أخبار محلية

ضياءالدين عبدالرحمن يكتب : نقاط عن الإجراءات الأمريكية على الرئيس


فرضت الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في وزارة الخزانة إجراءات أو (عقوبات) على رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، و وصفت الخارجية الأمريكية الرئيس في نص القرار بقائد الجيش فقط ، أتت هذه الإجراءات الأمريكية بعد انتصارات ساحقة و كبيرة حققتها القوات المسلحة السودانية على مليشيا الدعم السريع المتمردة في كل من ولايات سنار و الجزيرة و شمال دارفور و كردفان و كذلك مواصلة التقدم في محاور القتال بولاية الخرطوم.

استنكرت كافة جموع الشعب السوداني هذه العقوبات الظالمة و المجحفة التي تساوي بين الجاني و الضحية حيث ادانت كل الفعاليات من احزاب و إدارات اهلية و رموز وطنية المساس برأس الدولة و رمز سيادتها.

أعود للنقطة التي أشرت إليها في بداية المقال وهي تسمية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بقائد الجيش فقط و هي تسمية مرفوضة مسبقاً من قبل الحكومة السودانية و أعلنت عن ذلك مرات عديدة و آخرها كان دعوة مفاوضات جنيف

عملياً الإجراءات الأمريكية تجاه رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة ليست ذات تأثير على الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان و الحكومة السودانية و لا تعيق اي من تحركات الحكومة بالخارج مع الدول أو المنظمات الدولية.

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية في هذا التوقيت و إعلانها للعقوبات أن تثير غبار في وجه تمدد الجيش السوداني و تحقيقه للانتصارات المتتالية في كافة المحاور القتالية ، مما يشير إلى أن سياسة امريكا هي المحافظة على توازن القوى داخل السودان بمعنى انها لا تريد منتصراً في هذه الحرب.

مع نهاية ولاية الرئيس جو بايدن و بداية استلام دونالد ترامب الرئاسة رسمياً تسعى الإدارة الأمريكية ممثلة في وزارة الخارجية للضغط على رئيس مجلس السيادة و الحكومة للعودة للمفاوضات مرة أخرى و لكن هذه المرة بإستخدام العصا و ليس الجذرة ، و هو موقف مخزي من امريكا لعلمها التام بتنفيذ الحكومة السودانية لرغبة الشعب السوداني برفض التفاوض مع المليشيا بعد أن ارتكبت الجرائم الوحشية و الانتهاكات الجسيمة ضد المواطنين المدنيين و اخرجتهم من منازلهم.

في إعتقادي أن الولايات المتحدة الأمريكية تهيئ المشهد أمام مزيد من التضييق و العقوبات على الحكومة السودانية خاصة مع التقارب الروسي مع السودان و وقفته القوية في مجلس الأمن الدولي حيث فشلت امريكا و بريطانيا في تمرير اي اجندات للتدخل الدولي عبر المجلس.

حاولت امريكا أن ترسل رسائل مساندة و دعم للقوى السياسية المدنية التي ترعاها داخل السودان و ابرزهم (تقدم) ، و بث روح جديدة لهم بعد ان لفظهم الشعب السوداني لدعمهم مليشيا الدعم السريع و تخريب الملعب السياسي.

الإجراءات و العقوبات الأمريكية تجاه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ستكون عامل إضافي لمزيد من الدعم و المساندة له و للقوات المسلحة لتؤدي واجبها الدستوري في حماية البلاد و حفظ الأمن و الاستقرار و سلامة المواطنين و دحر التمرد.

الفريق أول ركن البرهان يمتاز بالشجاعة و الصبر و هو شخصية متمرسة في مثل هذه المواقف و الظروف و يستطيع ان يقود البلاد إلى بر الأمان ، كما نجح في تكوين حلف قوي جداً مع الدب الروسي و سيرقى في الأيام القادمة إلى شراكة إستراتيجية بين الدولتين ، و هذا ما يحتاجه السودان اقليمياً و دولياً.

19 يناير 2025 م



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى