عاد إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية.. دونالد ترامب.. الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية
عاد إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية..
دونالد ترامب.. الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية..
قلق وتوجس في الخارطة العالمية، وتباين بشأن توجهاته الجديدة..
الشرق الأوسط ينتظر ذات سياسة الابتزاز وإبرام الصفقات دون حلول للقضية الفلسطينية..
حماس: الفلسطينيون يتطلعون إلى وقف فوري للعدوان ضد الشعب الأعزل..
هل يفي ترامب بتعهده ويوقف الحرب الروسية الأوكرانية؟
بكين: نأمل في علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي مع واشنطن.
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
ويعود دونالد ترامب بعد أربع سنوات ليدخل البيت الأبيض من جديد محمولاً على اكتاف انتصار ساحق على منافسته في سباق الرئاسة الأمريكية كمالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، وبفوز المرشح الجمهوري يصبح دونالد ترامب الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية بحصوله على 277 صوتاً مقابل 224 لمنافسته كمالا هاريس، وتبدو الكثير من دول العالم مشدودة على وتر الترقب، وتنظر بعين القلق على مستقبل علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، الرجل القوي المثير للجدل والمتهم بالنرجسية والمزاجية وعدم التماسك النفسي، مما يصعب التكهن أو التنبؤ بالخطوة التالية التي يمكن أن يقوم بها، لذلك ضربت حالة التوتر العديد من الدول ذات العلاقة المباشر بالإدارة الأمريكية سلباً أو إيجاباً.
الشرق الأوسط:
وما بين العام 2024م تأريخ فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الامريكية، وبين آخر عهد لترامب بالبيت الأبيض في العام 2021م، جرت الكثير من المياه تحت الجسر، سواءً على المستوى الشخصي لترامب نفسه، أو على صعيد العالم، ومنذ ظهور النتائج الأولية للانتخابات الامريكية التي كشفت عن تقدم ترامب، بدت منطقة الشرق الأوسط تلظَّى على نار القلق والتوجس من مستقبل علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة دونالد ترامب، فالرجل خلال فترة رئاسته الأولى تعامل مع منطقة الشرق الأوسط بنظرية العصا والجزرة، فمارس الكثير من عمليات الابتزاز وإبرام الصفقات تحت نبرات الوعيد والتهديد فظفر من المنطقة بأموال وموارد كثيرة، دون أن يضطلع بأي دور فعال في إنهاء دوامة الصراع أو حتى التوصل إلى وقف إطلاق نار قوي، ولعل ترامب في ولايته الجديدة سينتهج ذات السياسة التي نجحت معه في فترة رئاسته الأولى وعادت عليه بالكثير من المكاسب والأموال التي يحبها حباً جما.
القضية الفلسطينية:
ولا يبدو الفلسطينيون متفائلين بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، باعتبار أنه لن يكون هناك جديد يذكر، وإنما سيعاد القديم، عطفاً على أن الرجل سيمضي في ذات السياسة الأمريكية المؤيدة لإسرائيل حليفتها في الشرق الأوسط، لذلك لم يكن مُستغرَباً أن تستبق حركة المقاومة الإسلامية حماس، وصول ترامب إلى البيت الأبيض ببيان قوي أكدت من خلاله أن الفلسطينيين يتطلعون إلى وقف فوري للعدوان ضد الشعب الأعزل، ومن هنا فإن المخاوف تبدو مشروعة من استمرار الدعم والإسناد الأمريكي لإسرائيل، لتستمر هي الأخرى في عدونها وتنفيذ خططها الرامية إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وكسر إرادته، وإذلاله ليتنازل عن حقوقه وثوابته المتمثلة في عودة اللاجئين، وفي تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
الحرب الروسية الأوكرانية:
وبعيداً عن منطقة الشرق الأوسط تبدو الحرب الروسية الأوكرانية من القضايا التي ستشغل بال دونالد ترامب خاصة وأن وصوله مجدداً إلى البيت الأبيض كان من نافذة هذه الحرب التي وعد في برنامجه الانتخابي بإيقافها فوراً، فقد تعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، وهو الوعد الذي يفترض كثيرون أنه يرقى إلى سحب المساعدات الأمريكية من أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يعود بالنفع على روسيا التي التقطت القُفّاز سريعاً، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “دونالد ترامب” أدلى ببعض التصريحات المهمة حول رغبته في إنهاء حرب أوكرانيا خلال حملته الانتخابية، لكن الوقت فقط هو الذي سيخبرنا ما إذا كانت إدارته ستؤدي تلك الوعود إلى إجراء، وزاد بيسكوف” دعونا لا ننسى أننا نتحدث عن دولة غير صديقة، متورطة بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا في أوكرانيا، وقال إنه ليس على علم بأي خطط من جانب الرئيس “فلاديمير بوتين” لتهنئة “دونالد ترامب” بفوزه في الانتخابات.
الصين:
ولا تختلف بكين عن موسكو في قناعتها بأن واشنطن غير قادرة على تغيير مسار سياستها الخارجية، ومع ذلك استبقت الصين فوز دونالد ترامب وأكدت أنها تأمل في التعايش السلمي مع الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة متسقة وواضحة، مبيناً أن بلاده تنظر إلى علاقاتها مع الولايات المتحدة وتتعامل معها وفقًا لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وكانت بكين قد اتخذت موقفاً محايداً تجاه الانتخابات الأمريكية واصفة إياها بالمسألة الداخلية.
كوريا الجنوبية واليابان:
وتبدو نظرة دونالد ترامب اقتصادية بحتة تجاه سيول وطوكيو، حيث يتوقع مراقبون أن يستمر ذات النهج القديم الذي كان يتخذه ترامب في ولايته الأولى باستغلال وجود القوات الأمريكية في هاتين الدولتين، ويمارس عليهما ضغوطاً لدفع المزيد من الأموال، فقد تعهد ترامب بجعل كوريا الجنوبية تدفع 10مليارات دولار سنوياً، فيما تدفع كوريا الجنوبية حالياً ما يزيد قليلاً على مليار دولار.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية قد رسم الكثير من ملامح الخوف والقلق على وجه العالم، عطفاً على تجربة الرجل خلال فترة رئاسته الأولى التي اتسمت بالكثير من المواقف المتناقضة مثل تناقض شخصيته المصادمة، ومع ذلك يفتح الكثيرون (نفَّاجات للأمل) بإمكانية أن تختلف سياسة ترامب في ولايته الثانية باعتبار أن الكثير من الملامح قد تغيرت، فلم تعُد أمريكا هي نفسها التي كان يقودها دونالد ترامب، ولا العالم اليوم هو نفسه قبل سبع سنوات، ولا حتى ترامب نفسه هو ذاته ترامب الذي كان يجلس في البيت الأبيض خلال فترة رئاسته الأولى فلا بد أن يكون الرجل قد تطور وتغير في نمط تفكيره ونظرته تجاه العالم، على كلٍّ هي دعوة من الكرامة لننتظر حتى الغد ونرى، وإن غداً لناظره قريب.