مؤتمرات سنكات ما بين الاستقرار السياسي والخلاف الاجتماعي :
بورتسودان / عازه ايرا
بعد اكثر من 3 سنوات من الرفض المتواصل الذي كان يري معظم السودانيين ان ما يحدث ما هو الا تحركات في اتجاه رفض سلام كامل الدسم ، اثبت السواد الاعظم من اهل شرق السودان ان اتفاقية سلام جوبا ما هي الا سوسه التي قصمت ظهر البعير ، ففي الوقت الذي كان يؤمن الشعب السوداني بان اتفاقيه جوبا هي احدي انتصارات الثوره وان الاتفاقية ما جاءت الا لوقف الحرب في الاقاليم المشتعله ها هي الان اظهرت وجهها الحقيقي اذ انها كانت اداة في يد من ارادو السلطه فقط ، الان وبعد عامان علي التوقيع يجني الشعب السوداني ثمار مالم يستطع عليه قدرا .
من ما لا شك ان قيام مؤتمر لطرح قضايا شرق السودان بشكل متقدم مثل الذي تابعناه في مؤتمر سنكات هو دليل تعافي وتغيير في الخارطة السياسيه اذ ان المؤتمرين استطاعوا في ٢٠٢٠ اي بعد عام من تكوين تحالف المجلس الاعلي ( الاهلسياسي )من صياغه بنود موضوعيه نوعاً وكان وجود سياسي اختلفنا او اتفقنا معه هو وجود له اثر قوي واستطاع في وقت قياسي اسكات كل التيارات السياسيه في شرق السودان ، ولكن علي الصعيد الاجتماعي مثل مؤتمر سنكات شقاق بين مكونات محليه اخترقت المنظومة القبليه وخرجت من جلباب راس الاداره الاهليه وناظرها واستطاعت ان تشارك بعمودياتها في ضفه اخري من ناظرها ، غير الخطابات الحماسية التي كانت اناذاك والتي قلنا مراراً انها تشكل خطراً حقيقاً علي تماسك النسيج الاجتماعي ، وفي ٢٥ اكتوبر بعد انقلاب البرهان انتهت فتره المجلس الاعلي الاولي ودخل المجلس مرحله جديده في تاريخه واستقر النسيج الاجتماعي نوعاً ما .
وها هو ذات السيناريو يعود من جديد من اعلان قيام مؤتمر استثنائي للمجلس الاعلي الذي كان قد اصدر ترك قراراً بتجميده وبدأ شرق السودان مرحله جديدة وخطاب اجتماعي قد يكون الاسواء منذ ٢٠١٩م .
دخل قيادات المجلس الاعلي في صراع سياسي داخل بين مجموعات يدعمها محمد حمدان دقلو ( حميدتي ) واخري لا يدعمها هو لاسباب مجهوله لنري من جديد خطاب ( سياسي مغلق بغطاء قبلي ) ، الامر الذي سيجني ثمار خرابه النسيج الاجتماعي واللحمه الواحده للقبائل ، ذات الخطاب الذي او لم نتداركه سنري تفكك غير مسبوق لابناء القبيله الواحده .
السياسيين يريدون الظفر بمعاركهم غير ابهين بأن هناك لحمه اجتماعيه ومنظومة قبلية لو تخطوها فانهم وفي طريقهم لمكايده السياسيه سيسقط منهم ما هو اهم وهو اللحمه الواحده والترابط القبلي .
ان يختلف قيادات المجلس الاعلي في المشاركه في مؤتمر يخص مجلسهم وان يتصارعوا داخلياً هذا ليس بالامر المهم ولا المؤثر ، ولكن ما يهم هو ان لا يكون هذا الصراع بغطاء قبلي يخرج عموديات من مظلة ناظرها لان البجا لا يابهون بكرسي السيادي او صراع صنعه العسكر اكثر من تماسكهم وتعاضدهم مع بعضهم البعض ، اتركوا نظاركم وعمودياتهم وشانهم ومارسوا سياستكم بعيداً عنهم ، اهتفوا كما تشاءون ولكن ابتعدوا عن إذلال اداراتكم الاهليه ولا المساس بها فهي حتي الان لا تعلم ان بدخولها السياسيه فهي قد سطرت نهايه لتماسك النسيج الاجتماعي للبجا .