محمدادريس
=هل كشفت الحرب الأخيرة أهمية الجامعات الولائية؟- التي كانت ولاتزال حكومة المركز _تتجاهل مطالبها في الصرف علي تنميتها وبيئتها واستحقاق اساتذتها،وكانت جامعات الخرطوم تحوز بالطبع/ علي الرعاية الحكومية،ومع اندلاع الحرب اتخذتها المليشيا المتمردة قلاع عسكرية ومعتقلات ومنصات لمدافعها،فكانت الجامعات الولائية هي الوجهة الوحيدة والامنة لاستئناف الدراسة ولعقد الامتحانات لجامعات الولايات التي اجتاحتهااو حاصرتها المليشيا.
=وعندما تولت الإنقاذ السلطة كان عراب ثورة التعليم العالي البروف “إبراهيم أحمد عمر” قد عرض خطته الموسومة “التعليم من اجل التعليم “في مؤتمر تداولي ليقفزفورا عدد الجامعات من 5الي 35 وعدد الطلاب المقبولين من خمسة ألاف طالب إلي مئات الآلاف،بعدها تم تفكيك مركزية التعليم وتوقفت هجرة الطلاب للدراسة في الخارج،بيد أن حجج المنتقدين للتوسع في التعليم العالي لم تتوقف،وتمحورت حول ذيادة اعداد الخريجين العاطلين عن العمل والتركيز في المجالات النظرية ومحدودية الكليات التقنية والمعاهد الفنية،بالتأكيد هي ملاحظات ونواقص وسلبيات يمكن تداركها بسهولة ويسر ..!
=وبالطبع ان الجامعات لديها أهداف : التدريس/التدريب /البحوث/خدمة المجتمع،فإن جامعة القضارف وبعيدا عن الأضواء تجسد ذلك المربع بزواياه واضلاعه في استيعاب أكثر من 15 ألف طالب في ١٣كلية بمافيها كلية الدراسات العليل وتغذي بخريجيها سنويا السوق المحلي والعالمي،وخرجت قبل إسبوع دفعة ٢٠١٦ بإصرار شديد من مجلس العمداء إذ لم تتوقف الدراسة رغم الظروف الضاغطة،وتدرب وتعد الخطط والدراسات للمؤسسات والمنظمات وتقييم المشروعات،وتقدم تجربة استخلاص النشا من الذرة الرفيعة لتوطين صناعة النشا والجلكوز للاستخدامات الغذائية والصناعية،أما خدمة المجتمع فهي مهمة كبيرة تقوم بها الجامعة عبر كلية المجتمع ومراكز تنمية المرأة المنتشرة في محليات الولاية عبر شراكات مع المنظمات لتنفيذ مشروعات مدرة للدخل ولرفع كفاءة المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا، ومحاربة الظواهر والممارسات السالبة في المجتمع ورفع مستوي الوعي ..!
=ومعلوم الظروف التي مرت بها البلاد منذ عام ونصف من حرب شاملة وتوجيه الميزانية للتحرير، وقبلها أربع سنوات من عدم الإستقرار السياسي ،سببت ربكة وتدهورمريع في ساحة التعليم العالي وكل مناحي الحياة،غير أن الشراكات بين الجامعات والقطاع الخاص يجب أن تؤسس لمرحلة تتوزع فيها الفرص والمنافع والامكانيات علي الجامعات الولائية مابعد الحرب،لتنهض فيها المعامل والمكتبات والقاعات في مقابل التدريب والبحوث والمورد البشري ففي طيات المحن بعض المنح..!!
=الآن وبعد ثلاث عقود من عمر التجربة يمكننا أن نقيم ونرصد التغييرات والآثر الذي احدثته جامعة القضارف علي المجتمع /كنموذج للجامعات الولائية/ مثلا:أثر كلية الزراعة علي العملية الإنتاجية في ولاية تزرع سنويا ٧ مليون فدان ،الأثر الصحي لكلية الطب علي المستشفيات،والتغيير الذي احدثته كلية البيطرة علي قطاع الثروة الحيوانية كاكبر قطاع رعوي (سهل البطانة )والاضافات التي احدثتها كلية الاقتصاد علي الحركة التجارية والمصرفية والإدارية،تلك هي الرسالة والوظيفة الحقيقية من تأسيس الجامعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للافراد والمؤسسات وليس فقط عقد الامتحانات وتخريج الدفعات،وهذا عين ماتفعله إدارة الجامعة الحالية بقيادة البروف إبتسام الطيب الجاك مدير الجامعة والبروف ايدام محمد علي وكيل الجامعة ومجلس العمداء،إنزال رسالة الجامعة علي أرض الواقع وتنمية البيئة المجتمعية وارتباط وظائف الجامعةباحتياجات ومتطلبات مجتمعها،والآن فقط اكتشفنا وبسبب الحرب أهمية وقيمة الجامعات الولائية ففي طيات البلايا تكمن العطايا كمايقال..!