*آثرت التريث رغم صدمتي من العنف الغير مبرر الذي قوبلت به تظاهرة أبناء الشرق بشارع النيل المشاركة في احتجاجات ال30 يونيو وقد كان سخط لجنة التمكين أشد بأسا علي هؤلاء من قبل كتائب التمكين المتعسكرة باللباس المدني وقد روج اعلامها زورا صورا يكسوها ضباب البونبان وكأن الشراقة مهزومين ومستسلمين للمعركة التي فرضت عليهم فرضا ثم زاد ذهولي عندما علمت ابقاء الشراقة في الحراسات واطلاق سراح ممن قدموا من داخل وخارج ولاية الخرطوم وكأن الخرطوم محرمة عليهم ومحللة للآخرين!! وتعللت النيابة بأن الحبس جاءت أوامره من نيابة التمكين الناقمة علي هؤلاء الغرباء الذين إنتصروا علي كتائب التمكين وأودعوا منهم العشرات في المشافي لذالك أرادت كتائب التمكين الانتقام من هؤلاء بحجة التحري والتباطؤ في الاجراءات تصفية للهزيمة الميدانية النكراء لولا تدخل الشرطة وفضت الاشتباك وردمت المتظاهرين السلميين بوابل من مسيل الدموع الكثيف وفي خضم ذلك تم اعتقال حوالي خمسين منهم يقبعون الآن ظلما وجورا في الحراسات في ظل اوضاع بيئية بالغة القسوة فضلا علي المحازير الصحية لوباء الكرونا وبعضهم جرحي لم يتلقوا أي عناية طبية وسوف تكون كتائب التمكين مسئولة مسئولية مباشرة عن أي أذي يلحق بهم ولن تنال كاائب للتمكين مقصدها البئيس بتصفية حسابات مفبركة بترويجها بأن المتظاهرين من الكيزان من خلال اقحام الأصوات المدبلجة مع الفيديوهات، وقد اتضح جليا بأن لجنة التمكين وبكل غباء سياسي أختارت أن تضع الحكومة في مواجهة مفتوحة مع مجتمع الشرق وهي معركة بدأت قيدومتها بهزيمة ميدانية نكراء علي كتائبها ولكن الاعلام المدبلج عكس الصورة تماما اخفاءا لحقيقة أن متظاهري الشرق أصحاب قضية وألا لما حملوا بصلابة علي المعتدين وكادوا أن يقضوا عليهم لولا نجدة الشرطة بضباب البوبان….وبهذا السلوك الانتقائي والاقصائي أجبرت لجنة التمكين أهل الشرق لتحويل المعركة الي مفاصل موجعة في الشرق من خلال التحزير الصريح للناظر ترق باغلاق الشرق بتعطيل حركة النقل ولعله أجبر علي ذلك بعد الاقصاء العنصري الذي تم علي المتظاهرين السلميين القادمين من الشرق رغم أن الثورة وفي تناقض غريب ومريب مازالت تحتفي بمواكب الجزيرة والشراقة وقطار عطبرة المشاركين في انجاح ثورة ديسمبر المجيدة!!!*
*فيا للحماقة والغباء السياسي للجنة التمكين التي إنهزمت ميدانيا جراء بسالة بضع عشرات من المتظاهرين الشراقة في شارع النيل فكيف تتوقع أن تحرز عليهم نصرا في عقر ميادين الشرق المتحفزة والساخطة علي الانتقائية التي قوبل بها ممن جاءوا فقط للتعبير عن رأيهم رغم انهم لا يعبرون بالضرورة عن رأي الغالبية قبل التعنصر المقيت ضدهم ولكن بعد الذي جري من إلتفاف جائر عبر مؤسسات الدولة بالحبس الانتقائي أدي ذلك لاحتشاد مشاعر الجميع مع هؤلاء الشباب البواسل وسوف تكون النتيجة وبالا علي البلاد الما ناقصاها نوازل وزلازل اضافية وبالأخص في الشرق الأخطر تأثيرا علي الاطلاق!!!*
*٢*
*لماذا يتم قذف كل من له مظلمة ضد هذه الحكومة بتهمة الكوزنة ولماذا هكذا شيطنة لن تكسب المتعوز تقية سياسية أو تسجل في دفتره نقاط وطنية!!؟؟ ….وكيف يوصم بالكوزنة من كانت أرضه ميدانا للمواجهات الحربية ضد الانقاذ ومن فقد العشرات في مجزرة ال٢٩ ينار ٢٠٠٥م جراء مواجهة لسادية الرصاص الانقاذي الحقود بصدور عارية عندما كان هتيفة التمكين يتوسدون أرائك الدعة الخرطومية!!؟؟*
*ولتتحمل لجنة التمكين المسئولية التاريخية جراء دفعها للشراقة الاثبات الميداني بأن إعتصامات الشرق هي الأقوي تأثيرا والأسرع ضغطا والأكثر تنكيلا والأخطر اغلاقا من إعتصامات شوارع الخرطوم التي لو أغلقت شهورا لا ولن تعطل صادر ولا وارد ولا تضاعف تأمينا ولا تغلق ميناء أو تعطل تدفق البترول والغاز ولا تقطع أدني مدد….!!! وأن التشويه العنصري للمتظاهرين السلميين ليس سوي تلفيقات أسفيرية لن تغني عن سخطة أصحاب الغبائن الحقيقية شيئا تلك الغبائن التي ظلت مؤجلة تحلما وأملا في وطن كان يمكن أن يسع الجميع لولا إصرار لجنة التمكين علي استدعاء نفس السلوك الاقصائي للنظام البائد من حيث الكذب والتلفيق والتطفيف!!*
*٣*
*للأسف قد أبتلينا بحكومات لا تتعلم ولا تتعظ من كثرة وتقارب المواعظ!! وقد تذكرت التطابق الغريب لحماقات لجنة التمكين وهي تصادم بلا جناية متظاهري الشرق تماما مثلما تمت الحماقة والغباء الانقاذي عندما ارتكبت مجزرة الثغر ٢٠٠٥م واعتقلت القيادات ثم عادت وفاوضت مناهضيها محرجة ومرغمة بعد سنة في ٢٠٠٦م!!!*فاذا كانت تلك هي العقلية الانقاذية الشمولية المتصلبة فلماذا تستنسخ لجنة التمكين خيبات الانقاذ وتورط معها الحكومة في دروب المهالك رغم شعارات الحرية والسلام والعدالة!!؟؟*
*ولماذا لا تؤثر الحلول السياسية علي العنجهية وتتعظ بما يجري داخليا وأقليميا وبأي منطق وقوة تريد تكميم افواه مجموعات أصيلة لها مظالم تاريخية وحاضرة تشكل غبائن متراكمة لأجيال عديدة ناقمة ومستعدة للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل عدالة قضيتها والبلاد مواجهة بتحديات متلتلة وواقعها مرير ومنذ تأسيسها لازالت تطغي علي واقعها الانتماءات الجهوية والعشائرية المرحلة منذ أزل التاريخ!!! فلماذا القفز في ظلمة الفرضيات الاكاديمية المثالية النقيضة للواقع بالزعم زورا بامكانية اقصاء التنظيمات التاريخية من أحزاب اقليمية وادارات أهلية لا يخلو من جيناتها أصحاب أرفع الرتب والدرجات العلمية!!*
*٤*
*ما جري من تشويه عنصري لصورة متظاهري الشرق بالعاصمة صبيحة ال30 من يونيو تعتبر نقطة فارقة في تاريخ البلاد لانها أستفزت مشاعر كل صاحب ضمير يقظ بغض النظر عن التوجهات السياسية للمتظاهرين……ولتعلم الحكومة بأن آفة البلاد في تأجيجها من الأطراف في حين أن طبيعة الحال تقتضي حمايتها من الأطراف بتسويرها بالتنمية والرعاية وأقلها حفظ الاعتبار الانساني والثقافي والذي لم يعد مكرمة وأنما حقوق تنتزع انتزاعا…..وما اوضاع اقليم التقراي ومآلات الحكم الذاتي بجنوب كردفان والنيل الازرق ببعيدة وهو ما حفز غيرهم ليتوقوا خيارات مفتوحة…..ففي خضم كل هذه الالتباسات من العسير ان نتفهم السلوك المتعجرف والخطاب الاقصائي والماجن للجنة التمكين ضد المتظاهرين السلميين ممن قدموا من الشرق….ونأمل أن يتدارك حكماء الانتقالية الوضع المنذر بمواجهات حتمية غير محمودة العواقت مالم يتم تقديم الحكمة السياسية علي الحبكة الامنية التي أضاعت الجنوب وهكذا يكاد أن ينفرط عقد بقية الجهات!!*
*اللهم بلغت فأشهد*