أخبار محلية
أخر الأخبار

وعد الحق أمين يكتب: مدير عام قوات الشرطة – علاقات اجتماعية أم محاولات للتشويه؟

 

شهدت الساحة السودانية في الآونة الأخيرة جدلًا واسعًا بعد انتشار صور جمعت الفريق أول خالد حسان، مدير عام قوات الشرطة الحالي، بالفريق أول عنان، وزير الداخلية الأسبق ومدير عام الشرطة السابق، في لقاء اجتماعي. هذا الجدل ألقى بظلاله على صورة المدير العام الحالي، وأثار تساؤلات عن مدى عدالة الانتقادات الموجهة له، وهل كانت مبررة أم مجرد محاولة لاستغلال حدث اجتماعي بسيط لتصفية حسابات سياسية وشخصية؟

 

«السياق الحقيقي للقاء»

 

الدعوة التي وُجهت للفريق أول عنان كانت من المدير العام الحالي الفريق أول خالد حسان في إطار اجتماعي خالص، حضرها أفراد من عائلة المدير الاسبق وبعض القيادات وعلى الرغم من حرص الفريق أول عنان على التأكيد أن الصور الملتقطة في هذا اللقاء الأسري ستظل في “العون والصون”، إلا أنه فاجأ الجميع بنشرها. هذا التصرف أثار استياء بعض القيادات التي علقت على أن تصوير اللقاء في الأساس لم يكن مناسبًا نظرًا لطبيعته غير الرسمية، مما جعل نشر الصور يبدو وكأنه محاولة لتلميع صورة عنان على حساب المدير العام الحالي الفريق أول خالد حسان 

 

تقاليد اجتماعية أم دلالات رمزية؟

 

ما حدث في هذا اللقاء يندرج ضمن إطار العلاقات الاجتماعية التقليدية التي تميز المجتمع السوداني، خاصة في المؤسسات النظامية. مثل هذه الاجتماعات ليست بجديدة ولا غريبة، بل تعكس حرص القيادات السابقة والحالية على التواصل والتفاهم الإنساني بعيدًا عن العمل الرسمي.

 

«ملاحظات حول إدارة الفريق أول عنان»

 

مع أن اللقاء كان اجتماعيًا بحتًا، إلا أن الفترة التي قاد فيها الفريق أول عنان الشرطة تركت أثرًا عميقًا على المؤسسة الأمنية. قراراته شملت أخطاء استراتيجية وخطوات أثارت انتقادات واسعة من الرأي العام لما حملته من خطورة على الهوية الوطنية، وأدت إلى تداعيات خطيرة على الأمن القومي وإحالة كوادر قيادية ذات خبرة إلى التقاعد، مما أثر سلبًا على أداء المنظومة الأمنية عامة وترك فراغًا كبيرًا استغلته جهات أخرى لفرض نفوذها.

 

بين الماضي والحاضر

 

رغم الثقل الكبير الذي خلفته أخطاء الماضي، إلا أن تحميل الفريق أول خالد حسان مسؤولية ما حدث خلال فترات سابقة هو أمر مجحف. المدير الحالي ورث مؤسسة تحتاج إلى إعادة بناء شامل على أسس من المهنية والكفاءة. الأولويات التي تواجه الفريق أول خالد و تشمل إعادة بناء الثقة الشعبية ، تضررت صورة الشرطة بسبب السياسات السابقة بصورة كبيرة، ما يضع على عاتق المدير العام مهمة استعادة هذه الثقة من خلال تعزيز الكفاءة والنزاهه بجانب إصلاح المؤسسات الأمنية ويتطلب ذلك رؤية استراتيجية واضحة لمعالجة الملفات العالقة، وضمان المحاسبة لمنع تكرار الأخطاء. فالعلاقات الاجتماعية بين القيادات، إذا أُحسن استخدامها، يمكن أن تكون أداة إيجابية لتعزيز العمل المشترك، بدلًا من اعتبارها ضعفًا أو تنازلًا.

 

الهجوم الحالي: تسييس أم نقد بناء؟

 

تعرض الفريق أول خالد حسان لهجوم حاد بعد اللقاء، في محاولة لتأليب الرأي العام ضده وإثارة الشكوك حول مواقفه. هذا الهجوم يبدو أنه يتجاهل حجم التحديات الوطنية التي تواجهه، ويحيد الأنظار عن القضايا الجوهرية التي تحتاج إلى اهتمام عاجل، مثل إصلاح الأجهزة الأمنية وإعادة بناء الشرطة على أسس من الكفاءة والشفافية.

 

اخيرا الدعوة التي وجهها المدير العام الحالي للفريق أول عنان لم تكن خروجًا عن المألوف، بل كانت انعكاسًا لتقاليد اجتماعية سودانية عريقة. بدلًا من التركيز على مثل هذه الأمور الجانبية، يجب أن يكون النقاش منصبًا على تقييم أداء المدير العام ومدى نجاحه في التصدي للتحديات الراهنة.

 

الفرصة الآن متاحة أمام الفريق أول خالد حسان محي الدين لإثبات جدارته، ووضع رؤية جديدة تعيد هيبة الشرطة السودانية، وتعزز مكانتها كجهاز وطني يعمل لخدمة الشعب وحماية أمنه. دعونا نركز على المستقبل، ونجعل من الماضي درسًا نستخلص منه العبر، بدلًا من جعله أداة لتصفية الحسابات وتشويه الصور. القيادة الحقيقية تُقاس بالنتائج، والمستقبل وحده كفيل بإثبات ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى