
تظل امتحانات الشهادة السودانيه علي مر العهود والازمان واحده من الثوابت الوطنيه التي يتوحد السودانيين حولها، كما تمثل مرحلة مهمة في بناء وتكوين الشخصية السودانيه وتحديد مساره ومستقبله والتي تنعكس بدورها في تطور وتقدم السودان من خلال اعداد أجيال مشبعه بالعلم والمعرفه فالشهادة السودانيه يشهد لها الكثير من غير السودانيين بقوتها وسمعتها علي المستوي الافريقي والعربي والعالمي.
تعرضت الشهادة السودانيه علي عدد من المؤامرات والاستهداف فظلت صامده متحديه كل الصعاب عزيزه شامخة بعزة وشموخ وكبرياء اهل السودان.
ففي العام ٢٠٠٣م تعرض مركز امتحانات الشهادة السودانيه في ولاية شمال دارفور في مركز منطقة الطينه علي اعتداء من قبل التمرد حيث تم كشف الامتحانات في ذلك العام وتمت إعادة امتحانات الشهادة السودانيه للمره الثانيه، حيث كنت من ضمن الطلاب الممتحنين في تلك الفتره .
كما تعرضت الشهادة السودانيه في الأعوام السابقه الي استهداف من خلال كشف بعض المواد من قبل بعض الطلاب من خلال اجهزة الموبايل حيث تم تداول الامتحان قبل بداية الجلسه .
في ظل تعرض السودان لتمرد مليشيا الدعم السريع الارهابيه وداعميهم في منتصف أبريل من العام ٢٠٢٣م ، تعرض الشعب السوداني لتمرد لم يشهد له مثيل، فقد مارست قوات الدعم السريع الارهابيه شتي صنوف العقاب والتنكيل والتشريد والانتهاكات علي السودانيين من تقتيل وحرق ونهب وسلب وسرق وتدمير البنيه التحتيه والمؤسسات بغطاء ودعم إقليمي ودولي غير مسبوق.
نالت الشهادة السودانيه نصيبها من الاستهداف حيث حرم الطلاب من الجلوس للامتحانات في كثير من المناطق بالسودان وفي دولة تشاد فعملت المليشيا علي قتل وتعذيب ومنع الطلاب الراغبين في الجلوس للامتحانات المؤجله للعام ٢٠٢٣م ،لكن بعزيمه وكبرياء الشعب السوداني قطع العديد من الطلاب مسافات طويله رغم التحديات والصعوبات الكبيره في رساله وقيمه عظيمه ارساها الطلاب واسرهم في سبيل الحصول على العلم والمعرفه.
لا شك أن قيام الامتحانات في تلك الظروف الصعبه يمثل نجاح في حد ذاته ، واليوم يحصد الشعب السوداني ثمرة هذه التضحيات في نجاح وتفوق أبنائه فاليوم الجميع تفوق علي الجهل والظلم الذين سجلوا لجلوس الامتحانات ولم يتمكنو للظروف والتضييق، والذين جلسوا ولم يحالفهم الحظ، والذين نجحوا وتفوقو فالانتصار اليوم للارادة والعزيمه والإصرار والجهد الذي سجله هؤلاء الطلاب واسرهم.
التحيه نبعثها اليوم لمعلمي بلادي الأوفياء ملح الأرض وعماد البلاد والإنسان فقد قدموا دروس عظيمه في الوطنيه والفداء والثبات رغم الظروف الصعبه وقلة المردود المادي وعدمه في بعض الأحيان فلم يتوانو في أداء واجبهم المقدس في إعداد أجيال الكرامه الوطنيه من خلال هذا التدافع الوطني الكبير في سبيل نهضة وتطور السودان وشعبه.
اراد المتمردين والشذاذ أن يكسرو ارادة الشعب السوداني من خلال حرمان السودانيين من التعلم فالجاهل لا يعرف قيمة العلم، ستظل الشهادة السودانيه علي الدوام شامخه عزيزه بعزة وشموخ وجلد الشعب السوداني باعثه للأمل متقده، مستنهضه للهمم ، مستشرفة لمستقبل افضل للبلاد.
ختاما : نسأل الله أن يتقبل شهدائنا ويشفي الجرحي ويعود المفقودين الي ديارهم وان يعم الأمن والسلام ربوع بلادي وينصر قواتنا المسلحه والقوات النظاميه الاخري والمستنفرين والشعب السوداني وتعود مسيرة العلم والمعرفه في العاصمه الخرطوم رمز العزه والكرامه.
حفظ الله السودان وشعبه
*بقلم : محجوب اوشيك جميل الله*
الخميس : ١/ ٥/ ٢٠٢٥م
_نتيجة الشهادة السودانيه المؤجله للعام ٢٠٢٣م._