وزير الخارجية : إنهاء الحرب بات قريبا.. وشكرا للمصريين
قال الدكتور علي يوسف، وزير الخارجية السوداني، إن قناة “القاهرة الإخبارية” تحظى بشعبية كبيرة في السودان، حيث يتابعها المواطنون كما لو كانت تُبث من أم درمان أو التلفزيون السوداني.
وأوضح وزير الخارجية السوداني، خلال لقاء خاص مع الإعلامية آية لطفي، على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن لقاءه مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كان امتدادًا لمناقشات سابقة بدأت خلال زيارة الأخير لبورسودان ولقائه بقيادات الدولة السودانية، حيث تم طرح بعض الأفكار والمبادرات.
وأضاف وزير الخارجية السوداني، أن اللقاء تناول نتائج تحركات الجامعة العربية في الشأن السوداني، مؤكدًا شكر السودان، شعبًا وحكومة، لمواقف الجامعة الواضحة في إدانة انتهاكات ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
وأشار إلى أنه تمت مناقشة جدول أعمال الاجتماعات المقبلة للجامعة العربية، التي ستتضمن القضية الفلسطينية كأولوية، مؤكدًا دعم السودان الثابت للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تطرق اللقاء إلى جهود تصفية الأجواء العربية ودور الجامعة العربية في تحقيق ذلك، إلى جانب استعراض آخر التطورات العسكرية في السودان، مشددًا على الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوداني بدعم شعبي واسع ومساندة من القوات الوطنية المختلفة.
كما كشف وزير الخارجية السوداني عن اتفاقه مع أبو الغيط على زيارة مرتقبة للأمين العام للسودان للقاء القيادة السودانية ومواصلة النقاش حول المستجدات الإقليمية والدولية.
السودان يقترب من إنهاء الحرب
وقال الدكتور علي يوسف، إنه عقد جلسة مباحثات وتنسيق وتشاور مع وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، حيث تم بحث تطورات الأوضاع في السودان، مؤكدًا أن البلاد تقترب من إنهاء الحرب الدائرة حاليًا، مع تحقيق القوات المسلحة السودانية انتصارات كبيرة واستعادة السيادة الكاملة على الأراضي السودانية، إضافة إلى طرد الميليشيات التي دخلت السودان بأعداد كبيرة من غرب إفريقيا ومناطق أخرى.
وأضاف، أن الجهود مستمرة لإعادة السودان إلى وضعه الطبيعي، واستعادة مكانته في المنظمات الإقليمية والدولية، لا سيما الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، موضحًا أن الاتحاد الإفريقي لم يعلق عضوية السودان، لكنه جمّد أنشطته، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية تواصل اتصالاتها مع الجهات المعنية، بما في ذلك رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي، ومجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي يضم 15 دولة، من أجل رفع التجميد عن أنشطة السودان داخل المنظمة.
وأكد وزير الخارجية السوداني أن هناك تطورات داخلية مهمة في طريقها إلى التنفيذ، من بينها تعديل الوثيقة الدستورية، وتشكيل حكومة مدنية يقودها رئيس وزراء مدني خلال الفترة المقبلة.
دعم مرشح رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي
وأضاف وزير الخارجية السوداني، إن التنسيق الثلاثي مع مصر وجيبوتي في هذا التوقيت يعد أمرًا بالغ الأهمية، موضحًا أن وزير الخارجية الجيبوتي مرشح لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهو منصب ذو أهمية كبيرة، مشيرًا إلى أن زيارة الوزير الجيبوتي لمصر تعكس دورها المحوري في الاتحاد الإفريقي وتأثيرها في الانتخابات المقبلة.
وأوضح، أن المناقشات تناولت سبل دعم جيبوتي في الوصول إلى هذا المنصب الهام، نظرًا لعلاقاتها الطيبة مع السودان، كما أكد على تطبيع علاقات السودان مع كينيا التي تربطه بها علاقات جيدة، وذكر أنه قام بزيارة لكينيا خلال الأسابيع الماضية والتقى بالرئيس الكيني قبل زيارته إلى القاهرة، لافتًا إلى أن الأمور تسير بشكل إيجابي.
وأكد أن القادة الأفارقة، بحكمتهم ووعيهم، سيتمكنون من إيجاد حل للتنافس بين المرشح الكيني والمرشح الجيبوتي، من خلال اختيار الشخصية الأنسب لقيادة مفوضية الاتحاد الإفريقي في المرحلة المقبلة.
الاحتفال بنصر الجيش في نهاية رمضان
وأكد الدكتور وزير الخارجية السوداني، تطلعه للاحتفال بانتصار الجيش السوداني على ميليشيات الدعم السريع مع نهاية شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستقترب من الحسم، أو على الأقل سيتم استكمال جزء كبير منها في المناطق التي كانت تحت سيطرة الميليشيات المتمردة.
وأضاف وزير الخارجية السوداني، أن شهر رمضان يحمل رمزية كبيرة في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث شهد العديد من الفتوحات والانتصارات، مستشهدًا بحرب أكتوبر التي تزامنت مع الشهر الكريم وشكلت انتصارًا بارزًا للإرادة المصرية والعربية على إسرائيل.
وأوضح أن استمرار الحرب حتى الآن يعود إلى الإمدادات العسكرية والدعم الخارجي الذي تتلقاه الميليشيات، إذ استغلت وجودها في قلب الدولة السودانية للحصول على الأسلحة والإمدادات، ما أدى إلى إطالة أمد الصراع، ومشيرًا إلى أنه لولا هذا الدعم الخارجي، لما استمرت المعركة أكثر من أسبوع أو شهر على الأكثر.
وشدد وزير الخارجية السوداني، على أن تقدم الجيش السوداني في معاركه وحصاره للقوات المتمردة يجعل من الصعب على الميليشيات الحصول على إمداداتها، إلا أن بعض المساعدات العسكرية لا تزال تصل إليها بشكل منتظم، ما يسهم في إطالة أمد المواجهات.
مصر والسودان.. شعب واحد في دولتين
أكد وزير الخارجية السوداني، أن الأزمة في السودان دفعت الأغلبية للتوجه إلى مصر، مشيرًا إلى أن هناك جالية سودانية كبيرة كانت تعيش في مصر حتى قبل اندلاع الأحداث.
وأضاف وزير الخارجية السوداني، أن الروابط بين البلدين ممتدة عبر التاريخ، حيث كانت هناك حركة سياسية قبل استقلال السودان تدعو إلى الاتحاد بين البلدين، ما يعكس طبيعة العلاقة الوثيقة بين الشعبين، واصفًا إياهما بـ”شعب واحد في دولتين”.
وأوضح وزير الخارجية السوداني، أن المؤامرات التي تُحاك ضد السودان ليست موجهة إليه وحده، بل قد تكون في الأساس ضد مصر، مؤكدًا أن هناك جهات ذات مصالح وأطماع استراتيجية تسعى إلى تأجيج الصراعات والأزمات في الدول ذات الأهمية الإقليمية.
ووجّه وزير الخارجية السوداني رسالة إلى الشعب المصري، أعرب فيها عن تقديره لحفاوة الاستقبال التي حظي بها السودانيون في مصر، مشيدًا بالموقف الإنساني والأخوي للمصريين، قائلًا: “أعيش في شارع عباس العقاد، وهو شارع يعج بالمصريين، ولم أجد أي شخص مستاء من وجود السودانيين، بل على العكس، الجميع يُرحب بنا”.
وشدّد وزير الخارجية السوداني، على أن العلاقات بين الشعوب هي الأساس في أي علاقة بين الدول، قائلًا: “ليست وزارات الخارجية أو الحكومات هي التي تصنع العلاقات، بل الشعوب هي الأساس الحقيقي لاستمرارها وتطورها