يأتي لاحقا : صحيفة الفجر الجديد : الاحلام لاتبنى وطنا : د.ابوبكر بخيت ابوبكر
يأتى لاحقا
صحيفه الفجر الجديد
الخميس 2012/6/24
الاحلام لاتبنى وطنا
د.ابوبكر بخيت ابوبكر
فى تسارع للاحداث والقرارات المخيفه اعلنت الحكومة الانتقاليه رفع يدها عن المحروقات وعدم الدعم حيث صرح بذلك د.جبريل وزير الماليه بصورة هادئه وقد تكون موجعه للكثيرين ومستفزة ولكنه لم يرواغ ويداهن وظهر بقوة يحسد عليها مواجها الجميع وسمع ردودا قوية من الشاب الذى وجه اليه كلام قاسيا يعبر عن وجعه واحباط وقد كان السيد الوزير مهيئا ومتوقعا لهذا الامر وتعامل ببرود كبير …الشاهد فى الامر ان السلطة الانتقاليه تعمل بصورة عشوائية منتظمة ولا استطيع ان افسر للقارئ الكريم العشوائية المنتظمة والتى لاتعنى الفوضى المنظمة ولكنها اقرب الى ذلك من حيث توقع رد الفعل الكبير لقراراتها وجهلها او علمها بمدى تأثيره والذى قد يعصف بكل البناء والفكرة .
طريقة ادارة الدولة فى هذا الظرف وبقرارات مثل الاخيرة وعدم الاتجاه الى الحلول المؤقته اشعرنى بان مجموعة مجلس الوزراء
يستعدون للرحيل وعدم المواصلة وانهم غير حريصين تماما على ارضاء الشعب وانهم يمارسون جراحة لجسم معطوب قد لايتقبل هذه العمليات الجراحية كما فى القلب او الرأس دون سائر بقيه اعضاء الجسد ….اخافنى القرار واشفقت عليهم ولم يراودنى احساس بأن هؤلاء الحكام متمسكين بهذه السلطة ولا ادرى سبب المقارنة الذهنيه لماضى قريب فى صيف2017
عندما تحدث المخلوع واصفا بعض منتسبى المؤتمر الوطنى بالقطط السمان ومعاتبا اياهم عتابا غليظا فى خطابات متتاليه بأنهم استفادوا من السلطة والثروة والدوله ولم يستجيبوا لنداء الواجب والوطن عندما ضاق الحال واشتد الوضع المالى للدولة حرجا فقد كان الاتجاه لرفع الدعم من المحروقات او اى من السلع المدعومة غير ممكن لان الثراء الحرام والسرقه والنهب اتخذت موقعا وموضعا واصبح الجميع يعلم بما يدور وقانون المحاسبه المتعطل والاجهزة العدليه والقانونيه التى دخل كبارها فى سوق البيع والنخاسه فضاعت
الزمم،،،، ومع مدخل 2019 كانت الدوله والحزب المحظور وادواتهم يشعرون بان ايامهم قد اقتربت وان سلطة المخلوع الى زوال وتم الخلع واكتملت الثورة الظافرة لتعيد الوطن الى حضن العالم وتعمل على الاصلاح والمضى قدما فى ملفات السلام والامن والاقتصاد ….
ومازالت الخطوات مستمرة فى وطن تم بيع ممتلكاته واراضيه
واصبحت معائش الناس ضيقا وتأزما وغلاء ….فانقسم الناس حول الاصلاح وثمراته المتأخرة النضج وان الصبر يكاد ينفد ولكنهم صابرون مع ذلك لان الايدى التى تعبث كثيرة ومتنوعه وظهرت مجموعات الضغط لمأرب متعددة فمنهم من توقف امداده من حرام يدخله بيته ومنهم من يشعر بشماته فى الوطن والاصلاح وآخرين يريدون حكما متسلطا وبعض احزاب الثورة تدفع الشارع لمآلات غير محسوبه وحاضنة تتحزب لبيتها الصغير وحركات مسلحة اصبحت داخل منظومة الحكم تبطئ حركة الاصلاح وايمانها بالثورة ضعيف ….ولايتسلل الاحباط مع ذلك للقابضين على الجمر فمهمه الاصلاح من خانة الصفر امر مؤلم ويتطلب ارادة قويه وتمضى الثورة على خط النار وبعضهم لايعلمون وقد يعلمون ولكنهم يبحثون على حلول لايستطيعون تقديمها ولكنهم يرفضون الموجود ….وكفى دون ان يملكوا شجاعه ان يمضوا مع الآخرين ويحنون الى العمل تحت الارض وعند الحزب الشيوعى اتحدث وضيق صدره بطرح الاخر وعدم تقديمه لرؤية اصلاح مقبول غير مقولة استنهاض الهمم وتحريك عجله الاقتصاد وكيف يتم ذلك ….؟؟ لا اعلم ويقينى ان الشعارات والامانى لاتبنى وطنا ….
وعندما تحدث السيد رئيس الوزراء فى خطابه الاخير اتضح بان الرجل ليس بعيدا عن الواقع كما يشيع المغرضون وان الرجل من القوة بما لايعتقده البعض وان حمدوك يفكر بصورة مغايرة تستعصى على الاخرين وان الصراحة التى خاطب بها الشعب وعرض عليهم معوقات الاصلاح والوضع الهش والذى يتطلب الحكمة والسير ببطء والعمل دون ضوضاء وهذا مالم تتعود عليه الآذان طيله الثلاثون عاما الماضيه …ولم يكن الوعد الكاذب موجودا فقد كان خطابه ضافيا كافيا صريحا مهذبا …نحتاج الى ان نفطم انفسنا عن سماع مانود سماعه ودغدغه المشاعر والكذب البواح فالخطاب وضح بان وضع الدوله هشا امنيا واقتصاديا وسياسيا فمخالب الاعداء من الداخل والخارج تستعد لاعادة وتدوير وجوه كالحة كئيبة بوعى او دون وعى ….وصانعى الثورة فى ثبات وشتات مقيت …يكيدون لبعضهم ولايعملون فى اتجاه واحد ….وقد نصح الرجل فى خاتمه خطابه وبصورة هادئة ان يكونوا فى الموعد فالتحدى كبير والخطر عظيم وان الوصول ممكن باعادة وحدة الصف والاتفاق على خارطة طريق فما انجز كبير ومالم يتحقق اكبر وان السلام والامن والرخاء يحتاجون لتجرد وحب للوطن…..
امامنا فرصة لاعفاء اكثر من 70% من ديوننا الخارجية بجهد رجال وما تبقى ينتظر الوعد للاعفاء وقليل من الجهد والمفاوضات ويمكن ان نعبد الطريق للاجيال القادمة فقد افسدنا حياتهم …
امامنا فرصة فى منح وقروض وتمويل ومعالجة كل مشاكل البنية التحتية او الجزء الاكبر منها مثل الكهرباء والطرق والزراعة فى ظل ظرف اقتصادي اسوأ مايكون لكل العالم … ومع ذلك حدث الاختراق وصندوق النقد وضع امامنا كدفعة اولى اكثر من 2 مليار دولار وليس هناك دولة على وجه الارض تعيش وضعا استثنائيا كالسودان ….والمرحله تحتاج لرجال يحبون اوطانهم ولا يتحدثون اكثر ممايعملون….. .فالقوة ليست صوتا غليظا ولا بزة عسكريا ولاضجيجا فارغا ….ومن احدث هذا التحول تجاه السودان لايمكن ان نصفه بالضعف …فالضعف فينا نحن من نريد ان نرفع اعيينا للسماء لتمطر ذهبا …ونحن قاعدون
فلاتقتلوا حلم الاجيال بفكركم المعوج ومغامرات الماضى وهرجلة العسكر وجهل الاحزاب وكيد المتأمرون اللئام ..