد.. إذا قتل شيخ أو طفل أو امرأة دون ذنب .. الآن ماذا أنتم فاعلون.. هل تكتفون بالدعاء.. أرجوكم اتركوا الدعاء لنا نحن أهل السودان البسطاء الذين احتضنتنا المنافي في إذلال وضيم بعد أن ضاقت بنا بيوتنا على رحابتها.. وضاقت بنا أنفسنا.. أيتها المنصورة أهل السودان الآن ينزفون دماء كل صباح ويعتصرون الألم ويتطلعون للأمن والسلام.. أما انتم أيها السياسيون بكل الوانكم وإنتماءتكم وتوجهاتكم فقد سحبنا تفويضنا عنكم و نزعناكم من قلوبنا بعد أن خذلتمونا.. فقدنا الأمل في سعيكم لأجلنا.. فلا إصلاح عبركم أو صلاح.. بعد أن رهنتم ارادتنا ورهنتم وطننا ومازلتم تفعلون.. حتي بات أمر قرار وقف الحرب ليس بيد أحد منكم.. الآن ذوقوا اطماع الطامحين دون وعي .. حين تحدثت تلك المتحدثة وقالت.. نحن نتدخل في السودان لأن ذلك تدابير وقائية حتى لايجتاحنا الربيع العربي.. هم لاينتظرون التغيير يأتيهم بغتة إنما يمضون إلى تجفيف منابعه.. أو كما قالت .. يعني أنها تدرك أن هذا فعل مشروع يتسق مع إستراتيجيتهم.. إذا أين استراتيجيتكم أيها السياسيون .. هم استراتيجيتهم ناجحة إلى حد ما لأنهم استطاعوا استمالة نخبنا لتفيذها .. لكن أنتم استراتيجيتكم فاشلة.. لأنكم نخب سياسية فاشلة لم تستطيع أن تجنب شعبها الحرب .. لم تنجحوا في عمل استراتيجية وطنية تحصن البلاد من الانزلاق نحو الاستقطاب والحرب المقيتة .. والنتيجة الشعب الآن يدفع فاتورة عالية باهظة التكاليف .. إننا أيتها المنصورة ندفع حياتتنا وأمننا وحاضرنا ومستقبلنا.. مع ذلك مازال وعيكم أيها السياسيون دون الكارثة ودون التحدي.. فتخرجي علينا بعد كل هذا الضياع بإحصاء للأيام والآلام دون تحديد من المسوؤل .. هذه الآلام التي نعيشها في المنافي ووسط الدانات و زخات الرصاص كل ساعة وكل لحظة.. ولا تعيشونها.. كنا ننتظر عودة الوعي الذي يعرفه القادة في مثل هذه الظروف.. كنا ننتظر إعلان الحكماء الذي يقدم السودان ويتسامي فوق الإنتماءات الحزبية الضيقة.. إن كان الإمام وصحبه عليه رحمة الله.. لفعلها في شموخ وكبرياء دون حسابات.. فقط لأجل الوطن وأنسان السودان ..ذلك وجه الحقيقة..فماذا أنتم فاعلون..التأريخ يكتب والشعب ينتظر.
دمتم بخير وعافية..
26/أغسطس /2024م. Shglawi55@gmail.com