أبو الغيط في السودان لأول مرة منذ حرب ابريل .. أسباب الزيارة ؟!
لأول مرةٍ بعد اندلاع الحرب..
تقرير_ محمد جمال قندول
يبتدر الأمين العام للجامعة العربية د. أحمد أبو الغيط زيارةً مهمةً للبلاد اليوم (الاثنين)، يلتقي خلالها رئيس مجلس السيادة ووزير الخارجية وعددًا من المسؤولين بالدولة.
وتُعد هذه الزيارة الأولى لأمين عام الجامعة العربية منذ اندلاع الأحداث في أبريل من العام الماضي بتمرد ميليشيا الدعم السريع.
مؤشر نجاح
وينتظر أن يجري الأمين العام لجامعة الدول العربية يلتقي رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وكذلك عضو مجلس السيادة الفريق اب ابراهيم جابر كما سيجري جلسة مباحثات مع وزير الخارجية السفير علي يوسف.
وكانت بورتسودان قبلةً لزيارات مسؤولين ودبلوماسيين عربًا وغربيين خلال الشهر الماضي، كان آخرها زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وقبله عددٌ من المبعوثين الدوليين أبرزهم توم بيرييلو.
ويرى القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل، أنّ استجابة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لزيارة السودان، من خلال الدعوة التي قدمها له وزير الخارجية الدكتور علي يوسف المعين حديثًا، تُعد مؤشر نجاح باختيارٍ موفق للسيد وزير الخارجية، الذي بدأ نشاطه بلقاء الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في جمهورية مصر العربية، وبحث معه عددًا من القضايا ذات الصلة بالحرب في السودان.
واعتبر الفحل أنّ زيارة أبو الغيط في هذا التوقيت فرصةٌ كبيرة لحث الجامعة العربية لأن تطلع بدورها إزاء الحرب في السودان، بالدعوة لعقد قمةٍ طارئة لمناقشة العدوان الإماراتي، خاصةً وأنّ ميثاق الجامعة العربية يحترم سيادة الدول، ويمنع الدول الأعضاء من التدخل في الشؤون الداخلية، أو دعم الميليشيات والمرتزقة.
وقال القيادي الاتحادي إنّ على وزارة الخارجية بقيادة الدكتور علي يوسف أن تضع طلب عقد القمة الطارئة للجامعة العربية في أولوية المباحثات المشتركة، حتى يكتسب السودان حقوقه القانونية في إطار دور المنظمات الإقليمية والدولية في المحافظة على سيادة الدول، وعدم المساس بأمنها القومي.
إسهامٌ أكبر
ويرى مراقبون أنّ وصول أبو الغيط يمكن قراءته في سياق التأكيد على موقف الجامعة العربية حيال الأوضاع في السودان، والمتمثل في تمسك الجامعة بضرورة دعم وحدة السودان والمحافظة على مؤسسات الدولة، ودعم الحوار الـ(سوداني – سوداني).
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي راشد عبد الرحيم قال في تعليق لـ(الكرامة) عن موضوع الطرح بأنّ الجامعة العربية تعبر عن الأمة العربية وينتظر أن يكون لها إسهامٌ في القضايا المصيرية التي تهم الشعوب العربية، وأكمل: وبما أنّ السودان كان من الدول المؤسسة للجامعة، وله مساهمة عربية في قضايا حرجة وملحة، حيث لا زالت أدواره حاضرة في حرب 67 واستقبال الرئيس المصري جمال عبد الناصر بالسودان، والمشاركة في الحروب (العربية الإسرائيلية).
ويضيف راشد أنه كان من المرجو منها وقفةً قويةً وصلبة خلال هذه الأزمة، خاصةً وأنّ السودان خلال الحرب كان يواجه دولًا إفريقيةً ذات مواقع استراتيجية، والأمة العربية في حاجةٍ للتعامل مع هذه الدول لوجود إرثٍ وثقافة عربية، ولكن الجامعة أهملت هذه المنطقة.
ويرى محدّثي بأنّ زيارة الأمين العام أبو الغيط، ينتظر منها تضامنٌ وتحركٌ أكبر على مستوى الدول العربية، والمساهمة في إيقاف دول تساهم في إشعال الحرب واستمرارها، مشيرًا إلى أنّ البلاد بحاجةٍ لمساهمةٍ أكبر ومواقف واضحةً وقوية، وإسهامٍ مقدر في عملية التنمية، خاصةً وأنّ الحرب في خواتيمها.