أخبار محلية
أخر الأخبار

رسائل مهمه من وزير النقل بمناسبة العام الهجري الجديد تعرف عليها

 

 

الانتقال ليس اختياراً لكنه ضرورة، من أجل أن تتعدد الخيارات، بعد عهد كانت الخيارات فيه محدودة إما مع المستبد أو في ركب المقاومة.

فتحت الثورة التي صنعت التغيير السياسي الباب واسعاً لصنع التغيير الاجتماعي لشعبنا الذي ظل محبوساً لسنوات خلف جدار أقامته الدكتاتورية من مونة استغلال الصراعات وطوب تأجيج النزاعات على أساس بنته بالتمييز بين الناس وفق موقعهم من السلطة، فكلما كانوا قربها صعدت بهم وكلما ابتعدوا عنها نكلت بهم، ففرقت بينهم مستخدمة في ذلك عصا القبيلة والإثنية والثقافةوالدين.

 

وكلما زادت تعقيدات وتحديات الانتقال كان ذلك دليلاً على أن الحفرة التي نحاول الخروج منها أعمق وتحتاج لتشمير السواعد لمواصلة المقاومة، فالمقاومة في زمن التحولات مطلوباتها أكبر وضروراتها أشد كي لا يحدث الانتكاس.

 

كان شرق السودان وعلى مر الأزمان مركزاً يتجمع فيه كل السودانيون، فيشغلون الوظائف العامة و يمتهنون التجارة ويساهمون في التعليم والصحة ، الزراعة والرعي و تبعاً لذلك يعيشون في تلك المناطق، فكانت حياتهم الاجتماعية ثرة بالتعارف و التلاقح و التآخي، و لكن ككل السودان تأثر الإقليم بالكراهية و النعرات العنصرية و التفرقة على أساس الجهوية التي بذرت وترعرعت في كنف الاستبداد، فعانى الإقليم ما عانى من قتل و تخريب و تشريد وخطابات نفي الآخر المختلف.

 

كان لزاماً وواجباً علينا كمواطنين من المنطقة التدخل الحكيم لنزع فتيل الأزمة هذه والمساهمة في إعادة السلام الاجتماعي كما كان بل و أفضل مما كان وتحديدا في ظل دولة ديمقراطية حرة.

 

ما أن تسلمت حقيبة الوزارة عملت جاهداً رفقة العديد من دعاة السلام والاستقرار، على إحداث اختراق في هذ الملف، فقمنا بلقاء قادة الإدارات الأهلية، و رموز المجتمع، ورجالات الدين ، و منظمات المجتمع المدني، و مكونات الحكومة بمستوياتها المختلفة سيادي وتنفيذي و ولاة ، وحواضن سياسية ، بغية إنهاء هذا الصراع و بتره من جذوره، وكان منهجنا السعي للحصول على نتائج مهمة والوقوف علي مسافه واحده من الجميع وتقديم حلول استراتيجية للمشكلات في كل من الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للإقليم ، أهمها

١/ تكوين مركز واحد مفوض مسؤول عن ملف الشرق ليتابع عن كثب و يتخذ القرارات المهمة لمصلحة الإقليم في الإطار الوطني و يشرف على تنفيذها.

٢/ مراجعة مشاركة الشرق في مستويات السلطة المختلفة مشاركة تليق به و بأهميته الإستراتيجية للسودان ككل.

 

لا زالت المساعي جارية برغم الاحتقان الذي يهدد بالإنفجار و يطل برأسه بين الفينة و الأخرى ، و بصدد هذا الملف فإننا نعمل بالدفع للحكومة برسالة من حادب على مصلحة الوطن مشفقاً على شعبه ، معايشاً بصورة لصيقة للوضع الراهن، محتواها ضرورة أن نجِدّ جميعاً و بسرعة و كفاءة ومسؤولية، في تنفيذ هذه المقترحات و متابعتها، حتى نتفادى عواقباً لو حدثت لصعبت من مهمة الحل و لضخمت الخسائر و لخلفت اثراً عميقاً يطال الأجيال القادمة و المناطق الأخرى.

 

و أيضا رسالة أخرى نوجهها إلى مجتمع الشرق المتنوع المشارب، من ابن لهم، خرج من بيوتهم و تربى بينهم، أن لا انتصار لإثنية على أخرى حتى تفنى الأرض ، و إن قابلنا الكراهية بالكراهية فمتى تنتهي الكراهية؟ وإن نظرنا لما تحت أرجلنا فمن سيقودنا للمستقبل؟!

 

السلام و المحبة و طيب النفوس هي ما جعلت الشرق منارة وفنار يضيئ ويهدي السودان منذ قديم الزمان، ولا زالت الفرصة ماثلة للتصافي والتآخي و العيش جميعا في وطن يسعنا و يحتمل تنوعنا، أما ما يخص الوضع السياسي والاقتصادي، فعهدنا ما دمنا نشغل موقعاً تنفيذياً، أن نعمل وندعم و نضغط حتى يتغير الواقع إلى الأفضل، و نتشارك معاً بكل شفافية الخطوات التي نخطوها، والعقبات التي تواجهنا، حتى نحقق السلام و الإستقرار و التنمية و الرفاه.

 

حين نفارق هذا الموقع سنعود لمكاننا الطبيعي الذي نفخر به وهو صفوف الحادبين الذين يعملون بكل قدرتهم لحث كل مسؤول وقائد للقيام بمهمة التغيير الإيجابي على الوجه المطلوب.

 

بمناسبة العام الهجري الجديد نتمنى أن يكون عام خير وسلام لنا ولجميع المسلمين في العالم ، وحفظ الله السودان

 

#نبنيهو_صح

 

#وزارةالنقل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى