أخبار محلية
أخر الأخبار

الزكاة كرم وجود من غير حدود

 

 

صوت القلم 

القضارف / د. معاوية عبيد 

 

ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع أمثلة البذل والعطاء في الكرم و الجود خاصة في شهر رمضان كان أجود من الريح المرسلة ، ويذكر في كتاب “الكرم والجود والسخاء” من “سلسلة صفات عباد الرحمن” أن بعض أسباب ذيوع صفة الكرم بين العرب يرجع إلى طبيعة الحياة العربية في المجتمع البدوي القديم، الذي كان دائم الترحال فراراً من الجفاف وبحثاً عن موارد الماء ومواطن الكلأ والعشب، تلك الحياة القاسية التي كابدها العربي جعلته يدرك قيمة إكرام الضيف وإعانة المحتاج ونصرة المظلوم وغيرها من القيم الإنسانية السامية. فكان العربي يُرسي دعائم تلك القيم حتى تعم وتنتشر، فيعود خيرها في النهاية إليه أيضاً

ومن تلك الأسباب ما يرجع إلى طبيعة الحياة الاجتماعية في المجتمع القديم، الذي انتشر فيه حب التفاخر بالجدود، والتباهي بالخصال الكريمة وتمجيد الأفعال النبيلة، إذ أحب العربي أن يرتبط ذكره بالصفات المحبوبة من قبل الناس، وكان الكرم أكثرها تأثيراً في النفوس وأقربها إلى وجدان المجتمع ، والجُود: المطر الغزير، وجاد الرَّجل بماله يجُود جُودًا بالضَّم، فهو جَوَادٌ ، وقيل: الجَوَاد: هو الذي يعطي بلا مسألة؛ صيانة للآخذ مِن ذلِّ السُّؤال ويُفَسَّر الجُود أيضًا بالسَّخاء ، و الجُودُ – جُودُ : كثرة العطاء مِن غير سؤال للناس والتعفف عما لديهم. أي بمعنى آخر بذل الكثير وإبقاء القليل. و قد توارث الشعب السوداني صفة الكرم والجود و اكرام الضيف جيل أثر جيل فكان إخراج الزكاة و اكرام الضيف من شيم أهل السودان لذلك عندما قامت مؤسسة الزكاة شب عودها وسط هذا المجتمع الذي يؤمن بمبدأ التكافل و التراحم و هذه الصفات التي تجري في جسده مجري الدم ، لذلك كان نجاح هذه المؤسسة خلفه الأيمان القاطع بدفع الزكاة لديوان الزكاة الذي ترجم هذا العطاء و الكرم الي برامج تمشي بين الناس وتحكي عن نفسها فكانوا ( شهوداً) و تحت شعار عطاء مشهود في شهر الكرم و الوجود دشن والي ولاية القضارف الفريق الركن محمد احمد حسن و الامين العام لديوان الزكاة أحمد ابراهيم عبد الله يرافقهما عدد من مديري الادارات العامة وعدد من امناء الزكاة بالولايات دشنوا برنامج رمضان للعام ١٤٤٦هجرية الموافق ٢٠٢٥م لكل ولايات السودان من ولاية القضارف بتكلفة فاقت ال (٣٤) مليار من الجنيهات تمخضت عن برنامج فرحة الصائم ، اطلاق سراح الغارمين ، فرحة العيد ، دعم خلاوي القرآن الكريم ، العودة الي الديار ، دعم المجهود الحربي و القوافل الدعوية ، قد كان هذا اليوم يوما مشهوداً ، شهد عليه القاصي و الداني من أهل الجزيرة و أهل الإعلام و أهل القضارف الذين نزلت عليهم مطر رشاش الزكاة و روت قضروف ود سعد بوابل صيب من البرامج و في ظل هذا العطاء المشهود قال الأمين العام لديوان الزكاة إن السودان لن يجوع طالما أن اهله يدفعون زكاتهم طوعا الي ديوان الزكاة الذي يوزعها علي مستحقيها و اشار والي القضارف إلي عطاء أهل القضارف و استقبالهم لكل الوافدين بصدر رحب و عن اعتزازه بتدشين برنامج شهر رمضان لكافة ولايات السودان من ولاية القضارف مشيداً بالأدوار الكبيرة والمقدرة للزكاة على مستوى السودان فى تحقيق الاستقرار ودعم الشرائح الضعيفة ، و انطلق الوفد بعد ذلك الي وداع أفواج بصات العائدين الي ديارهم الذي نظمه ديوان الزكاة ولاية القضارف بأكثر من أربعين بصا توجهت الي ولاية الجزيرة بكل قراها  

ثم انطلق ركب الأمين العام إلي افتتاح البرامج الالكتروني لجباية زكاة الزروع بمكتب زكاة الزروع بالولاية و كذلك وقف الوفد عند مكتب معاشي الزكاة الذين اجزل الديوان لهم العطاء بعد ترجلهم عن الخدمة، ويتواصل كرم وسخاء الامانة العامة لديوان الزكاة وهي تتفقد سجون ولاية القضارف بإطلاق سراح أكثر من ثلاثين نزيلاً ، وكان مسك الختام سجادة السادة المجاذيب بمسجد الشيخ عثمان الازرق بحي الصوفي الازرق حيث برنامج الدعاء و التضرع لنصرة القوات المسلحة و إزاحة الغمة عن الشعب السوداني 

هكذا كان يوم الزكاة مشهوداً كيوم التروية حيث اجتمع كل اهل الفضل ليس بجبل عرفات بل بجبل زكاة الزروع بولاية القضارف وكانوا شهودا علي ايصال الزكاة لمستحقيها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى