أخبار محلية
أخر الأخبار

سدود أربعات  بين التفجير والإنهيار    ( أربعات تورفي بي دميمي )

 

 

كتب/عبد الله او بشار

هكذا كان قول الأسلاف شعراً ونثرا، وغناءً وهم يبتهلون ويدعون ربهم خوفاً وطمعاً .بأن لاتنضب عيون ماء أربعات وخيرات الطبيعة، ماقال أهله (أربا آت) تعني عندهم مورد الماء، او من ترد بالماء من بعيد.‏من خلال متابعتي لمجريات الأحداث بعد إنهيار سد أربعات المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينة بورتسودان والذي تنبأ بمستقبله منذُ عهد الاستعمار الإنجليزي فقد ووضعوا نقاط عدة عندما أنشئوا مدينة بورتسودان فتم إختيار نهر أربعات الدائم الجريان صيفا وشتاء كمصدر رئيسي لهذه المدينة الحالمة، واختاروا منطقة الجنائن لتوفير الخضار وتم حفر آبار في خور دم تسعة كباري لتوفير الخضر في تلك الفترة ثم اختاروا خور موج و أنشئوا مزارع للألبان بانقواب شمال السكه حديد حاليا ( توماس)وقدكان اختيارهم لتلك المناطق لتوفير الماء والخضر، والألبان. إضافة إلى الروافد الأخرى التي تغذي المدينة بالخضر والفاكهة وألالبان وذلك من اجل تنفيذ الميناء الرئيسي في العام 1905 وبترتيب جيد وبخطه محكمة وإستراتيجية، واعتمدوا من خلالها على نهر أربعات الرئيسي وقاموا بحفر أحواض لترسيب المياه لتنقيتها من الطين والطمي وغيره من مخلفات الأشجار بداية بحوض الخرسانة والرمل وغيره وحفروا عدد كبير جدا من الآبار في شرق الخور الرئيسي أو بما يعرف بشرق بحيرة السد وشيدوا عدد من الخزانات داخل المدينة وخارجها كالخزان الاول والثاني الثالث وخزان الموانيء وخزان السكة حديد والقضائية ويتم تجميع المياه من المصادر المختلفة بدأ من الأحواض التي كانت تملأ من المياه والعيون الطبيعية في فترة انقطاع مياه الامطار علي ان يتم توزيع مياه الخزانات االمختلفة داخل المدينة لتغطية العجز. وضعت هذه الخطة والدراسات العميقة بفرضية أن هذا النهر لن ينضب ابداً ، أضافه لتدفق السيول والأمطار أبان فترة الخريف التي ترد إليها المياه من عدة مصادر بدءاًمن أودروس وعدد من الروافد التي تغذي اربعات من حرقفنيب وسلاتيب وبلي دنقل ومرأت ريب والسلسلة الشرقية لأربعات وكل الاوديه والمجاري التي تغذي الوادي وحددوا نقاط لرصد تدفق المياه طوال العام بالإضافة لذلك العيون طبيعية دائمة الجريان،واستطاعوا من خلال هذه الخطة التي كانت تغذي مدينة بورتسودان وتشهد شبه إستقرار كامل للمياه وقد شيّد الرئيس جعفر نميري خزان إضافي في منطقة كيلو عشره ولم يتم استخدامه ومازال قائما.وفي تسعينات القرن الماضي اعتمدت الحكومة بنظريات لم تكن جيدة النوعية وقررت تشييد عدد من السدود متجاهلة خطورة الواقع والدراسات السابقة والطريقة التي قام عليها سقي المدينة وكميات الأطماء التي تنجرف مع تدفق المياه ،وأنشئوا سد المواني أولاً وبعد أن أمتلأ السد بالطمي قررت الحكومة تشيد خزان دانفوديوا 2003 مع عمل بوابات تعالج الخطأ الأول الذي حدث في خزان الموانئ وذلك بفتح البوابات عند فيضان المياه، ولكن وقع الخطأ الكبير في أول وهلة وأعني من هنا بأن أول فيضان لأربعات بعد تشييده سدت البوابات بشكل نهائي ،نسبة للكمية الكبيرة من المياه التي تحمل الأشجار المنجرفه وكل المخلفات التي كانت في مجري الماء وألقت بها فوق البوابات الرئيسية مما تم إغلاقها بشكل نهائي بعدها سعت الشركة المنفذة للمشروع وقاموا بعدة محاولات لفتح البوابات الرئيسية وإزالة الطمي ولكنهم عجزوا عن ذلك ومنهم من طرح رؤيته تفجير البوابات بعد عن فشلوا في فتحها سعياً لتمرير الإطماء والطين .

وفي العام 2013 تم تفجير سد الموانئ لأنه يقع شرق المجري الطبيعي تسهيلا لتدفق المياه للخطوط الناقلة للمدينة وفتح الطريق إلى السد الجديد ومرت فترة قصيرة حتي اصبح الجميع امام حقيقة كارثية ماثلة للكل وهي امتلاء السد الجديد دانفوديوا بالاطماء والطين ،و جرت عدة محاولات بسحب الإطماء من داخل بحيرة السد عبر طقات وقوارب داخل بحيرة السد وتقوم بسحب المياه المتراكمة والذمي خارج بحيرة السد ولكنها نظريات وفرضيات غير منطقية وفاشلة وقد كانت النتيجة الحتمية وهي إنهيار السد وآخر الحلول الموضوعة ،وأعني بذلك بأن الدولة وأجهزتها كانت تعلم بأنها لاتستطيع وشبه مستحيلة ،وأي حديث عن إزالة الطمي كان مجرد فقاعات إعلامية لا علاقة لها بالواقع الموجود داخل بحيرة السد وقد كانت هذه النتيجة حتمية للسد ومصيره هو مصير الخزان الأول هو أن يتم تفجيره وازالته بعد تشيد خزان آخر غرب الخزان الحالي ويعني للأسف الشديد عدم وجود دراسات علمية للدولة وعدم الأخذ بالرؤيه السابقة لعهد إنشاء مدينة بورسودان أو بما يعرف بعهد الإنجليز الذين كانوا على دراية تامة بأن مسألة السدود في هذه المنطقة غير مجدية بدايه بتراكم الإطماء مرورا بالارتفاع القياسي للمنطقه ومستوي انحدار المياه التي تجرف كل ماهو أمامها.

وهنا أوكد بأن أربعات ليست خور وإنما هي نهر دائما الجريان صيفاً وشتاءاً نسبياً للمنابع وللعيون الطبيعية دائمة الجريان اوالتدفق ،ولهذا نستطيع أن نقول بأن نهر أربعات يستطيع أن يكفي مدينة بورتسودان بشكل كامل ان طورنا مصادرة بالطريقة التي كانت معروفة منذ إنشاء ميناء بورتسودان واعتمدنا على مصادر هذا النهر الذي يحف مدينة بورسودان من الغرب إلى الشرق كأنه طوق يلتف حول المدينة من الغرب للشمال الشرقي ويصب في البحر الأحمر ،ويمكن وضع نقاط وإذا اعتمدنا على هذا الوادي برؤية استراتيجية بعيدا عن النظريات واهدار الميزانيات،والنظريات القاصرة ولن تحتاج مدينة بورتسودان لتشييد السد مرة أخري إذا اردنا حل الاشكالية برؤية استراتيجية.

وقدكانت إرادة الله سابقة وأرجعت هذه الأمور إلى طبيعتها ونصابها ويجب علينا أن نعترف ونقر بالخطأ الذي وقعنا فيه وأن نترك لهذا المارد أن يشق طريقه ويسقي مدينة بورسودان ويروي آلاف الأفدنة التي منعت منها الماء ظلماً وبهتانا بدراسات فاشلة وجففت آلاف المزارع لأهلنا البسطاء في شرق بحيرة السد وهجرت قراهم بعد انشاء السد وضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن يشرب مواطن بورسودان وهاقد انهار السد فجرفت ماءه قراهم وقدموا شهداء، ويجب علينا أن نعيد القري والمزارع بتوفير مشاريع حصاد المياه وزراعة آلاف الأفدنة التي تقع تقع داخل دلتا أربعات والاستفادة القصوى حتى لا يتضرر الخزان الجوفي في تلك المناطق ويجب كذلك عدم تقييد هذا النهر الهادر ويعود كما كان دائم الجريان وما علينا إلا أن نعمل وفق ما وضعته الاستراتيجية السابقة وهي حفر الآبار على طول أربعة من نقاط متعددة وإنشاء وحفر الخزانات الأرضية في كل مناطقنا من بورسودان إلى أربعات، وإنشاء الخزانات الأرضية لتجميع المياه والتوزيع لداخل الأحياء بشكل علمياً بأن المنطقة التي تقع غرب بحيرة السد هي منطقة عيون إضافة للفيضان في الفصول المختلفة صيفاً وخريفاً وشتاء مع الاخذ في الأعتبار بان تطويق نهر أربعات يجعل من السهل جداً تحديد نقاط مختلفة لحفر الابار وعمل مصدات لتجميع المياء وملئ الخزانات بدأً من غرب بورتسودان مرورا بطريق موك عقبه ( تؤلنا) والطريق الجديد لعقبه (يأس) وعقبه ( بابليم) التي يوجد بها عدد كبير جداً من العيون الطبيعية وتقع خلف بحيرة السد المنهار مروراً بأحواض الترسيب التي أنشئت سابقاً وآبار المجري الرئيسي وآبار ومزارع المواطنين التي كان لها القدح المعلي في سقي المدينة عندما كان يجف السد المنهار عبر نقلها بالتناكر .

ونعيد قول الأسلاف التي وثقت عبر الأدب الشعبي وهم ينشدون كالادعاء لها للسقي والزرع والضرع وهم يقولون.

أربات تورفي بيدميمي ) أيا مورد الفيض والتدفق لا تنضبي !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى