هل سيصبح السودان دولة مغلقة بلا موانئ؟
هل سيصبح السودان دولة مغلقة بلا موانئ؟
أصبح من المؤكد ان إجراءات انشاء ميناء جديد تابع لمواني أبوظبي بشراكة رمزية مع رجل أعمال سوداني بدأت في حيز التنفيذ من خلال تحديد موقع الميناء الجديد وبدء العمل في الطرق البرية التي تربط الميناء الجديد بالعمق السوداني. دون أدنى شك هذا الميناء القصد منه قطع الطريق للحيلولة دون تطوير الموانى السودانية الموجودة في المستقبل بل تدميرها وبعد ذلك شرائها بابخس الأسعار وعندها لن تكون سيادة للسودان علي موانئه وسيكون تحت رحمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ليست المشكلة عدم تكافوء المنافسة بين الميناء الجديد الذي ستدفع فيه مبالغ طائلة لتطويره والموانيء القديمة التي ستظل مهجورة عن قصد بل المشكلة الأكبر عند قيام الميناء الجديد لن تتمكن الحكومة السودانية من إدخال اي مستثمر او شريك استراتيجي لتطوير المواني ء القديمة في ظل وجود الميناء الجديد المتطور وذلك لتدني الجدوى الاقتصادية للإستثمار في المواني القديمة. وعندها سيصبح السودان مثل أي دولة مغلقة لا تمتلك سيادة على موانيها بل تعتمد على ميناء مملوك لدولة اجنبية. كل ذلك بسبب جهل القائمين على أمر السلطة الحالية وغياب المؤسسية واتساع مساحة الفساد في الدولة السودانية.
باختصار مشروع الميناء الجديد سيغلق الباب بصورة نهائية لإيجاد من يرغب للاستثمار في المواني السودانية القديمة.
بروف/ابراهيم احمد اونور – جامعة الخرطوم