أخبار محلية
أخر الأخبار

مهد الحروف د.هيثم حسن عبد السلام  خبير شؤون المستهلك رمضان والترشيد القسري

 

mismawia@yahoo.com

شهر رمضان المعظم شهر للطاعة والتقوى، وهو أيضًا شهر للترشيد والتقشف في الإنفاق، في ظل الحرب والنزوح والضائقة الاقتصادية التي يمر بها الجميع ، يصبح الترشيد في الإنفاق أمرًا ضروريًا لضمان استمرار الحياة في أجواء من الترقب وإنتظارفرح السلام و الاستقرار.

 

فشهر رمضان يأتي للمرة الثانية وبلادنا ترزح تحت ويلات الحرب والمؤامرة الدولية للإستعمار الجديد ، ويقيني أن معظم الفتوحات العظيمة كانت في أيامه المباركات ، والشاهد على ذلك ما تحقق هذه الأيام من إنتصارات وتقدمات لجيشنا الباسل بكافة مكوناته في كل محاور القتال ، ومع إقتراب الشهر الفضيل هي دعوة للمستهلكين بضرورة الترشيد في الإنفاق الذي يعني إنفاق المال في الأشياء الضرورية فقط ، وتجنب التبذير . بجانب إنفاق المال في الأشياء التي تخدم المجتمع وتحقق المنفعة العامة.

 

الشراء الصحيح والترشيد في رمضان أمران ضروريان في خطة المستهلك الشرائية ، لذا وجب علينا جميعا التعاون فيما بيننا كجماعات أسرية أو جيران وأصدقاء وزملاء في العمل على التفكير خارج صندوق المعتاد وإبتكار وسائل تسهم في توفير المال والجهد ، وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها ، وهي دعوة للمؤسسات والشركات العامة والخاصة لتنشط في برامج وأنشطة المسؤولية المجتمعية خلال الشهر الفضيل وقبل وقت مبكر في إعداد (سلة رمضان) للأسر المحتاجة ، وتنظيم الأسواق الخيرية المتنقلة في الأحياء لتقليل تكلفة الترحيل على المستهلكين . 

 

وقد شد إنتباهي عدد من إعلانات الطرق في مدينة بورتسودان لبعض المحلات التجارية وهي تدعو المستهلكين لإغتنام فرصة التخفيضات في سلع شهر رمضان ، وهي ظاهرة جديرة بالاحترام (وأتمنى أن تكن هنالك فعلا ً تخفيضات مجزية ومحفزة لتطلعات المستهلكين) ، وينبغي على كل المصانع أن تفتح نوافذ للبيع المباشر للمستهلكين من باب تقديم الخدمة والمسؤولية المجتمعية تجاه الناس ، فالبيع بسعر المصنع يعزز من فرص قبول المنتجات والتعود عليها وبالتالي تصبح متلازمة في الشراء .

 

وإن كان للدولة من دور يساند المستهلك ، فهو تقديم محفزات تشجيعية للمنتج الوطني بمنح ميزة في تخفيض الضرائب والجمارك وبعض الرسوم لفترة شهر مضان بما يسهم في تخفيض تكلفة السلع الأساسية ليتمكن المستهلك من الإكتفاء من السلع والإحتياجات وبسعر مناسب يتوافق وطبيعة المرحلة الحرجة التي يمر بها. 

هي محاولة جادة لتعويد النفس على الترشيد القسري بسبب شح الموارد وقلة المدخول للأفراد حيث يجب ترتيب الأولويات بصورة تسهم في إدارة اقتصاديات البيت بما يحقق إستدامه ووفرة طوال فترة أيام شهر رمضان ، وأن يتحول ذلك لسلوك حياتي يومي للمستهلك السوداني .

رمضان جانا ، والنصر إقترب ، وفي بلادي الناس يصنعون الحب فلنجعل من أيامنا المقبلة ساحة واسعة للتفاؤل والأمل بسودان جديد ، ولنستعد لإغتنام فرص الطاعة والعبادة ومحاربة السلع المخالفة في شهر رمضان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى