
_كتب /عوض الباري محمد طه_
حزمة الأوامر الادارية والهيكلية التي أصدرها المدير العام لهيئه المواني البحريه مهندس مستشار جيلاني محمد جيلاني مؤخرا انعكس صداها بشكل وجد القبول والاستحسان لدى الرأي العام الداخلي بين العاملين والخارجي على مستوى المجتمع المحلي باعتبارها اختراقا يتجاوز التقليدي المألوف الذي درج عليه العاملون مما يشير بجلاء إلى رؤية استراتيجية متقدمه تتجاوز التفكير داخل الصندوق إلى مرحلة تستصحب ضرورة المواكبة أكثر من قداسة التقليد.. وجميع الأوامر واضحه وجليه الا ان الامر الاداري رقم ( 36 / 2025 والأمر الإداري 35 /2025 ) أثارا بعض اللغط التساؤلات وهي تعتبر مشروعة في أي أمر مستحدث بحسب نظرية روجرز للأفكار المستحدثة وهي ضمن مايسمى بنظريات التأثير والتي جمع خلاصتها وتوصل إلى اثباتها بعد جهود بحثية في علم النفس والاجتماع ويعرفها الاكادميون في مجال الإعلام.. ولذا ليس مستغربا اللغط والتساؤلات حول أمر إداري يتعلق باستحداث جسم إداري لا سيما التساؤل عن جدواه وهدفه في ظل أجسام تشبه في المسمى على الأقل مما أدى إلى اعتقاد الكثيرين إنها تشبهه في الأهداف أيضا. ولذا فإن التفسير كفيل بفك اللبس والغموض.
أولا يجب أن نعلم إن المواني مرفق عالمي ومطلوب منه الالتزام بشروط المدونة البحرية ومواكبة الشروط العالمية وعندما زار خفر السواحل الأمريكي المواني السودانية البحرية أبدى عدة ملاحظات وخصوصا في الجوانب الأمنية المتعلقة بالتسوير والإضاءة وكاميرات المراقبة والبوابات وما إلى ذلك وهي أمور صحيح إنها لا توقف عمل المواني ولكن تخصم من رصيد تصنيفها العالمي هذا جانب. والجانب الآخر أن المواني بها عدد من المنظومات الأمنية تتكامل فيما بينها لتحقيق الأمن الشامل فهناك وحدة أمن المواني وشرطة تأمين المواني والدفاع المدني مواني علاوة على إدارة السلامة والصحة المهنية ولكل منهم دوره ومهامه التي لا غنى عنها.. وجميعهم يتكاملون ولكن التكامل يقتضي التنسيق وسد الثغرات كل حسب طبيعة عمله . والتنسيق كان يتم عبر ما يعرف باللجنة الأمنية التي تضم الفاعلين في المسرح الأمني للموانئ من عسكريين ومدنيين بما في ذلك الرقابة البحرية والعمليات البحرية… ومن هنا يمكننا فهم الأوامر الإدارية رقم35 و 36 /2025 المتعلقة بانشاء وحدة تأمين الموانيء وتبعيتها للمدير العام ووضع العقيد ركن م. فيصل محمد علي على رأسها لتقوم هذه الوحدة بأحكام التنسيق بين الوحدات الأمنية. كما إن من يقوم على إدارتها تم انتقاؤة بعناية فائقة فهو يعمل بادارة السلامة والصحة المهنية وهو بخلفية عسكرية ونتيجة عمله بالسلامة جعله يعرف عمل المواني فهو عين المطلوب فهو الرجل المناسب في المكان المناسب ويمكن أن يسهم بقدر مناسب في الدفع باتجاه تحقيق الشروط العالمية لهيئة الموانئ البحرية السودانية وهو خط قررت الإدارة السير فيه لان من يتخلف عن ركب المواكبة مع الإيقاع المتسارع للعالم سيجد نفسه خارج إطار التجربة الإنسانية.
~مدير العلاقات العامة والإعلام~ .