أنفاس الفجر
عوض الباري محمد طه
المواني وعودة السودان للمجتمع الدولي
عندما تم اعلان الحظر الاقتصادي على السودان قبل قرابة الثلاثين عاما كانت انعكاسه ومردوده السلبي مباشرا على هيئة الموانئ البحرية ، وما زالت تعاني من آثار ذلك الحصار حتى الان .. بل ان الاآثار آثار مركبة تجاوزت هيئة الموانئ البحرية الى كثير من القطاعات المرتبطة بها من موردين ومصدرين ومخلصين وعاملين في قطاع النقل … وغيرهمن القطاعات لان محاور التجارة الخارجية كلها تدور حول الموانئ ، وتهالكت الاليات وتعثر الحصول على قطع الغيار وانقطعت او _ على الاقل _ ضعفت الصلات الخارجية في عالم صناعة النقل البحري رغم ان عمل الموانئ عمل عالمي يتطلب المواكبة والتحديث ، وترتب على ذلك انقطاع حلقة التطور الطبيعي ففكر النظام المباد في اسهل الحلول وهو خصخصة الموانئ السودانية وبيعها والتخلص منها ، رغم ان الموانئ السودانية وخلاف كثير من القطاعات الاخرى صمدت في وجه الحصار بجهد منتسبيها الخُلص ولم تنهار وتذهب ادراج الرياح كما حدثت لكثير من القطاعات الاخرى والتي اصبحت اثراً بعد عين وقد تابعنا كثير من الحلقات حول قطاعات مختلفه حيوية وأستراتيجية في برنامج (صنائع الشر) على شاشة تلفزيون السودان .
الان وبعد رفع الحصار عن البلاد وعودة السودان من جديد للمنظومة الدولية ها هي الموانئ تتصدر المستفيدين من الوضع الجديد فقد استجلبت هيئة الموانى في ديسمبر ويناير الماضيين عدد من الاليات الجديدة لاول مرة بعد ثلاثين عاما ، وشهدنا نهايات الشهر الماضي بادارة المشتريات وصول كثير من الاليات الجديدة ، وسبق كل ذلك وضع برنامج مصفوفة تطوير هيئة الموانئ البحرية والذي بدا يثمر بالمصادقة على عدد من الخطوات المهمة في مشوار تطوير الموانئ ، وفي مقدمة ذلك انطلاق عمليات سفلتة المنطقة الخلفية للحاويات بالميناء الجنوبي والتي تنفذها شركة (جك هاربر) المتخصصة في عمل الموانئ وهى منطقة مذودة بكل ملحقاتها وفق النظم العالمية من بوابات الكترونية واضاءة وكاميرات للمراقبة وكل ما يتعلق بالسلامة .
اما اخر الخطوات في هذا الخضم المتلاحق من الانجازات فهو العقد الذي وقعته الموانئ مع شركة هامبورج الالمانية لتطوير وتحسين عمليات المناولة بالميناء الجنوبي بعد ان زار وفد من الشركة الموانئ خلال شهر رمضان المعظم ووقف على عمليات المناولة بالميناء الجنوبي واجرى تقييما شلاملا ووضع خطته للتحسين في غصون (6) اشهر قابلة للتجديد ، وعلى ذكر التجديد فان العقد الموقع بين الموانئ وشركة هامبورج يعيد علاقات قديمة متجددة بين شركة هامبورج والموانئ السودانية كان النظام البائد يحول دون عودتها لانه كان يعتزم خصخصة الموانئ ، فشركة هامبورج الالمانية نفسها هي من اسست ميناء الحاويات بالجنوبية في منتصف الثمانينات وهي من انشات مع هيئة الموانئ البحرية المركز الاقليمي للاستشارات والتدريب وهي شركة عالمية متخصصة لها اسهاماتها في مختلف الموانئ في شتى بقاع العالم .
انها خطوات في الاتجاه الصحيح تضمن مستقبلا زاهرا للموانئ السودانية ، ومع مواقعها المحورية تعيد لها حقها السليب في المزايا التنافسية وخدمة البلاد وخدمة دول الجوار المغلقة .