مقالات الرأي
أخر الأخبار

ورشةالتأمين الصحي ..البحث عن حلول..!!

 

 

 

محمدادريس 

 

 

 

 

=منذ ميلاد الدولة السودانية قبل68 عاما ظل أمر الخدمات الطبية والصحية هو المحك الحقيقي لجميع الحكومات المتعاقبة..ففي السبعينات تم إقرار (العلاج الاقتصادي )الذي يستقطع من مرتبات العاملين مساهمة مالية لوزارة الصحة إلا أن ذلك لم يوقف تدهور الخدمات الطبية مع الاضطرابات السياسية التي مرت بها البلاد ليظهر الضوء في آخر النفق مع إصدار قانون هيئة التأمين الصحي في العام 1994بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية فكانت ضربة البداية في سنار لتنداح التجربة وتغطي ربوع البلاد،ثم في العام ٢٠٠٣ تم تعديل القانون لتتحول الهيئة الي الصندوق القومي للتأمين الصحي. 

 

 

=ومن نتائج الحرب الكارثية علي القطاع الصحي في السودان،تسببها في إيقاف أكثر من ٧٠%من المستشفيات والمراكز الطبية،أواكثر من مائة مستشفي حكومي وخاص دمرتها المليشيا المتمردة واتخذت من بعضها ثكنات ومعتقلات منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب حيث قدرت الخسائر في القطاع الصحي بأكثر من 11مليار دولار ،وكادت ان تنزلق البلاد في مستنقع “الانهيار الصحي “وتؤكد الحكومةبانها تسعي بجهد محلي ودعم دولي لإعادة المستشفيات المدمرة للعمل بتكوين صندوق لإعادة الإعمار والتأهيل تكون بداية في الخرطوم التي تحررت من دندس التمرد..!

 

 

 

=ومن موانع ومضادات ذلك(الانهيار الصحي )وجود مؤسسات كصندوق التأمين الصحي،قادرة علي التدخلات بتوفير العلاج والدواء وتشغيل المراكز الصحية والعيادات المجانية للنازحين،رغم فجوة السداد من التمويل الإتحادي والولائي بتقدير الوضع العام،باعتبار ثبات قيمة التأمين والتغييرات الطارئة علي أسعار الدواء واتساع الحوجة والمواعين مابعد الحرب، في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة لتبقي الاولويات للمجهود الحربي وصحة المواطن،مضاف اليها تحديات كثيرة منها المؤامة بين دعم الدولة ومساهمات المستفيدين، ضعف التحصيل والربط في مقابل فقدان البطاقات القديمة للمشتركين وكيفية الوصول إلي المناطق الريفية واستعادة الخدمة في المناطق التي دمرت ونهبت فيها مراكز ومخازن التأمين الصحي .!

 

 

 

=صممت ورشة التأمين الصحي(٢٠٢٧/٢٠٢٥) التي انعقدت بالأمس للبحث عن حلول للتحديات والتغييرات الماثلة،سواء كانت تلك التي افرزها واقع الحرب، أو أهمية التجديد وضخ دماء وأفكار جديدة في اوعية هذا الجسم الذي نشأ قبل ثلاث عقود،وبنظام علمي مسنود بخبراء التخطيط الاستراتيجي وتطوير الأداء يضع التأمين الصحي خطته للعامين القادمين،وتنعقد الورش بجميع الولايات في ذات الزمان لذات الغرض المتمثل في تحليل الواقع الراهن وتشخيص التحديات وتحديد أدوار الشركاء ثم الإتفاق علي التدخلات المطلوبة ..!

 

 

 

=تضافرت أسباب متعددة لتكون ورشة التأمين الصحي بالقضارف لهذا العام هي الانموذج من حيث المخرجات والتوصيات التي ساهم في صياغتها طيف واسع تداول حول الأوراق العلمية لأكثر من 8 ساعات، وبمشاركة الجهات الرسمية والشعبية مقدمي الخدمة، القطاع الخاص ،والمنظمات والاجهزة الأمنية،وقادة المجتمع،والجامعات والاعلاميين ومدراء الأجهزة الاجتماعية والصحية وباشراف بروف دفع الله علم الهدي مستشار وزارة الصحة بالولاية،وخاطب وتسلم التوصيات وزير التنمية الاجتماعية الإتحادي أحمد آدم بخيت الذي أشاد بمنهجية ومخرجات الورشة الثلاثية، وتستضيف القضارف مقر وزارة التنمية الاجتماعيةالاتحادية منذ شهرين ضمن سياسات الحكومة الاتحادية لتوزيع الوزارات علي الولايات الآمنة وعدم تركيزها في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان ..!

 

 

 

=وكذلك من أسباب نجاح الورشة أنها فال حسن وبداية عمل المدير الجديد للتأمين الصحي بالقضارف، الدكتور سر الختم الطيب الفكى، الذي وضع بصماته في فترة وجيزة، بالانفتاح نحو المجتمع والمساهمة في المجهود الحربي والاعتناء بجرحي العمليات (جرحي الكرامة والوطن )إذ تستقبل القضارف جرحي محاور سنار والجزيرة ممايتطلب تدخلات فورية في الاحتياجات والمعينات وقد ابلي فيها بلاءا حسنا..

 

 

=بالملخص فإن الورشة انزلت شعارها وأهدافها علي أرض الواقع تعافي/بناء /تطوير..يتعافي المجتمع السوداني من الحرب وامراضها اوبئتها،ليبني ويعمر مادمرته المليشيا ثم الوصول بالبلد الي احسن صورة بحزم من أساليب ونظم التطوير للنظام الصحي والطبي،أولئك الجنود المجهولين الذين ساهموا في انجاح الورشة من الشباب والشابات،مقدمو الأوراق والمناقشين،لجان السكرتاريه والضيافة والعرض الفني والتوثيق، وفرق العمل وجميع المشاركين الذين نجحوا في أن تحقق الورشة أهدافها مع التشديد علي تحقيق التوصيات ومراجعتها عبر آليات تقييم تقويم عن اي انحراف في العامين القادمين ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى