أخبار محلية

سمية سيد تكتب : قراءة تحليلية السودان والإمارات وتأثير الحرب الاسرائيلية الإيرانية


حتى اللحظة فان الموقف الرسمي المعلن لدولة الامارات من الحرب الإسرائيلية الإيرانية هو الحياد النشط والسعي لخفض التصعيد . حيث ذكرت انها تبنت موقفًا يدعو إلى خفض التصعيد وضبط النفس في المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران.

هذا الموقف يعكس سياسة خارجية براغماتية تسعى إلى تجنب الانجرار إلى صراعات إقليمية يجعلها على راس الدول التي يقع عليها الخطر بشكل مباشر .
الإمارات أعلنت ادانة ” خجولة” للاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرضت له إيران”، وعبرت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة. وشددت على “ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، بعيدًا عن لغة المواجهة والتصعيد”، داعية مجلس الأمن إلى “اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين”.
وذكرت انها قامت بإجراء اتصالات دبلوماسية مكثفة مع الأطراف المعنية والدول الكبرى، للتشديد على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود لخفض التصعيد وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة.

الموقف البراغماتي للإمارات يبدو واضحا من خلال موقفها المعلن من الحرب . فعلى الرغم من علاقاتها المتنامية مع إسرائيل، تحافظ الإمارات على علاقات اقتصادية قوية مع إيران. وتدرك أن أي تصعيد عسكري في الخليج العربي سيؤثر سلبًا و بشكل مباشر على مصالحها الاقتصادية، خاصة وأنها نقطة تجارية حيوية لإيران. لذلك، تدعي الإمارات الحرص على الحفاظ على استقرار المنطقة لضمان تدفق التجارة والاستثمار.وعدم تاثر مصالحها الحيوية في المنطقة . وترى ايضا أن أمنها مرتبط بشكل وثيق باستقرار المنطقة ككل. وان التصعيد بين القوتين الإقليميتين الكبيرتين (إيران وإسرائيل) يمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي وللأمن البحري في مضيق هرمز الذي يمثل شريان حياة اقتصادي .لكن هل هذا الادعاء سيبعد عنها شبح الحرب ؟

من المهم التوضيح أن الامارات تعمدت إلا تعلن بشكل رسمي عن اتفاقية دفاع مشترك” رسمية بينها وإسرائيل بالمعنى التقليدي لتحالف عسكري يلزم أحد الطرفين بالتدخل عسكريًا لدعم الآخر في حال تعرضه لهجوم. وذكرت وقتها ان ما تم توقيعه في إطار “اتفاقيات أبراهام” هو اتفاقيات سلام وتطبيع علاقات، شملت جوانب واسعة من التعاون في مجالات مختلفة، منها التعاون الأمني والاستراتيجي .. والتعاون لايجاد آلية فعالة لتعزيز القوة الإيجابية للسلام في المنطقة. . وهذا يشير إلى تبادل للمعلومات الاستخباراتية والتشاور حول التهديدات المشتركة، خاصة تلك المتعلقة بإيران والدول المتحالفة معها في المنطقة .

شهدت العلاقات الإماراتية الإسرائيلية تطورًا في مجال التصنيع العسكري المشترك، مثل الاتفاق على تصميم وتصنيع سفن غير مأهولة، وتطوير أنظمة دفاعية ضد الطائرات المسيرة. وقد وصف عسكريون هذا التعاون بانه يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لكلا البلدين في مواجهة التهديدات الحديثة، بما فيها تلك التي قد تأتي من إيران.
هذا بجانب التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني حيث تولي الإمارات أهمية كبيرة لهذه المجالات، وتجد في إسرائيل شريكًا متقدمًا يمكنه المساعدة في تعزيز قدراتها.
هذا التعاون له أبعاد أمنية لتعزيز قدرة الامارات على بناء قدرات دفاعية وتعزيز التنسيق لمواجهة تهديدات مشتركة، على رأسها النفوذ الإيراني في المنطقة

العلاقات الإماراتية الإيرانية معقدة وتتسم بمزيج من التنافس والتعاون ، كما اضافت اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل بُعدًا جديدًا لهذه العلاقة ظهرت بشكل واضح من خلال عدة توترات ، كان التوتر الأولي في بداية توقيع اتفاقيات أبراهام التي أثارت رفضا لدى إيران، حيث اعتبرتها بعض الأوساط الإيرانية تهديدًا لأمنها القومي و تطبيعًا للخيانة ،و هدد الحرس الثوري الإيراني بأن الإمارات ستتحمل تبعات خطيرة بسبب هذا الاتفاق، وألمح إلى أن أي تحرك إسرائيلي في الخليج العربي قد يكون هدفاً عسكرياً لإيران.
على الرغم من هذا التوتر اتجهت العلاقات الإماراتية الإيرانية نحو البراغماتية والتهدئة .. مؤخرًا زادت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين، وتجنب الطرفان التصعيد .

* تأثير الحرب الحالية على الإمارات كطرف متحالف مع أسرائيل لم تظهر أبعاده بعد . غير انها وضعت الإمارات في موقف حساس فإدانتها للضربات الإسرائيلية على إيران تعكس رغبتها او التظاهر في التزام الحياد وتجنب الانجرار إلى الصراع، مع التأكيد على ضرورة الحل الدبلوماسي. هذا الموقف قد يساهم في تخفيف حدة التوتر مع إيران، ويؤكد لطهران أن الإمارات ليست جزءًا من أي “تحالف معادٍ” يسعى لتصعيد عسكري شامل. فيما تظل اسرائيل تنتظر موقفا اكثر ايجابية من حليفتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط .
الموقف الرمادي للامارات تجاه ما تشهده المنطقة من حرب وتخوفاتها من الانجرار إلى لهيب المعركة قد يخفف من دعمها المستمر لمليشيا الدعم السريع ، خاصة ان هنالك مؤشرات جراء الضغوط الدولية التي تواجهها بسبب التقارير الدولية الموثقة عن هذا الدعم . ورغم النفي المتكرر في السابق لهذه الاتهامات ولكل الأدلة الموثقة لكن قد تؤدي الحرب المشتعلة على اشدها الان بين اسراييل وإيران إلى اعادة تقييم سياستها تجاه الحرب في السودان . ومراجعة تكلفتها الاقتصادية والسياسية وما خسرته خلال عامين من اندلاع الحرب.
البعض يرى الامارات ستظل مستمرة في دعمها لمليشيا الدعم السريع طالما انها لم تحقق اهدافها حتى الان . بل ستسعى إلى الاستفادة من انشغال العالم بالحرب ، لان طبيعة العلاقة بين الامارات ومليشيا الدعم السريع تجعل اليقين صعبا .



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى