كتب/ عوض البارئ محمد طه
من أميز الاخبار التى اطلعت عليها فى نهاية الاسبوع الماضى أى قبل يومين .. ما ورد عن طى صفحة الخلافات بين قبيلتى السمرأر والكميلاب وهى خلافات مزمنه ليس لها ما يبررها وخصوصا انها بين كرماء وابناء كرماء فالطرفين من المكونات ذات التاريخ المشهود فى شرق السودان وابناء لذلك الساحل العظيم والذى هو شاهد على تاريخ ناصع لمكونات أثنية عاصرت مده وجزره وعايشت شروق الشمس وافولها على صفحة مائة الزرقاء واحشائه الكامن فى جوفها الدر وبما ان الانسان ابن بيئته كما يقول علماء الاجتماع فان السمرأر والكميلاب يحملون صفات البحر وجيناته فقد تعكر ما بينهم وهاهو هو يصفو اليوم بفضل رجال علموا ان شيطان الخلاف يكمن فى التفاصيل فاخترقوا التفاصيل ووأدوا الشيطان بحكمتهم
بعد لقاء جامع بين قيادات وعمد ومشايخ القبيلتين وكان رجل الولاية الاول والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور طرفا ومحضر خير فقد استقبل الرجل قيادات قبيلتي الكميلاب والسمرار بحضور رئيس الإدارة القانونية مولانا معاوية جلال، وناظر عموم قبائل الهدندوة الناظر محمد أحمد محمد الأمين ترك ؛ والجهات المعنية.
واللقاء مع والي البحر الأحمر جاء بناءاً على إتفاق مسبق وجلسة تمت بين قبيلتي الكميلاب والسمرار تهدف لإنهاء الصّراع كما ورد فى الخبر على لسان الناظر ترك . وكشف ترك عن “القلد” والتفاهمات والتنازلات التي تمت بين قبيلتي السمرار والكميلاب وتسليم القضية لنظارة الهدندوة لمعالجة جميع القضايا العالقة. وهنا يكمن الحل لان الامر أصبح فى ايدى رجال اذا قالوا فعلوا واذا تعهدوا التزموا .
وحتى تأخذ التسوية التأريخية هذه صفتها القانونية الملزمة وتتأطر باطار القانون جلس حكماء الولاية وفى مقدمتهم الناظر ترك مع الوالي لإصدار قرار برئاسة قاضي محكمة عليا والنيابة العامة والإدارة القانونية وعضوية كلاً من الإستخبارات، والشرطة،وجهاز المخابرات العامة،والتخطيط العمراني، والمساحة حتى تستمع للطرفين وتنظر للوثائق ويكون الحكم ملزم لكل الأطراف .
وبما ان لكل خبر تداعياته وتبعاته – كما يقول المحللون – فان لذلك الخبر المهم تبعاته ومالاته على هيئة الموانى البحرية وعلى ولاية البحر الاحمر بأكملها وهو خبر مفرح برز كالنشاز من بين نغمة الحزن المتجانسة والمتتابعة -للاسف – فى بلاد لا تستحق كل ذلك الاسف العميق والحزن غير النبيل .
فطى صفحات الخلاف والى الابد بأذن الله يمثل بداية النهاية لتعطل الصرح الاقتصادى المهم المثمثل فى ميناء هيدوب ويجعل من الساحل المجاور للميناء منطقة جذب اقتصادى وحركة تجارية وموضع تتزاحم فية الاقدام وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (التمسوا الرزق حيث تتزاحم مواطئ الاقدام ) . فالميناء الذى ظل لسنوات بئر معطلة وقصر مشيد سيصبح المؤشر الاقتصادى الاكبر فى تلك المنطقة ويفتح فرصا أكبر للعمالة فى تلك المناطق سواء داخل الميناء أو خارجها ويحقق قيمة اقتصادية،بما يعود بالمنفعة للجميع .
أما بالنسبة للولاية فان ذلك مكسب أمنى كبير يعلى من قيمة التعايش والتاخى فى وقت تزداد فيه الكراهية والصراعات بسبب الحرب الملعونة والمجنونة التى نسأل الله ان يعجل بنهايتها ووضع حد لها انه ولى ذلك والقادر عليه .