أحمد محمد طاهر يكتب :
تصاعدت الوتيرة والأزمة في شرق السودان وأخذت منحى آخر في
استخدام أسلوب الضغط على الخرطوم اقتصاديا من خلال إغلاق ميناء
بورتسودان لأكثر من أسبوع وعندما نتحدث عن ميناء نستصحب معنا كل
المجتمع المينائي الذي تضرر من هذا الإغلاق مثل الجمارك وهيئة
المواصفات والحجر الزراعي والمصدرين والمخلصين ووسائل النقل
المختلفة والعمالة الحرة .. كل هؤلاء أصبحوا تحت رحمة الحراك
السياسي في شرق السودان وكذلك اتسعت رقعة األزمة وطالت المؤسسات
البترولية والتعدين وإغلاق الطرق القومية ومطار بورتسودان ..
كل هذه المظاهر نتجت لعدم وجود رؤية جادة لحل قضايا الشرق ويرى
مراقبون أن هذا النهج الجديد الذي اتبعه المجلس األعلى لنظارات البجا
بعد صرف النظر عن الصراع القبلي الذي كان في السابق بين مكونات
البجا المختلفة وراح ضحاياه المئات من األبرياء وتسببت في شرخ
اجتماعي كبير إلى تناول خطاب يحمل مطالب قومية وصلت إلى المطالبة
بإسقاط هذه الحكومة الحزبية برئاسة رئيس مجلس الوزراء د. عبدهللا
حمدوك وتسليم زمام أمر البالد للمكون العسكري وتعيين حكومة تكنوقراط
ال حزبية واإلسراع بإجراء انتخابات مبكرة بحسب مطالب ترك .
هذا االتجاه وجد المؤيدين والمناصرين من واليات السودان المختلفة
باعتبار أن المطالب قومية مع اعترافهم بتدهور األوضاع االقتصادية
بالبالد واالنفالت األمني الذي أصبح مهددا حتى على مستوى وسط
العاصمة الخرطوم )9طويلة( وازدياد رقعة االحتياجات لمنتسبي الخدمة
المدنية منهم شريحة المعلمين الذين أول من دعموا الثورة وفقدوا شهداء
)احمد الخير( .. هذه الشريحة التي عارضت النظام السابق واآلن تتصدر
المشهد مع بعض الثوار احتجاجا على أوضاعهم المعيشية التي أصبحت
خانقة على حد تعبيرهم