=بعد اسبوعين من الغوص في اعماقها والتجوال في مرابعها غادرت كسلا .. تزامنت زيارتنا مع أحداث مهمة شهدتها الولاية،إعادة تشغيل مطار كسلا واستئناف رحلات تاركو للطيران وانعقاد ورشة الإستثمار التعديني واستضافة ملتقي مجالس الطفولة الولائية، والحدث الأهم للشارع الكسلاوي الرياضي انتخابات اتحاد كرة القدم المحلي ..!
=زرت بعض المدارس في تجوالي، لتلمس تأثير النزوح علي التعليم،بدأت بمدارس مكرام التي تعمل بنظام الدوامين وتقسم الإسبوع بين البنين والبنات ،بينما ظلت أوضاع النازحين كماهي محلك سر دون معالجة والحال كذلك في مدارس كثيرة،أما في مدرسة الميرغنية الشرقية الأساسية بنين تنتظم الدارسة صباحا ومساءا، لاستضافة الطلاب النازحين وتتحمل الإدارة أضعاف طاقتها الاستيعابية،بينما يقل أو ينعدم الصرف الحكومي علي التعليم مع ظروف الحرب الراهنة وتوقف الدعم الإتحادي للولايات..!
=كذلك وقفنا علي سير العمل بمدرسة مكرام الابتدائية بنات التي بدأ العمل فيها في العام ٢٠١٥ ولم يكتمل / نسبة للتقلبات السياسية التي عصفت بصندوق إعمار الشرق وحولته الي بقايا حطام بالكاد يحصل علي التسيير ورواتب موظفيه بعد أن كان ماقبل (التغيير الموهوم )يشيد الصروح والمشروعات العملاقة في كهرباء الريف والتعليم والصحة وتلك قصة أخري ربما نعود إليها لاحقا..لتستضاف المدرسة وعدد طالباتها 500في مدرسة (آمنة عيسي)المشيدة من الرواكيب والموادالمحلية طوال تلك السنوات التسع .!
=المهم ان تلك المدرسة قيض الله لها تجمع شباب البني عامر والحباب الذي يقود الآن مبادرة مجتمعية لإكمال التشييد وترحيل المدرسة الي موقعها الجديد مع نهاية العام، وتهيئة البيئة المدرسية بسعة أربع فصول ومكتبين كمرحلة أولي خصوصا ان منطقة مكرام ذات كثافة سكانية عالية وتحتاج لمزيد من المدارس للبنين والبنات ممايتطلب تضافر الجهود الرسمية والشعبية..!
=في الحدث الأهم للشارع الكسلاوي :انقشع غبار معركة انتخابات اتحاد كرة القدم سريعا وبقيت الونسات والقفشات في قهوة الرياضيين المنتدي العريق والركن الآخر “قهوة وجن” تحكي عن روح رياضية عالية بين تياري الأصالة والتطوير،مجموعة الاتحاد السابق طه جعفر والدورة الجديدة برئاسة التربوي عثمان عمر عثمان ،فكان تنافس حضاري بامتياز يقدمه القطاع الرياضي كنموذج مشرق لفرقاء السياسة،وهذا ماقلته في قهوة وجن للزعيم حماسين والقيادي بالاتحاد قلسا،أن الدورة الجديدة عليها أن تبني علي ماتركه طه جعفر في دورته السابقة التي أثرت عليها ظروف عدم استقرار البلد ، لتبدا مسيرة جديدة و الآفاق مفتوحة لطه جعفر في ميادين العمل العام وكذلك خبرة وكفاءة عناصر الإتحاد الجديد يتفاءل بها القطاع الرياضي لاحداث الطفرة المنشودة..
=الانطباع الذي يخرج به من يزور الوريفة أن الأوضاع مستقرة في مناحي الخدمات واليقظة الأمنية والتماسك المجتمعي، الأسواق تضج بالنشاط والحيوية ..أوضاع النازحين تحتاج لمزيد من التدخلات الإنسانية، ينتظر الناس اعلان ضربة البداية برصف وترميم الطرق الداخلية،هناك أعمال صيانة تجري هذه الأيام في مدخل المدينة يجب أن تشمل اطرافها ،تكدس الحركة المرورية في المساء يتطلب إعادة النظر في تنظيم السوق وأهمية انشاء كبري جديد يربط الضفتين الشرقيةوالغربية برؤية مستقبلية تواكب التدفقات السكانية الجديدة ..
