تعتبر مدينة اروما من أقدم واعرق المدن في السودان، وهي مدينة تقع في شمال مدينة كسلا حاضرة الولاية علي الطريق القومي، علي بعد حوالي ٥١ كيلو متر، وبها العديد من المؤسسات العريقه التي تدمرت بفعل الإهمال وعدم الاهتمام والافقار .
من هذه المؤسسات ، مصنع الكرتون ،وهيئة السكه حديد، ومؤسسة دلتا القاش الزراعيه (مشروع القاش الزراعي حاليا ) ، والبريد والبرق (البوسته ) ، والمطار، وسرايا الحاكم الانجليزي في متاتيب ،وغيرها من الموسسات التي لايسع المجال لذكرها .
انسان اروما تعرض لظلم كبير وظل يعاني من عدم الاهتمام بتوفير ابسط مقومات الحياة، وأهمها الماء لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان مشكلة المياه ظلت تتكرر سنويا ولا تجد من يهتم بأمرها فيعاني السكان في الحصول علي المياه طوال العام وخاصه في فترة الصيف.
يأتي امر المياه لانسان اروما علي راس الاولويات و الاهتمام لأنها عصب الحياة ولا حياة بدون ماء كما قال الله تعالي في كتابه الحكيم 🙁 وجعلنا من الماء كل شي حي ) صدق الله العظيم.
ظلت الصحه من المشاكل التي تعاني منها اروما وانسانهافمستشفي اروما العريق يفتقر الي ابسط المقومات ، فضلا عن عدم الاهتمام باصحاح البيئة،والتعليم ، والزراعة ،اما الصناعه فهذا مضرب من الأحلام.
اما الاهتمام بمجالات الثقافه والرياضه والفن والابداع واكتشاف المواهب وتنميتها عبر الرياض والمدارس والأندية الثقافيه والرياضيه والاجتماعية فهذه صارت من الأماني والأحلام لانسان اروما فهناك أجيال لم تري في الدنيا شئيا في عالم يتحدث الان عن العلم والمعرفه والتكنلوجيا والتقنيه والذكاء الصناعي ،والطاقه النوويه للأغراض السلميه في مجال الطاقه والبحث العلمي والاكاديمي وإنتاج الكهرباء وغيرها من المجالات الاخري.
مما يجدر ذكره ان هنالك الكثير من سكان اروما هجرها وغادرها بسبب سوء وتردي الخدمات .
في هذا المقال سنتطرق الي واحده من هذه المؤسسات والتي نحتاج الي انقاذها ونفض الغبار عنها والاهتمام بها وهي مؤسسة دلتا القاش الزراعيه (مشروع القاش الزراعي) فهو يعتبر من أقدم المشاريع الزراعيه في السودان وكان ينتج مختلف المحاصيل حتي القطن وكان من اجود الأنواع في زمن الإنجليز، كما تزرع فيه الذره بأنواعها المختلفه ، وعباد الشمس وغيرها من المنتجات الزراعيه الاخري التي اثبتت نجاحها في هذا المشروع ،ولكن في ظل عدم الاهتمام بهذا المشروع الحيوي وعدم فتح قنوات الري الرئيسية والمجاري في العام الماضي ، مما ادي الي خروج المياه من المزارع الي المساكن ،وتسبب ذلك في فشل الموسم الزراعي وتضرر المواطن بسبب الفيضانات والسيول والتي هدمت المنازل والمساكن.
الان ونحن نستقبل الخريف وموسم الامطار قد بدأ ومازالت مدينة اروما مهدده بالغرق بسبب عدم الاهتمام بفتح القنوات والمجاري والتجهيز المبكر للموسم الصيفي مما يجعل انسان اروما مهدد بالفيضان هذا العام أيضا وفشل خطة الري تؤدي الي فشل الموسم بأكمله،وحدوث ندرة في الغذاء للسكان مما يؤدي الي حدوث مجاعه وأمراض.
ندعوا حكومه ولايه كسلا ووزارة التخطيط بالولايه، والإدارة التنفيذيه لمحليه اروما وإدارة مشروع القاش وادارت الشرطة والامن والادارات المختلفه بالمحليه،ومجتمع اروما ، للتحرك وانقاذ مايمكن انقاذه .حتي لا تحدث الكارثه وتزهق الأنفس والارواح.
ان حدوث الفيضان لاقدر الله سيؤدي الي فشل الموسم الزراعي ،وتضرر المزارعين وخروج اراضي كبيره من الزراعه بسبب الفيضان ،مما يفاقم الازمه ويساعد في ظهور الجراثيم ونواقل الأمراض والوبائيات والتي تسبب المرض والاعياء للانسان والحيوان ، وقد نفقد انفس عزيزة كما حدث في العام الماضي.
نسأل الله أن يجعل خريف هذا العام خريف خير وعافيه وان يحفظ أهلنا في اروما وقراها وان يوفق الجميع لخدمة البلاد والعباد.
والله الموفق .
الخميس الموافق: 10 يوليو 2025
*بقلم : محجوب اوشيك جميل الله*
