——————————-
*أبوفاطمة أحمد أونور*
*عندما نزح مواطنو الخرطوم بسبب الحرب كانت صدمة لأهل الولايات، ففتحوا لهم المدارس والداخليات علي مصراعيها، مأوي لنازحي العاصمة، ولكن مع تطاول أمد الحرب لم يعد الامر يطاق، لأنه تسبب في ضياع عمر ومستقبل أجيال من المحال تعويضه، لذلك جاء قرار بعض الولايات بترحيل النازحين من دور التعليم الي معسكرات معدة، بعد توفير الحد الادني من ضروريات الحياة، ولكن للاسف بعض من النازحين إستمرؤا الامر فباتوا يرفضون إخلاء المدارس والداخليات، وهو ما اشتكت منه مديرة إحدي المدارس الثانوية بكسلا، هذه الاستاذة الجليلة من بنات امدرمان، طاب بها المقام بكسلا منذ عقد من الزمان، وقد وفقت في تشييد منزل، ولولا فضل الله ورعايته لها كادت أن تبيعه إستعدادا للرحول النهائي الي أمدرمان قبيل الحرب بايام، ولانها انسانة عظيمة وخدومة ومحبة للخير واسعاد الانسانية كعادة قبيلة المعلمين التي تحترق من أجل الآخرين، لذلك لم يتم بيع منزلها بكسلا بقدرة قادر ، وقد كانت تلك المعلمة العظيمة حزينة لما جري علي البلاد، ولكنها في نفس الوقت رافضة لتعطيل المسيرة التعليمية جراء تحويل المدارس الي معسكرات نزوح لاجل غير محدود، بحسب ان الفزع الرسمي والشعبي للاستضافة لم يكن يتوقع هكذا تطاول لأمد الحرب، ما جعل المدن الآمنة وكأنها معسكر نزوح كبير، طالما تعطلت فيها العملية التعليمية فصارت أحياؤها مجرد مباني بلا معني، مثلها ومثل معسكرات النزوح واللجوء الخالية من الخدمات التعليمية، وقد تجلي ذلك في استنكار المجتمعات المستضيفة لما اصاب اطفالهم من إجازة مفتوحة، وبل أن حتي أطفال النازحين حرموا من مواصلة تعليمهم نتيجة احتلال ذويهم للمدارس، ما يعني ان النازحين قد اضروا بانفسهم وافسدوا حياة مستضيفيهم !!!*
*وهنا نذكر في تسعينات القرن الماضي عندما نزح مواطنو الولايات للعاصمة جراء الحروب، فلم يتم استقبالهم في المدارس والداخليات العاصمية،، وبل لم تتعطل من اجلهم الحياة التعليمية، وانما تجاسر النازحون فرادي للانخراط في الحياة العامة من خلال السكن العشوائي بضواحي العاصمة وفيافيها وفق ما كانت تفرضه الضرورة وتقتضيه الظروف، دون التسبب في اتعاس غيرهم والتنمر علي العاصميين، كما ننبه بأن سكان الارياف بالشرق ليسو أفضل مأوي من النازحين، ولكنهم راضين بواقعهم، مع أن المدن قائمة علي مراعيهم وحواكيرهم التاريخية قبل تشكل الدولة السودانية، ومع ذلك لم يتوهم أحد منهم احتلال دور التعليم وافساد حياة المدن واهليها، وبل حتي عندما دارت علي ارياف الشرق دوائر الحروب الشرسة في الجبهة الشرقية وهجر وشرد ونزح الريفيون الي حواضر الشرق، لم يحتل أحد المدارس، إذن فما بال نازحين من ولايات اخري تمت استضافتهم منذ حوالي سنة ونصف ولايزالوا مصرين علي احتلال الدور التعليمية ما ادي الي التغرب الاضطراري للعديد من مجتمعات المدن الآمنة بحثا عن مواصلة تعليم ابنائهم، الامر الذي اضاع علي الدولة الملايين من وارد العملات الحرة المدفوعة من المغتربين، فتسربت الي خارج قنوات الوطن الجريح !!*
*فيا نازحي بلادي هل تعلمون أن الحياء الطبيعي دفع العديد من الاسر المستضافة لدي اقاربهم ومعارفهم لانهاء الضيافة من تلقاء انفسهم الابية من باب أخوك إن بقي عسل ما تلحسوا ، إذن فما بال من يخنقون انفاس آلاف الأسر عبر احتلال دور التعليم وهدم مستقبل ابنائهم !!؟ فهل يدرك قاطنو المدارس انهم يصنعون كوارث وازمات انسانية بلا وعي في قلب المدن الآمنة والمجتمعات المستقرة، شأنهم وشأن الحرب التي شردت وعطلت وروعت المدن والمجتمعات الآمنة !!؟؟ وإلا لماذا يصر النازحون علي تعطيل الخدمات التعليمية وتشريد المعلمين والتلاميذ وترييف المدن وتضيبع مستقبل الاجيال ببث التجهيل، وهي آثار كارثية أبشع من جرائم الحرب!!؟؟*
*واخيرا فليعلم الجناة من النازحين، بأن الوجع تجاوز حد التحمل لذلك لن يطول سكات المجتمع علي هكذا ترويع يستمد بقائه من لؤم بعض الحمقي، لذلك سينتفض المواطن قبل الحكومة لتحرير دور التعليم من مدارس وداخليات، لان الحرب قد تطول لسنين قادمة، ولا ينبغي الحداد لها بتعطيل مستقبل الوطن والاجيال ممن لا يمكن تعويض سنيهم الزاهية، واما بخصوص توطين النازحين فليكن شان انساني يمكن معالجته بعيدا عن اختلاق ازمة انسانية اكثر بشاعة بتعطيل مستقبل المجتمعات المستضيفة!!*
++++++++++++++++
– *صورة للسادة الولاة*
– *صورة لوزارة التربية والتعليم*
– *صورة لمفوضية العون الانساني*
– *صورة للجنة الامنية*
– *صورة للجان الشعبية بالأحياء*