والي ولاية البحر الأحمر السابق يكشف اسباب الاستقاله
# تقدمت باستقالتي مُنذ أكثر من شهر.. والآن قُبِلت
جدل كثيف دار أمس حول إستقالة والي
ولاية البحر الأحمر المكلف مجدي ابراهيم
محمد جمال الدين . وتضاربت المعلومات
عن حقيقة هذه الإستقالة ، حيث نفى
البعض مغادرة مجدي لمنصبه ، واتهموه
بالتشبث به ، إلا ان الرجل كشف في حوار ل(الحَراك ) تقدمه بالفعل بإستقالته ، ورغبته في مغادرة المنصب.
الرجل تعرض لهجوم كثيف خلال الفترة
الفائتة واتهموه بالفشل في إدارة شئون
الولاية ، التي تشهد مشكلات عديدة..
كما هو معروف أن الولاية تحيط بها
ظروف سياسية ساخنة كقضية إغلاق
الشرق وانسحابه على الأوضاع المعيشية
بجانب ملفات مختلفة من بينها قطوعات
الكهرباء التي أدخلت مدينة بورتسودان
في ظلام دامس لأكثر من إسبوع ..
هذه وغيرها محاور الحوار مع الوالي
المُستقيل مجدي ابراهيم ، فإلى مضابطه..
– حوار : رقية الزاكي
– رصد و إعداد : أشرف محمد الصادق الجبلابي
# إستقلت لقناعة خاصة بي .. والقرار إتخذته (مُنفرداً)
# (أنا لا سياسي ، لا بدخل في حزب ، لا بمشي لجيش)
# تعرضت لتحامل شديد.. واتهموني بالفشل
# المُعاناة لاتختلف عن الظروف العامة، وإنقطاع الكهرباء وجدناه في العاصمة
*( أُستاذ ) مجدي ، ماهي حقيقة ما
يُثار عن تقدمك بإستقالتك من عدمه ؟
تقدمت بإستقالتي منذ أكثر من
(30) يوماً ، وقُبِلت الإستقالة ، وهذا أمر
(إنتهى).
*طالما تقدمت بها منذ فترة طويلة
كما ذكرت ، لماذا تسربت الآن ؟
لا أعلم و إجابة هذا السؤال للجهة
التي سربت الإستقالة في هذا الوقت،
لكنني بالفعل تقدمت بإستقالتي في
صمت ، ولم أصرح بالخطوة التي
أقدمت عليها.
*ولماذا إستقلت ؟
إستقلت لأسباب صحية ولظروف
أخرى متعلقة بالعمل.
*كيف مُتعلقة بالعمل ؟
أكتفى بالقول ان بعض الظروف
متعلقة بالعمل.
*هل تعرضت لضغوط حتى تتقدم
بإستقالتك ؟ لأن هُناك أصواتاً طالبتك
بالإستقالة ؟
إستقلت لقناعة خاصة بي ، وقرار
إستقالتي قرار إتخذته (مُنفرداً ) ، وقرار
شخصي.
*هل قضية إنقطاع الكهرباء عن
مدينة بورتسودان ، كانت سبباً في
الإستقالة ، حسبما يشاع ؟
أولاً قضية إنقطاع الكهرباء في
بورتسودان ( حلت ) ، واليوم ( أمس )
رفع البرج ، واليوم مساءً ستُعالج تماماً ،
وسيأتي المهندس المختص ، والازمة
حلت ، وحقيقة كنت (مُتحركاً) في
حل العطل الذي وقع بسبب شاحنة
أسقطت البرج ، وقمت بزيارات الى
محطة التوليد ، و دخلنا البارجة على
بعد (80) كيلو من مدينة بورتسودان ،
وتحركاتي في الإسراع بعلاج الأعطال
التي حدثت ، وتسببت في إنقطاع التيار
الكهربائي ، تمت بشكل مُكثف ، غير انها
تحركات لم يعلم بها أهل الولاية
لإنقطاعهم عن الأخبار بسبب إنقطاع
الكهرباء ، لكن هناك مكتباً إعلامياً كان
مُتابِعاً لهذا الأمر.
*هُناك من يحملونك قضية مشكلة
وزارة الصحة (والتتريس ) أمام
الوزارة ، ما قولك ؟
هذه القضية حدثت بسبب مشكلة
بين طبيبة ومديرها ، بسبب سحب
صلاحيات من الطبيبة ومنحها
لشخص آخر، والطبيبة قامت
(بالتتريس ) أمام الوزارة بدعم
من مكونات تابعة لها ، وماقامت به
إحتجاج على تصرف المدير، لكن أيضاً
هذه القضية حلت ، حيث فتحنا الممرات
أمام الوزارة ، ووضعنا (حرساً ).
*لكن البعض يتهمك بانك وراء هذا
الصراع ؟
(أبداً) هذه الحادثة وقعت أثناء
وجودي خارج البلاد ، والذي تابعها
شخص آخر غيري ، ولم اكن حضوراً
أثناء وقوع هذه المشكلة.
*أستاذ مجدي ، ماهي خلفية توليك
هذا المنصب ؟
(أنا) ضابط إداري دفعة العام
1987م الدرجة الاولى . نُقِلت إلى مدينة
بورتسودان منذ (21) عاماً ، وتكليفي
بالمنصب بحسب التدرج والكفاءات
داخل الخدمة المدنية.
*هُناك حديث عن ضغوط من قبل
اللجنة الأمنية لحملك على التراجع عن
قرارك بالاستقالة ؟
إستقالتي (مرّت) وتم قبولها ، وهذا
أمر ( إنتهى ) كما قلت.
*وماهي الجهة التي مررتها
وقبلتها؟
وزارة الحكم الاتحادي ومجلس
الوزراء.
*ألا ترى ان إستقالتك في هذا الوقت
وفي الظروف التي تمر بها الولاية ،
رفض للمسؤولية ؟
أقدر التكليف، وأقدر ما تحتاجه
الولاية مني والبلاد ككل ، وأنا عملت
في الخدمة المدنية لأكثر من (21) عاماً
بإخلاص وتفانٍ ، وتقدير للمسؤولية ،
وتحمل لها ، لكنني الآن أواجه ظروفاً
إضطرتني للمغادرة.
*قلت انك تواجه ظروفاً صحية ،
(نرجو أن يكون الأمر هيناً )؟
الآن انا مصاب بضعف في نظري
وادعو ان يكمل الله لي الشفاء.
*أستاذ مجدي ، هناك من يقولون
انك مقرب من حمدوك ، وذهابك بسبب
ذهابه؟
أنا شخص اعد من كفاءات الخدمة
المدنية ، ولست سياسياً، كما انني
لست عسكرياً ، واختاروني ككفاءة فقط ،
وأنا لا أنتمي لا إلى هؤلاء ، ولا إلى
هؤلاء، وكنت أقول لهم حينما يشتد
الإستقطاب ، أنا (لا سياسي لا عسكري).
وأنا شخص واضح ، ولا أنضم إلى
فريق.
*ربما يكون تصنيفك حسب فترة
وجودك في المنصب ؟
انا استلمت التكليف في فترتين
(حمدوك والبرهان). .استلمت التكليف
من 25 اكتوبر ، ولم نتفق مع (العساكر)
وتم إعفائي، والتعيين الثاني كلفت
حينما تم تكليف أمناء الحكومات وتم
إرجاعي..
كما قلت استلمت تكليف المنصب في
فترتين من 25 اكتوبر وحتى 3 نوفمبر
والفترة الثانية من 12ديسمبر وحتى
الآن..
وانا ( لا سياسي ، لا بدخل في حزب ،
لا بمشي لجيش )..
*كثيرون يتحدثون عن فشلك في
إدارة الولاية .. كيف ترد على هذا
القول؟
أرى ان هناك (تحاملاً شديداً)
علىّ ، وتتولى مجموعات أعلمها ، هذا
الإتجاه ، لكنني أدرت الولاية بمسؤولية ،
وماتعانيه الولاية ، يعاني منه كل
السودان ، وحتى إنقطاع الكهرباء
وجدناه في العاصمة الخرطوم..
والأوضاع الأمنية في الولاية جيدة ،
كما ان مشاكل الكهرباء تحركت فيها
بأسرع مايمكن.
*أيضاً يتحدث الناس عن مشاكل في
الخبز ؟
مشاكل الخبز هي مشاكل مثلما
تحدث في كل انحاء البلاد ، بتوقف
الدقيق المدعوم ، لكن الدقيق بشكل عام
متوفر ، ومنذ منتصف ديسمبر الخبز
تجاري ، وحرصنا على ثبات السعر ،
وحتى الآن لم تزداد تعرفة الخبز
التجاري.
*كيف تعاملت مع هذا الهجوم ، وما
وصفته بالتحامل الشديد؟
لم ألتفت إلى هذه الأحاديث
والإتهامات ، وحتى (أولادي ) يقولون
لي (شوف كاتبين عنك شنو) أقول لهم
( أقروا واسكتوا ).
*هل أصررت على الإستقالة ؟
كُنت مُصراً تماماً على الإستقالة ،
والآن ( الله ريحني ) .
*هل تعلم ببديل لك سيتولى هذا
التكليف؟
رفعنا ترشيحات لأناس من الخدمة
المدنية ، والتدرج فيها ، ورفعنا أسماء
شخصيات بعينها ، تُعتبر كفاءات .
ـــــــــــــــ
*عصي القول.. رقية الزاكي: إستقالة الوالي*
مجدي ابراهيم رجل خدمة مدنية ( كفء ) وشخصية تتمتع بالكثير من ( إحترام ) أهل مدينة بورتسودان.
الرجل من مواليد مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان ، وتعود جذوره إلى ولاية نهر النيل (شندي والمتمة ) ، وفي ذات الوقت هو رجل ( بورتسوداني ) بَحت ، عاش في مدينة بورتسودان لأكثر من (21) عاماً.
تدرجه في الخدمة المدنية ، جاء به لمنصب الوالي في فترتين، والآن وهو يغادر منصبه ، رفع أسماء رشحها ، يقول إنها ايضاً من ذوي الكفاءة في الخدمة المدنية .
رغم ان مجدي تحدث في حوار أجريته معه أمس (منشور بالداخل ) ، عن أسباب صحية وراء إصراره على إستقالته ، إلاّ أن ماوراء حروف الرجل ، خاصة حينما قال (هناك أسباب متعلقة بالعمل ) و(في ناس عايزين كده ) ، مايشير الى وجود أسباب لايريد الخوض فيها والحديث عنها،
و(أخشى ) أن تكون الأسباب من تلك الأسباب التي أطلت برأسها مؤخراً ( فلان ليس من أبناء الولاية ) و ( فلان أحق بالمنصب لأنه من المنطقة الفلانية )..
(أحسست ) في حديث الرجل مايشير إلى ان الهجوم ضده ( فيه رائحة تعمُّد )
لأن المشكلات التي يصفونه بسببها بالفشل بالفعل كما ذكر هو في إفاداته مشكلات يتعرض لها السودان ككل ، وتتعرض لها ولايات وأقاليم عدة ، بما فيها العاصمة الخرطوم(نفسها).
(أدب الإستقالة ) مطلوب ، ومن لم يأنس في نفسه ( الكفاءة ) ، أن يترجل ، فهو ديدن يستوجب التقدير والشكر والعرفان، لكن أن يُهَاجَم الأشخاص لأسباب تتخفى وراء الاسباب المعلومة ، فهو أمر (غير مُريح ).
كثيرون ممن تحدثوا معي في أمر إستقالة الوالي ، يُلمحون إلى ان بعض الجهات بالفعل تتبنى محاصرة الرجل من حين لآخر ، و لاترى في أي خطوة خطاها في دهاليز (حكم الولاية ) ، خيراً،
وحتى قضية وزارة الصحة التي كان الوالي حينها بحسب ما قاله مقربون ، في دولة الامارات العربية المتحدة ، (الصقت ) بالرجل !!
ان كان مجدي ابراهيم قد فشل بالفعل في ادارة ملفات الولاية ، وبعضها فيه جزء وافر من ( التعقيد ) ، فالإستقالة حينها تصرف وسلوك يحمد له، لكن إن إستقال بسبب ضغوط بعينها ، فهذا أمر أرجو أن يكون مُستبعَداً.
خصوصية مدينة بورتسودان التي تتمتع بها على مر العصور ، ان (أهل بورتسودان ) ينتمون الى المدينة
والرد على السؤال هناك لأي شخص ، (أنا من بورتسودان) ، هكذا يقولون ، ولا يرتبط الرد على مثل هذا السؤال بأي تعريف آخر .
استقالة والي ولاية البحر الأحمر المكلف تحيط بها الكثير من الملابسات ، حسب بعض الأحاديث هنا وهناك .
والنظرة الى تاريخ الرجل، كرجل خدمة مدنية تدرج فيها منذ العام 1987م ، يشير إلى خبرة أهل الخدمة المدنية التي لم تتلون باحزاب سياسية او انظمة تقليدية او انتماءات لتيارات معلومة او هكذا،
فالهجوم على مثل هذه الشخصيات يعيد الى الاذهان الرغبة في منح المناصب بالاختيار التقليدي الذي يحاول الجميع الهروب منه الآن والبحث عن ( كفاءات ).