محمدادريس
=عندما يذهب السودانيون للتبضع عادة،فهم أمام ثلاث تحديات أولها توفر السلع ومعرفة السعر والقدرة علي الشراء، لأن انياب الحرب ومخالبها الحادة التي تنهش في جسد الاقتصاد السوداني لأكثر من عام هي التي فاقمت تلك التحديات، مضاف إليهاتدهور العملة المحلية والتضخم وخروج ٨٠%من إيرادات الموازنة واستشراء الفساد الإداري ،عطفا علي محدودية قدرات من يديرون القطاع الاقتصادي من” افندية بورتسودان “..!
=بتلك المعطيات أضحي السوق جحيما طاردا، تتوالي قفزات الدولار اليومية بمئات الجنيهات،وتحديثات اسعار الوقود والانفلات العام مع بصيص أمل بعد العودةلمحفظة السلع الاستراتيجية،في سياقات نزيف الحرب الاقتصادية ورحلة هروب غالبية رؤوس الأموال الوطنية نحو الخارج أو المجهول بعد دفعها لفواتير باهظة من النهب والتخريب علي أيدي المليشيا،ثم يردف ذلك بحرب اقتصادية إقليمية
وتهريب لموارد البلاد، ليظل السؤال هل ستتوقف تلك الحرب الاقتصادية بعد توقف قعقعة السلاح؟!
=في حرب سوريا مثلا انخفضت المواجهات وصمتت البنادق بعد ١٣ عاما.. إلا أن النزيف الاقتصادي مستمر حتي يومناهذا..انخفاض قيمة العملة علي نحو غير مسبوق..إرتفاع مستويات التضخم وتراجع الموازنة بنسبة ٤٥%لتستمر كرة الاقتصاد السوري في التدحرج..!
=وبمعطيات أخري،من يستمرشامخا في السوق السوداني وفي ولاية القضارف تحديدا ويغامر برأس ماله،”يدفس “المخازن والمستودعات بعشرات الآلاف من جوالات الدقيق والسكر والمواد الغذائية الأخري التي تفيض علي حوجة الأسواق،فهو لايبحث عن مجردفوائد وارباح بقدر بحثه عن دور وطني في معركة الكرامة لايقل عن الجندي المقاتل في خطوط النار،لأنه يعيد الاطمئنان والثبات للسوق الذي حاولت أن تضربه أمواج الشائعات، لصناعة الهلع والحرب النفسية كجزء من أدوات واليات التمرد ..!
=وعلينا في الإعلام أن نرفع القبعات للراسمالية الوطنية التي لاتزال تقاوم ظروف الحرب وتعمل رغم مالحق بها من تدمير ونهب ممنهج في المنطقة الصناعية بحري وفي جميع مدن الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور،فهم يقاتلون ويقدمون الملاحم و”يجغمون العدو” علي طريقتهم بضخ أوكسجين الحياة في الاقتصاد والوفرة في الأسواق ودوران ماكينات المطاحن والمصانع، نرفع القبعات للشاب المثابر محمد محي الدين عبدالرحمن /وكيل سيقا بالقضارف ومن خلفه مجموعة دال الغذائية ،وهو يحذو حذو والده عليه الرحمة “سمح النفس بسام العشيات الوفي..الحليم العف كالانسام روحا وسجايا “.. والذي كرس في مدرسته التجارية المتفردة لفعل الخير وخدمة الناس والقومة للوطن وليس الانكفاء علي الذات وكنز الأموال ومراكمة الأرقام الحسابية الدولارية..!
=ومن شابه أباه فماظلم كما يقول المثل،فمايقوم به محمد محي الدين، من دعم سخي للمقاومة الشعبية وامداد مستمر لبعض دور الإيواء وعطاء لاينقطع نحو ارتكازات ودفاعات المستنفرين، هو عمل وطني لوجه الله لايريد منه جزاءا ولاشكورا،ولم يقوم بتصويره اوبثه أو توثيقه حتي في وسائل التواصل الاجتماعي رغم تفويجه لقوافل عديدة للقضارف ولولايات أخري،وحتي حروفنا هذا نكتبها دون علمه ومن باب تعظيم قيمة العطاء الذي يتم بعيدا عن عدسات الكاميرات ..!