عوض الباري محمد طه
أثار مبارك اردول مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية الاسافير بتصرفة الغريب إزاء تنصيب حاكم دارفور بأن وجه شركات المعادن وهوـ توجيه وليس طلب – لأن هذه الشركات تحت امرته ومراقبته بدفع مبلغا كبيرا محدد القيمة “مليار جنيه ” في غضون (24) ساعة للمساهمة فى الاحتفال بتنصيب حاكم دارفور منى أركو مناوى ، وحدد شخصا لكتابة الشيكات بأسمه وهذا هو الخطأ الاكبر في التعامل مع المال العام ، ورغم ذلك اختلف مع الراي العام الذي لا يفترض حسن النية في التعامل مع هذه الحالة وذلك لأن التوجيه كان عبر الاسافير ، وأي كان اسم (القروب) شركات التعدين او شركاء التعدين ” فإن مايرد في المجموعات الاسفيرية لا خصوصية ولا سريه فيه لذى سرى الامر سريان النار في الهشيم وانتقل للجميع وملأت صور الشيكات الاسافير كدليل على فساد أردول بحسب المروجين ، ولو كان الرجل يعلم ان الامر خطأ وفيه شبه فساد لما اداره بهذه السذاجة فهو قبل غيره يعلم ان أعدائه كُثر وليست هذه المرة الاولى التي يُهاجم فيها أردول بهذه الطريقة ليعود ويشخص اسباب استهدافه بطريقة غريبة على شاكلة انه مستهدف للونه او قبيلته … وما الى ذلك من اسباب لا تبرر غفلته وجهله في التعامل مع المال العام وبنود المسؤوليه المجتمعية ، فالفساد لا لون له ولا قبيلة له ، ولا يرتبط بحقبة سياسية او عهد من العهود .
وما اكتبه ليس دفاعا عن اردول او غيره .. والامر لا يتعد حالتين إما ان يكون فسادا مقصودا وهذا يدحضه ما ذكرته سابقا أو جهلا فاضحا في التعامل مع المال العام وهذا لا يليق بمسؤول في هذه الدرجة الرفيعة يقوم على مورد من اهم الموارد التي تعول عليها البلاد في هذه الفترة الانتقالية المهمة والحرجة من تاريخ البلاد ، وفي كلا الحالتين فإن ردة فعل رئيس الوزراء تجاه الامر ضعيفة وأقصر قامة من عظمة الثورة وحجم التضحيات التي قُدمت فيها ، كان يجب ان يعلم رئيس الوزراء ووزير المالية ووزير الثورة المعدنية وقبلهم اردول ومناوي وحركته التى تبرأت من هذا الفعل المشين والساذج ، ووزير حركته وغيرهم من المسؤولين وغير المسؤولين من القيادات السياسية ان الكراسي التي يجلسون عليها باهظة الثمن وثمنها دم أحمر لشباب غض سال في شوارع الخرطوم وامام القيادة العامة وغيرها من المدن في ثورة عظيمة شهد عليها العالم بأكمله وسسبقتها دماء سالت في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة وجنوب كردفان ، ولذلك لا يقبل الامر هذه التسوية الضعيفة في الغرف او الصوالين المكيفة على شاكلة ” انت مخطئ وورد اللقروش وتاني ماتعمل كدة ” !! فالامر سواء كان جهلا او عمدا كان يجب ان يكون عبرة للمتعمد او الجاهل ، وسدا للذرائع وتعبيرا عن مبادئ الثورة التي قامت اصلا ضد الجهل والفساد والاستهتار بالمال العام وتولي الجهلة للشأن العام وحقوق الشعب السودانى الذى يتحمل بصبر جراحة الفترة الانتقالية وآثارها المؤلمة .
