قوات الشرطه من المؤسسات الأمنيه الراسخه ومن المدارس المتقدمه في بناء الأجيال المشبعه باالوطنيه وظلت تحمي الثغور وتأمن الأرواح وتصون الممتلكات وتفدي الشعب باأعظم ماتملك وسجل التضحيات الجسام خير دليل على ذلك
وعقب نجاح ثورة ديسمبر المجيده وإنتصار ثورة الحريه والسلام والعداله كان من المتوقع أن تكافأ الشرطه باأفضل مايكون وذلك من خلال تعظيم شأنها ورفع قدرها وحفظ مكانتها وتعظيم قادتها وإحترام منسوبيها بمختلف الرتب العليا والوسطى والدنيا ولكن أتت الرياح بمالاتشتهي السفن فاأستلت الخناجر المسمومه من أجل طعنها في ظهرها وذلك بتحطيم الروح المعنويه لمنسوبيها وتبني شعارات محجفه وظالمه من أجل الحط من قدرها كمثل شعار(كنداكه جاء بوليس جرى) ولكن لعظمة وشموخ الشرطي السوداني الأصيل لم يستجيب لهذه الشعارات المحبطه والمغرضه فشمر عن ساعد الجد وضاعف من جهده من أجل إسعاد شعبه ولعمري هذه قمة التفاني ونكران الذات والتضحية من أجل أن لايؤتي السودان من قبل بوابة الشرطه
ومهما بلغ الصبر والتحمل أعلى درجاته فقطعا لديه حدود وان النفس البشريه مهما عظمت وإرتقت لاتصل إلى درجة الكمال فتعالت الأصوات من الحين والأخر إلى ضرورة تحسين الظروف المعيشيه لمنسوبي الشرطه ولايتأتي ذلك إلا من خلال زيادة الرواتب والحوافز والبدلات وتطوير بيئة العمل مافهمت القياده هذه المطالب تندرج تحت مظلة عدم الإنضباط والخروج عن المألوف وبدايه إلى تمرد هذه القوات وخروجها عن السيطره
ومن أجل وضع النقاط على الحروف كان لزاما على القياده العليا لقوات الشرطه الإستجابة لهذه المطالب بصوره فوريه وشامله والتعامل مع هذه المطالب في حجمها الطبيعي ولكن يبدو على القياده الحاليه لم تتعامل مع هذه المطالب باالحكمه والعقلانيه
في بادره وصفت الأولي من نوعها في تاريخ الشرطه منذ تأسيسها أن يهتف الجنود أمام وزير الداخلية الفريق أول شرطه عزالدين الشيخ ويطالبونه بالتنحي من موقعه لعجزه التام في حلحلة مشاكلهم والإهتمام بمطالبهم ويرددون ذات الشعار القديم الذي ردده المحتجين امام الرئيس المخلوع (تكسرسنك تكسر ضهرك ماعايزنك ماعايزنك ) واليوم يتردد ذات الشعار لوزير الداخلية من قبل منسوبيه امام الحشد الشرطي الغير مسبوق في الساحه الخضراء باالخرطوم اليوم الإثنين
بدأ وزيرالداخلية حديثه أمام الحشد الشرطي الضخم وهومتماسك جدا ومرتب الأفكار وحاضر الذهن وبمجرد ماتعالت أصوات التي تطالب بتنحيه سرعان ماإستجاب للإستفزاز وتغيرت لهجة حديثه إلى النقيض تماما وكانت عباراته حماسيه جدا ومن الملفت لهذه العبارات (انحنا حانزيد المرتبات والراضي بيها اهلا وسهلا والماراضي بيها عليهو يسهل وعلينا يمهل)
التوقيت غيرمناسب تماما لدعوة وزير الداخليه لقيام هذا الحشد بهذه الكيفيه كان من الممكن عكس توجيهاته عبر مدراء الإدارات العامة وتبليغ القوه باالمستجدات الخاصه بحقوقهم الماليه
من الصعب على وزير الداخلية الفريق أول شرطه عزالدين الشيخ والمدير العام لقوات الشرطه الفريق أول شرطه خالد مهدي تحمل أعباء قيادة الشرطه في هذه الظروف وذلك تقديرا للظروف النفسيه الحرجه التي تمر بها قوات الشرطه وباالذات عقب هذه الهتافات المدويه التي تطالب بترجل وتنحي وزيرالداخلية من الموقع
كان من الأفضل لوزير الداخلية أن يعلن بشرياته عقب الإجتماع المقرر له مساء اليوم مع هيئة قيادة وإدارة الشرطه والإتفاق حول إخراج هذه النتائج والمكاسب بصوره مقبوله وحضاريه يقبلها كل منسوبي الشرطه بروح طيبه
القياده السياسيه العليا المتمثله في رئيس مجلس السياده ورئيس مجلس الوزراء لديهم تقديراتهم الخاصه حول مادار اليوم في الساحه الخضراء ولن يمر ذلك مرور الكرام والايام القادمه ستحسم الأمر بكلياته
كبارجنرالات الشرطه المتقاعدين يراقبون الموقف من على قرب ولم يعجبهم حال الشرطه لربما ستكون هنالك مساعي حميده من أجل ترتيب البيت باالداخل وذلك من منطلق محبتهم وتقديسهم لهذه المهنه ولربما ستواجه هذه المساعي برفض من القياده الحاليه بحجة أنهم رجال هذه المرحله ولايعملون باالوصايه من أجد أيا كان موقعه السابق