قبل المغيب – دكتور عبدالملك النعيم احمد – ظاهرة الإعتداء علي الأطباء


لمن هو بعيد عن هذا المجال نقول أن أطباء السودان بل كل الطاقم المساعد العامل في المستشفيات وكل المؤسسات الصحية ظلوا يعملون في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد وذلك بسبب الظروف التي تعيشها البلاد في ظروف الحرب الحالية أو حتي في ظروف ماقبل الحرب بسبب النقص الكبير في معينات العمل الأمر الذي يؤثر سلباً علي آداء الأطباء….
أما في ظروف الحرب فليس خافياً علي أحد علي الأرواح التي أزهقت من الكادر الطبي بسبب الإعتداء بالدانات علي المستشفيات والتي بالطبع لم يسلم منها حتي المرضي…
وما الإعتداء المتكرر علي مستشفي الفاشر والأبيض والنو بأم درمان والبان جديد بالحاج يوسف إلا نماذجا بسيطة للإعتداءات التي يتعرض لها الأطباء هذا يضاف للإستهداف الممنهج الذي يتعرض له الكادر الطبي في المستشفيات بالقتل أو الخطف كما حدث في عدد من الولايات التي استباحتها مليشيا الجنجويد ومرتزقتهم الذي لا يعرفون المجتمع السودان وبعيدين عن أي رباط إجتماعي مع مكوناته الشيئ الذي جعلهم يتعاملون مع المواطن السوداني بالقسوة التي شهدها العالم وشكلت إنتهاكات لحقوق الإنسان لم يشهد التاريخ مثلها في كل الدول التي شهداً حروبا وإنتهاكات…
لم يقف التعدي والإعتداء علي الأطياء والكوادر المساعدة لهم وهم يؤدون واجبهم المقدس في معالجة المرضي وتخفيف آلامهم عند حد إعتداء المليشيات في وقت الحرب بل تعدي ذلك وفي أوقات السلم بنموذج آخر يقوده مرافقي المرضي من المدنيين وفي بعض الأحيان من منسوبي القوات النظامية عندما يكون المريض أحد منتسبيهم ولعل آخر نموذج وهو مناسبة مقال اليوم هو الإعتداء علي الأطباء بمستشفي دنقلا وهم يؤدون واجبهم داخل المستشفي..من الواضح أن معظم الإعتداءات تأتي بحجة أن الطاقم العامل في تلك اللحظة لم ينج مريضهم من الموت وفي تقديرات كثيرة خاطئة إذ أن كثير من الحالات تصل المستشفي في مراحل متأخرة والطبيب بما هو مؤكد يبذل قصاري جهد لإنقاذ حياة المريض إلتزاما بأخلاق المهنة وحرصه علي نجاحه وإنقاذ المريض ولكن عندما يحين الأجل فالموت حادث لامحالة ولعل حوادث الحركة او المنازعات تعتبر الأكثر في هذه الحالات لأنها ربما تتطلب التدخل الجراحي العاجل والذي لا يستطيع الأطباء إنجازه ربما بالسرعة المطلوبة التي يتوقعها المرافق بسبب نقص الامكانيات وضعف تجهيزات متطلبات العملية حتي من الكهرباء والاوكسجين دع عنك الأشياء الأخري التي يمكن أن يوفرها أهل المريض..
آخر إحصائية تقول أن إحدي عشر إعتداءاً قد حدثت في مستشفي دنقلا وحده للكادر الطبي من قبل المرافقين خلال الأشهر القليلة الماضية…ولأسباب مختلفة…وهذه جديرة بالتوقف عندها ومحاولة كبح الظاهرة وحماية الأطباء من جرائها…
في تقديري أن المسؤولية مشتركة بين إدارة المرفق الصحي المعني والأجهزة الأمنية المختلفة في المكان المعني..فحماية الطبيب مسؤولية تفوق حجم الخدمة التي يقدمها فبقدر ما الجميع حريصين علي أن يلتزم الطبيب بتقديم الخدمة في وقتها وعلي حساب صحته فالواجب أن يكونوا حريصين علي أمنه وسلامته…من الضروري بمكان أن تكون هناك شرطة وأمن خاص بالمستشفيات ليس فقط لمراقبة الدخول للمستشفي فقط بل لدخول المرضي لمقابلة الطبيب داخل حجرة الكشف ويمنع منعا باتاً دخول المرافقين بالأعداد التي نراها والتي تمثل تهديداً وإزعاجا للطبيب وتحول بينه وبين آداء مهمته بالقدر الذي يراه وبالكيفية التي تناسب كل حالة…هذا من حيث الأمن والأمان أما من حيث الفحص والكشف والأدوية المساعدة فهذه مسؤولية وزارة الصحة ممثلة في إدارة المستشفي لأن الكثير من الأطباء ونظراً لحالة المريض ظلوا يتشاركون لدفع فاتورة الفحص والدواء لبعض المرضي رغم مرتباتهم الضعيفة وسوء بيئة العمل والنقص حتي في الماء التي يشربونها دع عنك الأكل والشرب وظروف الميز وبيئته وتلك موضوعات أخري….ولكن تظل حماية الأطباء في المستشفيات أولوية قصوي….