أخبار محلية

استمرت في مسلسل استفزازها للشعب السوداني،، بيــان الإمــارات،، “الشينة منكــورة”..


رصد الحاكم نيوز

تناقض وتدليس في حيثيات البيان، ومؤشرات على فقدان البوصلة..

الإعيسر يسخر: البيان لم يراعِ لحقوق الإنسان، ومعاناة الشعوب..

د. راشد: الحرب لن تطول، وعلى السودان الضغط على الإمارات بهذه الميزات..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تواصلت حلقات مسلسل الاستفزاز الإماراتي للشعب السوداني، والمحاولات الفاشلة لإثارة حفيظته وسخطه وامتعاضه، وذلك من خلال استمرار الاعتداءات على البنيات التحتية، عبر هجمات المُسيَّرات الاستراتيجية، ومن خلال انتهاج سياسة أخرى أكثر تهيجاً لمشاعر الحنق والغضب بإصدار البيانات الموغرة للصدور، كبيان إدانة الهجمات العدوانية التي تنفذها أياديها الآثمة على المؤسسات الحيوية، والمرافق الخدمية والأعيان المدنية المتمثلة في مستودعات الوقود ومحطات الكهرباء، في خطوة تعكس مدى حقيقة ” الضحك على الذقون الذي يمارسه ” عيال زايد” في حربهم ضد السودان وشعبه، وكانت آخر الترهات التي قالت بها حكومة أبوظبي، هو البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الإماراتية ردّاً على قرار الحكومة السودانية بمقاطعة الإمارات واعتبارها دولة عدو بعد أن صعّدت دعمها وسخّرت المزيد من إمكانياتها لإمداد التمرد بأسلحة استراتيجية متطورة.

حيثيات البيان الإماراتي:
وردّاً على بيان الحكومة السودانية فقد أكدت الإمارات في بيان أصدرته وزارة الخارجية أنها لا تعترف بقرار “سلطة بورتسودان”، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه، وأن البيان الصادر عن ما يسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين، وشددت الخارجية الإماراتية على أنّ قرار “سلطة بورتسودان” أحد الطرفين المتحاربين في السودان، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات رد فعل عقب يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من قبل “سلطة بورتسودان”، ورفضت الإمارات التصريحات المشينة الصادرة عن “سلطة بورتسودان” التي تعتبر مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام، وشددت على أنّ السودان وشعبه الكريم بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية تضع أولويات الشعب الشقيق في المقام الأول قيادة لا تقتل نصف شعبها وتجوّع وتهجّر النصف الآخر، مؤكدةً وقوفها إلى جانب الشعب السوداني وبشكل خاص الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أرض الإمارات، والزائرين السودانيين والذين لن يتأثروا بالقرارات الأخيرة، وجدد بيان الخارجية أن الإمارات تعد في مقدمة دول العالم في دعم السودان على مدى العقود الخمسة الماضية، ولن تتوانى عن تقديم يد العون للشعب السوداني الشقيق.

الإعيسر معلقاً:
ولم تمض سويعات على بيان الخارجية الإماراتية حتى انبرى وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر للرد على البيان الرافض لقرار مجلس الأمن والدفاع بقطع العلاقات مع أبوظبي، حيث قلل الإعيسر من قيمة البيان الإماراتي وقال إنه ‏من المفارقات الساخرة أن يطالع المرء بياناً صادراً عن حكومة إمارة قُطعت علاقاتها من قِبل دولة ذات سيادة، وحكومة معترف بها دولياً وشعب تكبّد خسائر جسيمة جراء جرائم تلك الإمارة، وإرسالها للمسيّرات الاستراتيجية، ثم تُعلن حكومة الإمارة ذاتها التي صدر القرار بحقها أنها لا تعترف بذلك القرار، وزاد الإعيسر: ” أنها مادة نموذجية لطلاب الدبلوماسية والعلاقات الدولية في الجامعات العالمية، ليدرسوا من خلالها مدى توفر قدر من المعقولية والإنسانية، ولو بنسبة 1% من الدرجة الكاملة، فإن وُجدت تلك النسبة، فعلى الجامعات أن تعيد النظر في منهجها الجديد، لأنه لا ينسجم مع الوقائع، ولا يراعي حقوق الإنسان ولا معاناة الشعوب”.

تناقض وتدليس:
ويرى أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية دكتور راشد محمد علي الشيخ أن بيان الخارجية يحمل بين طياته جوانب من التموية وتدليس الوقائع، وقال في إفادته للكرامة إن البيان الذي حاول نفي الشرعية عن الحكومة السودانية واعتبرها بغير الممثلة الشعب، وأنها أحد طرفي الحرب، جاء وناقض نفسه وقال إن قرار قطع العلاقات ردَّة فعل لقرار محكمة العدل الدولية! فكيف إذن تصف الحكومة بأنها أحد طرفي الحرب، ثم تقول إنها رفعت دعوى ضدك في محكمة العدل الدولية بلاهاي، ودلف دكتور راشد إلى حيثيات البيان الشكلية التي قال إنها أوضحت أن الإمارات تمثل ذراع إسرائيل، وتدعم ميليشيا الدعم السريع، وترعاها، مبيناً أن الأمارات قررت أن تخوض الحرب بنفسها وتواجه السودان بشكل مباشر بعد أن استوثقت أن ميليشيا الدعم السريع غير قادرة على مقارعة القوات المسلحة والقوات المساندة لها، وأن الميليشيا أصبحت بلا سند سياسي أو جماهيري، وفي ذلك مؤشر لانتهاء دور ميليشيا آل دقلو في هذه الحرب.

خطورة العدوان الإماراتي:
وأشار أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية دكتور راشد محمد علي الشيخ إلى دلائل تؤكد أن الهجمات العدوانية التي تتعرض لها مدينتا كسلا وبورتسودان بشرق السودان، تنطلق من بين أيادي دولة الإمارات، مبيناً أن طبيعة هذه الطيارات الاستراتيجية المُسيَّرة لا ينطلق إلا من قاعدة عسكرية، وكشف دكتور راشد عن خطورة هذه الحرب التي تقودها الإمارات ضد السودان في منطقة استراتيجية كالبحر الأحمر بالغة الحساسية عطفاً على أهميتها العسكرية، والأمنية، والاقتصادية حيث تعبر بها 33% من التجارة العالمية، “والمنطقة هي أحد أكثر طرق الملاحة البحرية الدولية حيويةً في العالم، وتعتبر الدول المشاطئة للبحر الأحمر من أهم المراكز العالمية لإنتاج الموارد الطاقوية، وتمثل مضائقه وجزره نقاطاً استراتيجية أمنية، الأمر الذي جعل من منطقة البحر الأحمر موضع صراع إقليمي، ومحل تنافس بين القوى العالمية الكبرى، ومركزاً لاحتشاد القواعد العسكرية الأجنبية،” وأكد دكتور راشد أن أمد الحرب التي تشنها الإمارات على السودان سيكوت قصيراً، ويمكن للسودان أن يحشد في هذه الحرب تحالفاته في الأمن المائي من الدول المشاطئة، والدول المطلة والدول غير المطلة، وأن أي تأثير أمني على منطقة البحر الأحمر يؤثر على هذه الدول، مما يحتم على الحكومة السودانية استغلال هذه الميزة كأدوات ضغط على الإمارات.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر من الواضح أن الإمارات قد أقدمت على مغامرة انتحارية بركوبها موجة الحرب المباشرة على السودان، وهي خطوة تؤكد حقيقة الاتهامات التي ظلت تقول بها الحكومة السودانية بضلوع النظام الإماراتي في هذه الحرب منذ اندلاعها في الخامس عشر من أبريل 2023م، وما كانت تُحيكه الإمارات سراً، ومن خلف الكواليس، أصبح اليوم علناً رغم محاولات التضليل والتدليس، وستكشف الأيام مدى فداحة الجرم الذي ارتكبه “عيال زايد” بإقدامهم على هذه الخطوة الانتحارية، و”التسوِّيهو بي إيدك يغلب أجاويدك”، و ” الشينة منكورة”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى