وزير الصحة : لهذه الأسبـــاب تفشت “الكوليــــــرا” بالخرطـــوم (….)

فتح 10 مراكز علاج بسعة 800 سرير بمساعدة منظمات أُممية..
1000 حالة إصابة بـ”الكوليــــرا”.. و(3)% نسبة الوفيــــات..
الأوضاع الصحية تمضي للأفضل.. وهذه شروط عودة المواطنين (….)
“مليون” جرعة دعم لحملة التطعيم ضد الكوليرا بالعاصمة..
هذه هي خططنا للنهوض بالصحة في الخرطــــوم (….)
نشكر ولاية الخرطوم على متابعة وتوفير مصادر المياه والرقابة ..
حوار: محمــد جمال قنــدول -نقلا عن الكرامة
قال وزير الصحة الاتحادي د. هيثم محمد إبراهيم إنّ الوضع الصحي بشكل عام في ولاية الخرطوم بعد كامل تحريرها يسير نحو الأفضل.
واضاف هيثـــم في حوار مع (الكــــرامة) إنّ تفشي وباء الكوليرا يحتاج لتدخل وتقوية التدخلات القائمة، شاكرًا ولاية الخرطوم على ما قدمته من تدخلات.
وزير الصحة تحدث بصراحة عن شواغل السودانيين فيما يتعلق بالوضع الصحي بالبلاد، كما قدم إضاءاتٍ مهمة حول مشاركته الأخيرة في الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية، ومحاور أُخرى، إلى مضابطها.
مرحبــــًا السيد الوزيــر؟
مرحب بيك قنــدول، ومرحبـــًا بصحيفة “الكرامة”.
كيف تقيم الوضع الصحي بالخرطوم عقب تفشي وباء الكوليـــرا؟
بالنسبة للوضع الوبائي، هنالك تفشي لوباء الكوليـــرا خلال الأسبوع الأخير بعد أن انحسر في فترة سابقة وذلك لأسباب منها: الانفتاح الذي حدث بجبل أولياء وصالحة تسبب في مناطق كانت غير مهيئة من صحة مياه الشرب وحتى الذين كانوا موجودين بتلك المناطق كانوا في وضع صحي سيئ بسوء التغذية وزادت معاناتهم بعد الكوليرا، وخلال الأسابيع الأخيرة ظهر الوباء بصورة أقل حينما حدث الانفتاح بجبل أولياء وحصل احتواء له، ولكن حاليـــًا في منطقة الصالحة تزايدت الأعداد بصورة كبيرة وتضاعفت خلال الأسبوع الأخير.
هل من معالجــــات؟
نشكر ولاية الخرطوم خاصة على مستوى متابعة مصادر المياه وتوفير مياه الشرب الصالحة وكلورة المياه، وكذلك رقابة الأغذية وإغلاق بعض المواقع الباعة المتجولين.
وكذلك هنالك عمل مباشر في مسألة العلاج، حيث تم التواصل مع عدد من منظمات الأمم المتحدة وتم فتح أكثر من 10 مراكز للعلاج سعتها 800 سرير حتى نتمكن من استيعاب كل الحالات.
ومستوى التدخلات التي رأيناها وتوفير الأدوية 150 طن أدوية فيها كل الأدوية الأساسية تكفي للفترة القادمة وتدخلات المنظمات أسهمت بصورة كبيرة جدًا خاصة منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود ورعاية الطفولة.
هل هنالك إحصائيات دقيقة حول الوباء من الإصابات والوفيــــات؟
متوسط 200 حالة قبل أسبوعين وزادت لتصبح 1000 حالة في الأيام الأخيرة والوفيات بنسبة 3%.
بشكل عام، كيف تقيم الأوضاع الصحية بالعاصمة الخرطوم بعد تحريرها بشكل كامل؟
الأوضاع الصحية بولاية الخرطوم تمضي صوب الأفضل ، صحيح أن هنالك فاتورة تدفع نتيجة العودة بعد التحرير مباشرة، ولذلك نحن نقول العودة الآمنة لأنّ هنالك بعض الترتيبات المطلوبة على مستوى المنطقة مثل: صحة البيئة، وإزالة المخاطر، ومكافحة نواقل الأمراض. هذه الترتيبات نعمل عليها كوزارة صحة مع الأجهزة التنفيذية بولاية الخرطوم والإدارات التنفيذية، عودة المياه والكهرباء بصورة كبيرة بالإمكان أن تسهل حياة المواطنين وتسهل كذلك تدخلاتنا الصحية بصورة آمنة ولكن بشكل آمن الوضع الصحي العاصمة يسير بصورة أفضل بعد تحرير كامل ولاية الخرطوم.
هل من نصيحة تقدمها للمواطنين مع العودة الكبيرة التي تشهدها ولاية الخرطوم؟
لا بد من العودة لأنّها بداية الإعمار والتأهيل ولكن تحتاج لترتيب ومحاذير في بعض المواقع التي ذكرناها أعلاه قد تكون فيها مخاطر خاصة المواقع التي شهدت عمليات حربية استمرت لفترة طويلة. وبالتالي، تعمل ولاية الخرطوم على إزالة تلك المخاطر، ونعمل في وزارة الصحة على تهيئة البيئة الصحية والوزارات الأخرى وتهيئة المواقع حتى تكون العودة آمنة بصورة طيبة في المرحلة القادمة.
هل هنالك جهات دولية أبدت دعمها للصحة بعد أن قاربت البلاد على التحرير الكامل؟
طيلة الفترة الماضية حتى قبل تحرير الخرطوم كانت هنالك منظمات تساعد وما انقطعت. ولكن بعد التحرير والأمن والسلام نحن نريد أن يتحول الدعم لدعم مشاريع تنموية وتعيد بناء النظام الصحي والأجهزة والمعدات الطبية وإعادة تأهيل المشافي وبناء مستشفيات على طراز حديث، وهي المرحلة التي ننشدها ونسعى إليها مع الجهات الداعمة والوكالات. ولكن ما يتعلق بدعم الاستجابة والطوارئ وصحة الأمهات والأطفال هذه مشاريع تدعم بصورة منتظمة من عدد من وكالات الأمم المتحدة ومن الداعمين الدوليين وذلك على سبيل المثال دعم حملة تطعيم الكوليرا بأكثر من 12 مليون جرعة وتم تصديق مليون جرعة لولاية الخرطوم بعد الوباء الأخير. كذلك دعم مكافحة الملاريا بأكثر من 16 مليون بتكلفة 60 مليون دولار ناموسية لـ14 ولاية وسيتم تدشين الحملة من ولاية النيل الأزرق اليوم.
حدثنا عن مشاركتك في جنيف وأبرز التفاهمات التي تمت في دعم الصحة بالسودان؟
المشاركة في الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف كانت مهمة جدًا بالنسبة لنا لعدة أسبــــاب منها: إنّنا في مرحلة مفصلية بين إنهاء التمرد وإنهاء مرحلة الاستجابة السريعة والعاجلة لمرحلة إعادة بناء السودان، ولدينا مشاريع كبيرة جدًا، ولذلك كان لا بد من لقاء المانحين الدوليين حول عرض هذا الموضوع، كما أنّنا عملنا فعالية خاصة بالسودان هذا العام في المحفل شهدها أكثر من 200 مشارك وشارك فيها مدير منظمة الصحة العالمية والمدير الإقليمي وممثلي دول سلطنة عمان، وجمهورية مصر العربية، وكذلك عدد من المنظمات الدولية، وعكسنا فيها وضع السودان والاحتياجات الصحية، وخرجت هذه الفعالية بصوت دعم للسودان في الصحة خاصةً فيما يتعلق صحة الأمهات والأطفال ومكافحة الأوبئة، وشهدت عددًا كبيرًا من اللقاءات الثنائية مع وزراء الصحة بالدول الشقيقة ومدراء المنظمات والوكالات الدولية، كما جرت مباحثات مع وزراء الصحة بمصر وقطر وروسيا وكذلك عدد من الجمعيات الداعمة كمنظمة بيل غيتس وكارتر وأخرى.
هل هنالك خطة شاملة للنهوض بالصحة بولاية الخرطوم عبر تهيئة الوضع الصحي؟
قبل ثلاثة أشهر جمعنا كل مديري الصحة بالولايات ومديري التخطيط بالولايات وعملنا على إعداد موجهات خطة استراتيجية للمرحلة القادمة. وعدينا المرحلة الأولى من الخطة الاستراتيجية لمدة سنة ومرحلة ثانية 5 سنوات وأخرى ثالثة 10 سنوات، وعملنا على المتطلبات، ووضعنا هدف استراتيجي كبير يتمثل في الوصول إلى تحقيق العدالة في الخدمات العلاجية والطبية لإنسان السودان في كل المحليات والأرياف. وتحقيق العدالة هو الدافع الوحيد لعمل خطة استراتيجية للصحة وانتهينا من النسخة الأولى ونعمل حاليًا على فرق ولجان عمل لإيصالها لمرحلتها النهائية حتى تكون مسودة عمل.