عامر محمد صالح عثمان يكتب : دماء وأرواح .. لا بواكي لها
بورتسودان : عامر محمد صالح عثمان
يوافق الرابع من شهر إبريل سنوياً اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام ، بموجب القرار ٩٧/٦٠ الصادر من الأمم المتحدة .
وتبلغ كلفة اللغم المضاد للأفراد ثلاثة دولار فقط في حين إن تكلفة نزعه تصل ألف دولار إضافة للجهد والعمل الطويل اللازم لذلك ، فالخبير الماهر يحتاج يوم كامل لتنظيف مابين ٢٠ إلى ٥٠ متر مربع فقط من الأراضي الملوثة بالألغام .
وقد توصل موقع Minesweepers وهو – موقع متخصص – في العام ٢٠١٣م إلى إنه مقابل إزالة ١١٠٠ لغم .. يزرع حوالي مليون لغم سنوياً .
وللألغام تاريخ مستمر في قتل وتشويه الناس ويعد العام ١٩٩٩م الأكثر بشاعة إذ بلغت أعداد القتلى والجرحي جراء الألغام ٩٢٢٨ ضحية ، وتوجد ٣٤ دولة مدعوة لتنظيف أراضيها خلال عشرة سنوات ، من أبرزها سوريا والعراق واليمن ولبنان وإيران والسودان ، وقد نجحت مورتانيا في العام ٢٠١٧م في إعلان خلوها من الألغام .
وتوجد بالسودان (١٠) مناطق مهددة بالألغام بمناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان وشرق البلاد .
وكلنا يذكر حادثة جلهنتي بجنوب ولاية البحر الأحمر منذ سنتين والتي أودت بحياة طفل وجرح عدد من النساء من بينهن حوامل ، إضافة لتفجرها قبل ذلك بعدد من مناطق محلية عقيق كهمبوكاييب ، قادم بأوا ، ديفو ، قنت ، حلفا ، شابري ، قادم قفريت ، قرورة .
وهي إمتداد لمسلسل ضحايا حرب ١٩٩٧م والتي لم يدرجها إتفاق جوبا ضمن إهتماماته ، كما لم يعبأ لها فعلياً إتفاق أسمرا ..
وهى مابين إتفاق يناور بها وآخر يسقطها من أجنداته تماماً .. تتواصل تداعياتها مهددة للأرواح .. وقتلا لآمال النازحين في العودة .. وإمعانا في اللامبالاة بآثارها .
وقد حرصت على إفراد المساحة لمشكلة الألغام بهذه المنطقة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بها ومخاطرها .. ولتنبيه الجهات الرسمية لإتخاذ خطوات عملية جادة في هذا الصدد ، ودعوة المختصين من المنظمات الرسمية والطوعية المحلية منها والأجنبية والناشطين الإنسانيين والمتطوعين والإعلاميين لزيارة المنطقة والتعرف على المخاطر المحدقة بها عن قرب وعمل مسح ميداني ، خاصة الأجسام المختصة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة تمشيا مع الحملة التي أطلقتها بخصوص إستراتيجية مكافحة الألغام للفترة من ٢٠١٩م – ٢٠٢٣م في الدورة ٢٢ بجنيف والمتضمنة تبادل الخبرات ومساعدة الضحايا والدعم الكامل للناجين والأسر المتضررة ودور مراكز الألغام في ذلك .
وكان قد وصل المنطقة في الأعوام السابقة تيم من كسلا بغرض إزالة الألغام إلاّ إنه رجع دون إنجاز شئ بحجة إنه لا يملك خرط وأدوات تمكنه من العمل .
كما تم تداول موضوع الألغام ومخلفات الحرب مع الحكومة حينها .. والتي تحججت بعدم توفر إمكانيات إزالتها لديها ، فتم مطالبتها بإعلان عجزها والسماح للمنظمات الدولية بالعمل في هذا المجال غير إن شيئاً من كل ذلك لم يحدث .