أخبار محلية

صوت الحق – الصديق النعيم موسى – موقف المنظمات الدولية من حرب السودان 2-4


الإتحاد الإفريقي :

تناولنا في مقال سابق دور المنظمات في دعم مليشيات الجنجويد بتوفير غطاء دولي حال دون تصنيفها “جماعة إرهابية” مع توفُّر كل الدلائل والقرائن والتقارير التي أثبتت قيام الرحلات من دويلة الإمارات إلى تشاد جارة السوء، وعشرات الرحل التي هبطت مباشرةً في مطار نيالا ورحل كثيرة هبطت في مطارات تُرابية حملت ألآف الأطنان من الذخائر والمتفجرات والأسلحة الأمريكية المتطوّرة وجميعها من مصدر واحد، فإن كان دور الأمم المتحدة مخزي فكان دور الإتحاد الإفريقي أكثر إيلاماً للحد الذي إستحى منه الخُبراء الذين أثبتوا دعم دويلة الإمارات. الكثيرين إستغربوا الدور الفاضح للإتحاد ومجلس الأمن الإفريقي الذي أصبح أداة لتنفيذ توجيهات الدويلة بإستثناء الموقفين المصري والإرتري والسعودي مؤخراً في مؤتمر لندن.
سعت الإمارات لموطئ قدم داخل الأراضي السودانية ( أراضي الفشقه – الموانئ – الذهب ) وعندما علمت أن الشعب السوداني رافض لهذه الإستثمارات ( التدخلات ) سعت للخطة الموضوعة مُسبقاً بتمكين المجرم حميدتي فكان لابد من توفير الغطاء ولو لفترة محدودة حتى يسيطر تمرده على العاصمة الخرطوم وإعلانه إنقلاباً عسكرياً مدعوماً من المجلس المركزي للحرية والتغيير وإعترافاً دولياً من الإمارات وكينيا وجنوب السودان وإثيوبيا ويوغندا، وعلى إثر ذلك هاجم المجرم حميدتي منزل رئيس مجلس السيادة بأرتال حربية ضخمة جداً وأصبح يصرّح للإعلام ( أنه يُحاصر البرهان ) ويقول مُفاخراً : “البرهان يستسلم أو بنستلمو”.
تعامل الإتحاد الإفريقي مع تمرد الدعم السريع وخروجه على السُلطة بطريقة غريبة جداً ولكنها تشبه عقلية الكثيرين من القادة الأفارقة الذين قبضوا دراهم الإمارات، فأصبح كاكا رئيس تشاد عميلاً بالوكالة والمجرم وليام روتو الرئيس الكيني وأبي أحمد يتذبذب في أراءه الداعمة للتمرد وجنوب السودان وغيرها من الدول التي لا تملك قرارها. جراء هذا الأمر تدخلت دويلة الشر علانيةً في توجّهات الإتحاد الإفريقي الذي قاد موقفاً يخدم المليشيا وأعوانها وما كان هذا ليتم لو لا ضعف قادة وإتهام آخرين بأخذ الرشاوي من الدويلة.
إحدى أسباب إستمرار التمرد تكمن في وجود دول داعمة في القارة لم تتخذ موقفاً واحداً بإعلان قوات الدعم السريع خارجة عن الدولة فتُصبغ بتهمة القتل الجماعي والإغتصاب وتهجير الآمنيين وتدمير البنية التحتية فهذه الجرائم في القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان تُسمّى بجرائم الحرب وتدخل فيها الإبادة الجماعية التي نفّذها الأوباش بحق المدنيين العُزّل ومع توافر الأسباب بإعلان القوات المتمردة جماعة إرهابية إلاّ أنَّ الإتحاد الإفريقي ومجلس الأمن والسلم لم يعلن هذا الأمر لسيطرة دويلة الشر على معظم القادة ( وليام روتو – أبي أحمد – موسفيني – كاكا – سلفاكير وغيرهم من الداعمين، هذا الإستقطاب ساهم في توفير غطاءً سياسياً للتمرد لخدمة أجندة الوكيل الذي يقاتل الشعب السوداني من أجل إسقاط الدولة ومؤسساتها ليسهل له إغتنام الذهب والموانئ والأراضي الخصبة.
لقد كان دور الإتحاد الإفريقي في حرب السودان ليس سلبي فحسب بل حمل خيانة لدولة محورية في القارة لها تأريخ ناصع وموقع متميز جعل الدول أعلاه تعمل بصورة علنية لتغيير نظام الحكم بالجنجويد لإرضاء ولي النعمة في أبوظبي وبرغم أموالهم ودعمهم السياسي الغير محدود إنتصرت الدولة السودانية وستواصل الزحف بقواتها المسلّحة لتطهيرها من دنس التمرد وحينها ستتغيّر أشياء كثيرة أولها السياسة الخارجية مع دول الجوار المعادية والدول التي تُحارب بالوكالة وبسلاحها أيضًا ( كينيا ).



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى