د. معاوية عبيد
السودان الذي انجب رموزاً وطنية تحدث عنها العالم و تحدثنا عنها نحن بفخر و اعزاز ، و اغني العالم بخيراته و موارده ، اليوم تتعمق جراحه وجراح ابنائه بعد أن تحالفت عليه دول الشر و البغى والعملاء و المرتزقة و غدرت به المليشيا وتمردت علي الجيش السوداني وعلي الشعب الذي أطعمهم من جوع ،و آمنهم من خوف ، تعمقت جراح المواطن السوداني واخذ يبحث عن قطعة شاشة يغطي بها جراحه ، وخرقت قماش تغيه زمهرير الشتاء وحرارة الصيف ، و جرعة ماء نظيفة يروى بها ظمأه ، ولقمة عيش كريمه يسد بها جوعه ، وجرعة دواء يداوي بها سقمه و ألمه، تعمقت جراح المواطن السوداني وجيشه وجميع قواته النظامية والشعبية تدافع عنه في معركة الكرامة وهو يبحث عن من يواسيه في محنته فلا يجد منظمات خيرية أو طوعيه أو مجتمعية ، تلفت يمنة ويسري فوجد أمامه مؤسسة الزكاة شامخة كالطود الاشم ، وجنودها البواسل يدفعهم حبهم للوطن و المواطن و تعظيم الشعيرة ، يقدمون الكساء والايواء ولقمة الغذاء و الدواء لكل محتاج ، هكذا هم أهل الزكاة الذين عركتهم التجارب وعرفتهم الملمات، عندما جرفت السيول المنازل كان أهل الزكاة حضوراً ، وعندما حمي وطيس الحرب كان أهل الزكاة حضوراُ في مقدمة الصفوف وآخرها معركة منطقة الفشقة و جبل مون و انتشار داء الكورونا وغيرها من الموافق التي خلدها التاريخ ووثقتها الكاميرات و الاقلام و الألسن التي تلهج بالدعاء والثناء لأهل الزكاة و ديوان الزكاة في كل هذا العطاء الذي لا يسمح المجال لذكره هنا، و في هذا التوقيت المهم ونظراُ للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد بسبب حرب مليشيا ال دقلوا الإجرامية و الظروف المعيشية الضاغطة وموجة النزوح الكبيرة التي شهدتها عدد من الولايات بصورة كبير ومباشرة بايواء إعداد كبيرة من النازحين وفي زمن قياسي نفذ ديوان الزكاة بكل هذه الولايات برامج كبيرة في توفير ( الايواء ، الغذاء ، الدواء ، الكساء ، الماء، جرحي العمليات واسر الشهداء ) مما جعلنا نشهد لأهل الزكاة بأنهم بلسم جراح اليتامي و الغلابة والتعابة في زمن الكآبة و الحرابة، في زمن نزح فيه المواطن من منزله وقلت المؤنة، ووقفت الطاحونة، فكان أهل الزكاة سباقين بالخيرات في كل الولايات،فها هو ديوان الزكاة الامانة العامة وقبل أن يجف مداد العام ٢٠٢٤م ، يجيز موازنته للعام ٢٠٢٥م بمبلغ إجمالي قدره (٢٨٠) مليار جنيه، بزيادة نسبتها (46% ) عن العام السابق و التي تحمل في طياتها تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية و دعم القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الأحداث الأخيرة و توسيع قاعدة المستفيدين من الزكاة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة و تعزيز الشراكات مع مختلف الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية لتحقيق أهداف الموازنة ، و لم تتوقف الامانة العامة في هذه المحطة بل واصل الأمين العام لديوان الزكاة أحمد ابراهيم عبد الله تضميده لجراح المحتاجين حيث التقي برئيس مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين عثمان الذي أشاد بدور ديوان الزكاة، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد مؤكداُ وقفة الدولة مع الديوان في معالجة كل الاشكالات التي تعترض سير عمل الزكاة مثمناً مجهودات العاملين في اجازة موازنة العام القادم و ما يقدمونه من دعم للمحتاجين في أصعب الظروف وناقش اللقاء عدد من القضايا المهمة التي تصب في مصلحة المحتاجين ، و يواصل الأمين العام مشواره حيث يلتقي رئيس الجمعية السودانية لرعاية وتوطين زراعة الكبد، و ذلك من اجل وضع بروتوكول لدعم مرضي زراعة الكبد وتوفير الرعاية و العناية الصحية لهم من قبل الديوان والجمعية ، ويظل الديوان بلسما لكل المرضي عندما يلتقي أمين الزكاة ولاية غرب كردفان بمدير التأمين الصحي بالولاية لتوفير بطاقات التأمين العلاجية لأكثر من ( ٢٤) الف مستفيد ، ويلتقي أيضا أمين الزكاة ولاية النيل الأبيض بمدير التأمين الصحي من أجل وضع شراكة تدفع بتطوير الخدمات الصحية وتساهم بشكل كبير في تحسين مستوي الرعايه الصحيه وتوطين العلاج بالداخل للاسر الفقيرة ، ويرسم ديوان الزكاة الفرحة في وجوه المحتاجين بولاية النيل الابيض بتدشين نفرة الحصاد بالمشاريع الزراعية و التي تبشر بانتاجية عالية وتأتي البشريات من قضارف الخير بتدشين موسم جباية الزروع بنسبة اداء ( ١٧٦% ) عن العام السابق ويواصل الفرحة بتدشين برنامج الكرامة ببلدية القضارف استهدفت عدد من الشرائح الضعيفة والنازحين بالولاية وأهم ما يميز نفرة الكرامة أن بها مشروعات حيوية ومتنوعة يمكن أن تستفيد منها تلك الشرائح ولم يتوقف ديوان الزكاة القضارف عند هذه النفرة بل كان حاضراً في دعم المجهود الحربي لجرحي عمليات معركة الكرامة ودعم النازحين و الفقراء والمساكين والأسر المتعففة والغارمين ، ولم يتواني فرسان النيل الازرق في دعم المحتاجين في معركة الكرامة بكل ما تحمل معاني الدعم وها هم يقفون مع اللجنة العليا للاستنفار من اجل تقديم الدعم و السند لارتكازات الجيش مؤكدين علي دعم كل الشرائح الضعيفة و النازحين والذين قدموا الغالي و النفيس من ابناء القوات النظامية والشعبية من اجل حماية الأرض و العرض ، ويقف الديوان مع هؤلاء و يتفقد احوال اسر شهدائهم و ضرب ديوان الزكاة ولاية شمال كردفان وبقيادة أمين الولاية وفي اطار ( برنامج رحماء بينهم ) أروع الأمثلة في تفقد اسرة الشهيد ( ود أبكر ) بحي كريمة بمدينة الابيض ، هذه الاسرة التي توفي عائلها واغتالت مليشيا ال دقلو ابنه كانت مبادرة ( رحماء بينهم ) للوقوف علي أحوالهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية و تقديم الدعم و المساعدة لهم .
وتظل شهادة الجميع بان ديوان الزكاة بلسماً لكل الجراح تظل هذه الإشادة قلادة علي صدور العاملين بديوان الزكاة يعتزون ويفتخرون بها ، وهذا والي ولاية نهر النيل يشيد بالاداء المميز للزكاة بالولاية ومبادرات الزكاة محلية الدامر في تقديم الغذاء للمحتاجين و الخلاوي وتقديم الدواء ودعم دور الإيواء كما أشاد الوالي بديوان الزكاة محلية عطبرة الذي نفذ برنامج نفرة الكرامة لأكثر من ( ٥٠٠٠ ) أسرة مؤكدا أن المشروعات التي تم تدشينها بالدامر و عطبرة هي بمثابة اطمئنان لدافعى الزكاة أن أموالهم ذهبت لمستحقيها و ما تم تقديمه لاسر الشهداء هو بمثابة التكريم لمن قدموا انفسهم رخيصة فداءاً للوطن وثمن الوالي دعم أصحاب الاحتياجات الخاصة من المكفوفين والصم والبكم وكذلك دعم الشرائح الضعيفة من الفقراء والمساكين وكذلك للذين وفدوا للولاية من جراء احداث التمرد