تبدو قوى اعلان الحرية والتغيير ومعها الجهاز التنفيذي في حالة من (الاستبشار ) مما اطلق عليه الاعلان السياسي لقوى اعلان الحرية والتغيير ، ومن يطلع على نص الاعلان السياسي – رغم عدم الاجماع عليه ـ يحس انه يخاطب جذور المشكلات وتطلعات الشعب السوداني أو فلنقل مرامي الثورة واهداف الثوار على وجه الدقة ، فأختلافات الساسة وتقاطعات المصالح الذاتية وليست الوطنية بين الساسة والقوى السياسية تمثل “فرملة اليد ” للانطلاق منذ انتصار الثورة ، بل ان الثورة نفسها والتي فاجأت القوى السياسة كشفت ضحالة التفكير والفكر وعدم القدرة على التخطيط وانعدام الرؤية لكل الاحزاب السودانية ، مع ضعف الادارة السياسية التي تمثل الدافع الحقيقي “للطريق للامام ” والغربيون يقولون ” ان السير في الطريق للامام يحتاج الى ارادة او كما يقولون ( if there is awell there is away) . واذا اعتبرنا ان الاعلان السياسي يمثل رؤية مشتركة فهل تتوفر الارادة المشتركة ام ان الشيطان يكمن في التفاصيل ؟؟
عموما الاعلان السياسي فصل ما يجب القيام به في الفترة القادمة بوضوح لحماية الفترة الانتقالية الحرجة من الانهيار وصولا للمؤتمر الدستوري وقيام الانتخابات التي قال (المعلنون) المشاركون فى الاعلان السياسى إنهم يريدون دخولها متحالفين لضمان استمرار الرؤية المشتركة حتى بعد الفترة الانتقالية .
لقد سبق ان قلنا في مقال سابق فى نفس هذه الزاوية فى العدد (232) ان الامور قد سارت بعد الثورة على المستوى الخارجي بشكل جيد الا ان العقبات والمتاريس كانت على المستوى الداخلى ، وليس ذلك بسبب “الفلول” أو أزيال النظام السابق وحدهم فالمتاريس من هؤلاء ذلك امر متوقع في ظل الحرية السائدة وطبيعة الممارسة السائدة فى السودان ، ولكن بعض القوى المحسوبة على ثورة ديسمبر المجيدة لم تكن في قامة الثورة وحجم التضحيات التي قدمها الثوار وفي مقدمتهم الشهداء ، ولا حتى فى جسارة الشباب والكنداكات الذين كانوا اطول قامة من كثير من القادة السياسين والمترددين والخاضعين للمساومات والضغوط السياسية والموازنة ما بين المصلحة الحزبية والانتماء الواسع للوطن .
وبعد كل ذلك يجب ان نتفاءل فمهما طال ليل التخبط والوجع فإن مآسي الوطن الى زوال إذ لا بد من صنعاء وإن طال السفر ، فهل نصعد وندوس على المآسي عقب الاعلان السياسي ؟؟.