عبد الله محمد علي بلال يكتب عن تركيا وأفريقيا
لدولة تركيا تاريخ وحضارات قديمة تؤهلها لتنافس الدول الغربية والشرقية في القيادة والريادة لتصبح من الدول الهامة في التأثير على السياسات والعلاقات الدولية خاصة وأن تاريخ تركيا الحضاري تاريخ متجانس َ مع الإنسانية واحترام الآخر وازداد ذلك التاريخ نضارة وقبول بعد التغيير الذي حدث بعد سقوط مشروع أتاتورك وظهور المشروع الإسلامي الوسطى المتصالح مع ثقافات الغرب والمحافظ على القيم وحقوق الإنسان وتعززت مساحة قبول هذا المشروع في زمن الرئيس الطيب رجب أردوغان الرجل الذي ازدادت في عهده اتساع دائرة العلاقات مابين تركيا وأفريقيا،
اهتمت تركيا بأفريقيا واستطاعت أن تحجز لنفسها مكان استراتيجي في القارة السمراء وصارت تركيا عضو مراقب فى الإتحاد الأفريقي منذ العام 2005 وأصبحت سفارتها في إثيوبيا العضو المعتمد لدى الإتحاد الأفريقي وتعززت علاقتها في القمة الأفريقية العاشره في 2008 بعد إعلان الإتحاد الأفريقي بأن تركيا شريك استراتيجي للإتحاد وكلمة استراتيجي في العلاقات الدولية تعني أعلى سقف للعلاقات الدولية وتم التوقيع على اتفاقية الشراكة بين تركيا والاتحاد الأفريقي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية التي تهتم بالتنسيق والتعاون الدولي وأصبحت الاتفاقية محكومة بمراجعة كل خمس سنوات في ملتقى يحضره جميع وزراء الدول الأفريقية وقيادة الدولة التركية.
اهتمت تركيا بالمحور الاقتصادي والاستثماري واستطاعت في فترة وجيزة أن تنفذ أكثر من 2000 مشروع استثماري في الدول الأفريقية وتستوعب تلك المشاريع أكثر من 100 ألف عامل وموظف وتعتبر تركيا بهذا الاستيعاب تمثل أكبر دولة تساهم انشاء مشاريع للتقليل من البطالة واستيعاب الشباب وفي محور تبادل الثقافات تقدم تركيا آلاف المنح الدراسية للطلاب والدراسات العليا والبحوث وفي المجال الإنساني تم انشاء المستشفيات والمرافق الصحية وتطوير المعامل،، أما في مجالات العلاقات الاستراتيجية والدفاعية تمثل تركيا سوق كبير لشراء الأنظمة الدفاعية والسلاح والآليات الثقيله لعدد من الدول الأفريقية،
نتيجة ماذكرت أصبح لتركيا دور كبير ومستقبل زاهر في أفريقيا وتساهم في حل الخلافات والقضايا الكبرى بين الدول كما حدث بين الصومال وإثيوبيا وإزالة الفتنة التي كادت أن تحدث بين الدولتين الشقيقتين وهاهي تركيا ترمي بثقلها عبر مبادرتها لإيقاف الحرب فى السودان والمحافظة على وحدته وسيادة أراضيه وتعتبر تركيا حليف إنساني موثوق به لدى الشعب السوداني الذي يبادلها الحب والتقدير والاحترام وبالتالي تصبح اي خطوة من تركيا تجاه السودان يجب أن تحظى بالقبول والاحترام ويجب أن تسرع الحكومة السودانية خطواتها نحو تركيا وتزيد من مساحة تمدد العلاقات للتعدي مراحل الاستراتيجية إلى مراحل التكامل والتعاون الدفاعي وكذلك المشاريع الاستثمارية الكبرى مثل المطارات والموانئ والطرق والمصانع الدفاعية ومصانع السكر والغزل والنسيج..