كلام صريح – سمية سيد – وساطة السودان…التدخل الايجابي لحل النزاعات في دولة الجنوب
الاتفاق الذي رعاه السودان بين حكومة سلفاكير واكبر فصيل عسكري معارض لها لم يكن بعيدا عن الشان السوداني الداخلي المهموم بقضية الحرب وانهاء تمرد مليشيا الدعم السريع.
الوساطة التي قادها جهاز المخابرات العامة بقيادة مديره الفريق احمد ابراهيم مفضل بين حكومة سلفاكير وابرز فصيل سياسي عسكري مسلح ممثلا في كيت قوانق تعد من الاتفاقات المهمة جدا لخلق الاستقرار في دولة جنوب السودان . وايضا بالنسبة للسودان الذي عانى من دخول اعداد كبيرة من النوير في الحرب على السودان لصالح مليشيا الدعم السريع .
كيت قوانق هو فصيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي حركة سياسية مسلحة في جنوب السودان. انشقت عن الحركة الأم عام 2013، بعد اندلاع الحرب الأهلية الجنوب سودانية
وقالت انها تهدف الى تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان. و معالجة مظالم المجتمعات المحلية.
والحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي لمناطقهم.
في سبيل ذلك خاضت كيت قوانق اشتباكات مع القوات الحكومية في جنوب السودان.
في العام ٢٠١٥ وقعت كيت قوانق اتفاق سلام مع الحكومة لكنه لم يستمر طويلاً. واتهمت الحكومة بخرق اتفاق السلام.
كيت قوانق تعد من الفصائل ذات القوة الفاعلة في جنوب السودان، رغم أنها لم تحقق جميع أهدافها حتى الآن. وهو تحقيق سلام شامل وعادل في جنوب السودان يحترم حقوق جميع المجتمعات المحلية على اسس العدالة
زعيم كيت قوانق هو الجنرال سايمون قارويج دوال الذي ينتمي و معظم أفراد الفصيل إلى قبيلة النوير. ولد بولاية جونقلي .
مسيرته السياسية والعسكرية حافلة في مضمار المعارضة الحاملة السلاح في وجه حكومة جوبا منذ الانفصال ..فقد انضم للحركة الشعبية لتحرير السودان العام ١٩٨٣ .وكان من ضمن القيادات الذين قاتلوا في الحرب الاهلية السودانية الثانية .
بعد استقلال جنوب السودان العام ٢٠١١ اصبح قاتويج شخصية بارزة في السياسة الجنوب سودانية.
شغل منصب حاكم ولاية جونقلي ٢٠١٣-٢٠١٦ ..في العام ٢٠١٦ انشق قاتويج عن الحركة الشعبية لتحرير السودان وشكل حركته الخاصة باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-الجيش الشعبي في المعارضة (SPLM-l0)
في ٢٠١٨ وقع اتفاق سلام مع حكومة سلفا بعدها عين نائبا اول للرئيس وكان مسؤولا عن تنفيذ اتفاق السلام ..بيد ان الاتفاق انهار قبل تنفيذ خطوات السلام والمصالحة الوطنية .
سايمون قاتويج دوال يعد شخصية مهمة وبارزة في تاريخ جنوب السودان المعاصر .لذلك فان ما قام به الفريق مفضل مدير جهاز المخابرات من اهم الاعمال خارج حدود السودان في ظل المعركة الحالية ضد مليشيا الدعم السريع ..هذه الاتفاقية التي تقود الى الاستقرار في دولة الجنوب مما يحد من وتيرة النزاعات المسلحة التي تلقي بظلالها السلبية على السودان بتدفق اللاجئين عبر الحدود المفتوحة .
جهاز المخابرات العامة استطاع في فترة وجيزة جدا ان يلعب ادوارا مهمة في تحقيقةالاستقرار وتوفير الامن وحفظ النظام .برغم المؤامرات التي حيكت ضده ومحاولات تجريفه واضعاف مهامه الكبرى..
خلال ما يقارب من العامين من استمرار الحرب تمكنت المخابرات تحت ادارة رجلها القوي الفريق احمد ابراهيم مفضل بخلاف خوض منسوبيه ساحة القتال مع القوات المسلحة .تمكنت من تامين كثير من المناطق في الولايات التي تاثرت بشكل مباشر بالحرب اللعينة ..بجانب الادوار التي ظل مضطلعا بها مثل مكافحة الجريمة المتظمة والارهاب..وحماية المدنيين .وتطوير وتحديث الاجهزة الامنية .ومكافحة الخلايا الارهابية والكشف عن المتعاونين مع مليشيا الدعم السريع.
وهاهو يشارك ايضا في عملية الاستقرار في دولة جنوب السودان من خلال جهود طي الخلاف بين الحكومة ومعارضيها حاملي السلاح بما يخدم استقرار المنطقة والسلام الاقليمي.
العديد من المكاسب السياسية والاقتصادية متوقع ان يجنيها السودان عبر الوساطة التي قام بها اول امس بين سلفا و قاتويج .غير ان الارادة السياسية للطرفين تبقى هي اهم اداة للمحافظة على استمرار الاتفاق من الانهيار.