*ندرك تماما بأن جهات عديدة لها مصالح آنية في تضليل الرأي العام بأن ما يجري في الشرق مجرد ذيول كيزانية بسبب بروز إسم الناظر ترك الذي شغل عدة مقاعد نيابية في البرلمانات الإنقاذية المطبوخة ضمن كوتة نظار القبائل فإذا كان المعيار هكذا فما من ناظر أو زعيم حزب أو قائد عسكري مرموق إلا وإستحق مسمي الكوز !!، وللمعلومة التاريخية وبالحساب السياسي البحت لم يقدم الناظر ترك أدني حوافز أو مكاسب سياسية للإنقاذ لأن عشيرته كانت قائدة للتمرد المسلح وأراضيها ظلت مسرحا مفتوحا للعمليات الحربية وبل دارت أشرس معارك المعارضة المسلحة ضد الانقاذ حول هداليا حاضرة النظارة بدءا من غزو قوات موسي محمد أحمد لمدينة وقر في صيل 2006م ومعارك رساي شرق هداليا وعيسي الحاج جنوبها وأمأدام شمالها هذا غير الكثير من التفجيرات لأنابيب البترول وحوادث قطع الطريق القومي حتي إضطرت الانقاذ لتشييد طريق هيا عطبرة بطول 290كلم من منطلقات استراتيجية أكثر منها تنموية!!!*
*وبل هنالك الكثير من المعارك والوقائع في عمق حواكير الناظر ترك….فلو كان الرجل كوز بالاصالة كما يزعم الأعلام المغرض لتم تشكيل لواء بإسمه من المجاهدين لمقاومة ما يجري في دياره*
*وانما علي النقيض تماما كان الرجل مثار إزعاج وصراع جهير مع جل الولاة بدءا بأيلا وحاتم الوسيلة وابراهيم محمود ومحمد يوسف آدم & آدم جماع وبل طال صدامه حتي قائد الجيش بأروما حينها الكوز المشهور اللواء يونس محمود وتشهد علي معاركه مع رموز الانقاذ الخطوط العريضة للصحف الخرطومية المتصدرة دوما لأخباره الصدامية مع كل رموز النظام في الشرق وغالبا ما تتدخل القيادات المركزية لاحتواء الخلافات حيث قضي الرجل كل حياته الانقاذية في خناق دائم ورغم ذلك لم يسع الانقاذيون لاعتقاله رغم بشاعة النظام ولم يناد يوما اعلامهم الموجه بحسمه أو اعتقاله كما يجري اليوم من تحريض شاطح في عز الديمقراطية الانتقالية….!!!*
*وبالمناسبة خلال العهد البائد لم يجد السيد الناظر ترك معشار التأييد الجماهيري الحالي وبل سقط والده وعمه في انتخابات الديمقراطية الثالثة في ابريل 1986م لنؤكد بأن ضخامة التأييد الحالي ليس لشخصه بالميراث الأهلي للنظارة كما يصور زورا وإنما بسبب مواقفه الشجاعة والصادقة في الدفاع المستميت عن قضية الشرق وظلاماته المتراكمة منذ الاستقلال وبل في كثير من الأحايين يضطر الاخ الناظر لتنازل عن رأيه تغليبا لرأي الأغلبية من شركائه الحاليين من أعيان ونخب الشرق وذلك لطبيعة ثقافة العلاقة الأفقية مع المجتمع لندلل بأنه من المحال تصوير الرجل في نظر الشارع الشرقاوي كشيطان متجبر ومسير من قبل الكيزان لأنها فرضية نقيضة للواقع وأن القضية ستظل متقدة وحية في وجدان الجميع ولن تخمد بتغييبه إن لم يزيد أوارها وما أدل علي ذلك مآلات اقليم التقراي بعيد إعتقال قائده!!*
*ومن هنا لا ينبغي إختزال الأمر في شخص الناظر ترق الذي لا يعدو كونه رمز حقيقي لقضية عادلة وعريقة يجب حلها بأقل الخسائر لأن الجميع مازال في بر الأمان حتي الآن وعليه لا معني للاستغراب من تضامن اغلب القطاعات المجتمعية مع ترك لأن هذا التضامن الكاسح ناتج بصورة أدق عن معارضته الجسورة لإزدواجية وإنتقائية معايير الحكومة الإنتقالية في معالجة قضايا الأقاليم حيث حازت دارفور بجدارة مستحقة علي الحكم الإقليمي وكذا الحكم الذاتي لكل من جنوب كردفان والنيل الازرق ولكن للأسف بقيت قضية الشرق معلقة كشأن ثانوي وإنما بلغ الإستفزاز مداه الأقصي عندما نوقش شأن الشرق كمسار جانبي بجوبا وكأنها قضية لا تستحق ما حظيت به غيرها من الأقاليم رغم تطابق الأعراض إن لم تكن أسوأ في الشرق وهذا هو مربط الفرس لما يجري من سخط وغضب جماهيري عارم ضد هذه الحكومة بالإلتفاف حول الناظر ترك وعليه فأي خطاب إنصرافي عن جوهر القضية لن يكون منتجا ولا مجديا ولن يغير من الواقع شيئا……فالحكومة التي تتوسل لعبدالعزيز الحلو في أقاصي الجنوب كواجب وطني مستحق يجب عليها بالمثل أن تنصت بإمعان شدييييييد للسيد ترك لأن سقف متطلباته حتي هذه اللحظة مقدوووور عليها وفي متناول اليد وبل تكفيها وتفيض موارد وإرادات الأقليم لوحدها وأن نداءات مراهقي الفيس بحسم ترك وكأنه مهرجل في فصل مدرسي سوف تزيد من الإحتقان لان هؤلاء مجرد جهالة لا يدركون الواقع ولم يقرأوا بأن السودان لم تضيعه سوي هكذا نداءات سخيفة وعديمة الحكمة ظلت تهتف بالحسم والحزم بدءا بدعوة اللواء حسن بشير الذي نادي بحرق الجنوب بالطيران ومجازر دارفور وحماقات الانقاذ مع الحلو ومالك عقار بعيد الانفصال واستفزازات الزبير محمد صالح لأهل الشرق وغيرها الكثير من التصرفات الهوجاء هي التي أودت بنا الي ما نبكي منه اليوم……*
*وأخيرا يجب أن يدرك مناضلو الكي بورد ممن يهددون بحسم ترق : بأن أي كيلومتر في الشرق يعتبر لوحده مرفق إستراتيجي حسااااس يستحيل معه لأي قوة في الأرض حراسته بهكذا حسم اسفيري- منها فقط ما طوله 1100 كلم ما بين طرق معبدة وسكك حديدية وخطوط بترول وإتصالات وشركات تعدين ومواني وسواحل إستراتيجية يسيل لها لعاب دول الجوار الاقليمي والعالم أجمع ولكن بحمد الله وشكره حتي الآن لازالت هذه الكنوز في الحفظ والصون الوطني الذي يجب الحفاظ عليه بالحل العادل والشفيف لقضايا البلاد وخاصة في خضم الأبجديات الإستراتيجية المحسومة بأن الشرق من يحدد بقاء أو فناء السودان!!!!!*
*اللهم بلغت فأشهد*
*أبوفاطمة أحمد أونور*