أخبار محلية

الصاذق محمد احمد يكتب : الفراغ التنفيذي في السودان : هل آن أوان التعيين؟


الصادق محمد أحمد

في ظل ما يعيشه السودان من تحديات سياسية وأمنية واقتصادية بالغة التعقيد يبدو أن تعيين رئيس وزراء في هذه المرحلة لم يعد مجرد خيار سياسي بل ضرورة وطنية. غياب هذا المنصب عن المشهد التنفيذي يخلق فراغاً واضحاً في إدارة الدولة ويضعف من قدرة الحكومة على الاستجابة للأزمات، ويعطي مؤشراً سلبياً للداخل والخارج حول جدية مسار الانتقال. ورغم أن مجلس السيادة مع الوزراء المكلفين يمكنهما مواصلة تسيير الأعمال، إلا أن غياب رأس تنفيذي يملك تفويضاً سياسياً كاملاً سيظل عاملاً معيقاً للاستقرار.

مسألة التوافق حول رئيس الوزراء تظل أمنية مشروعة، لكنها تصطدم بالواقع السوداني المليء بالتجاذبات والانقسامات ، حيث أنه من غير المتوقع أن يحصل إجماع كامل من كل القوى السياسية والمدنية، لكن من المهم أن تحظى عملية التعيين بمستوى معقول من التشاور يضمن مشاركة طيف واسع من الفاعلين، حتى وإن كانت التعديلات الدستورية الأخيرة قد منحت السلطة الحق في التعيين، فتجاهل القوى المدنية والسياسية تماماً في هذا السياق قد يكرّس مزيداً من الانقسام ويدفع نحو فقدان الثقة في المرحلة المقبلة.

أما في ما يتعلق بدور القوى الدولية والإقليمية، فإن من البدهي أن القرار يجب أن يكون سودانياً خالصاً ،نابعاً من الإرادة الوطنية ومعبّراً عن مصالح الشعب، ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثير المجتمع الدولي في معادلات الحكم، خاصة في ملفات الدعم الاقتصادي والاعتراف السياسي، حيث أن هناك شكوك متزايدة في نوايا بعض الأطراف الخارجية، وهو ما يتطلب تعاملاً حذراً يرفض التبعية لكنه لا يقع في فخ العزلة، إذن التوازن مطلوب، بحيث يظل القرار داخلياً لكن في إطار فهم عميق للعوامل الخارجية ومحاولة توجيهها بما يخدم مصلحة السودان واستقراره.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى