حوار فوق العاده مع نائب المدير العام لهيئة الموانئ البحرية يكشف عن الكثير تعرف علي التفاصيل

عوض البارئ محمد طه.
تعيش البلاد اوضاعا اقتصادية في غاية التعقيد بسبب الحرب لا سيما وان من الاسباب الرئيسية للحرب الاقتصاد.. فخلفية الحرب مطامع اقتصادية في مقدمتها هيئة الموانئ البحرية. والموانئ البحرية التي تستهدفها الحرب _ فيما تستهدف _ اصبح قدرها ان تكون ركيزه البلاد الاقتصادية وملجأها وملاذها هي وحاضنتها حاضره الولاية مدينة بورتسودان. هذا غير دورها المشهود في دعم القوات المسلحة ومسؤوليتها الاجتماعية تجاه الولاية وضيوفها الذين لجاوا إليها.. هذا فوق التكاليف الباهظة للتشغيل ومستحقات القوى العاملة فكيف صمدت الموانئ وتحدت هذه الظروف؟ وكيف سار العمل في الموانئ العاملة مفردا اشرعة الاستمرار وحاملا لواء المسؤوليه ؟ وكيف توازن الموانئ بين مصروفات التشغيل العالية واستحقاقات العاملين لتؤدي دورها في الاقتصاد الوطني؟؟؟؟؟ حملنا هذه التساؤلات ووضعناها على طاولة الاستاذ حميده الحاج محجوب نائب المدير العام للشؤون المالية والادارية فماذا قال؟
اوضح حميدة في معرض رده على هذه التساؤلات ان الفضل في ثبات الموانئ واستمرارها يعود الى خطط الاداره والرؤية الشاملة للمدير العام الذي يعلم ان التحديات التي تواجه الميناء في هذه الظروف كبيرة جدا لا سيما وان البنيات التحتية للموانئ كبيرة جدا فهناك موانئ متخصصة ومصممه بطاقات استيعابية كبيره فمثلا الميناء الاخضر طاقته الاستيعابيه (4 )مليون طن وهو يستقبل السفن الكبيرة mother Ship ومتخصص في مناولة الحبوب والميناء الجنوبي حيث محطة الحاويات بمعدل مناولة يصل إلى ٣٠٠ ألف حاويه في العام رغم ان الطاقة الاستيعابية للميناء مصممة على أكثر من مليون حاوية إذا ما توأمت بعض الظروف وزالت بعض المعوقات. والشمالي الذي يمكنه استيعاب الحاويات والصب السائل والجاف والبضائع العامة ومنتجات الحديد والسيارات . وميناء الخير لمناولة المشتقات البترولية وميناء دقنة بسواكن الذي يغطي بعض البضائع والسيارات والطبالي والركاب علاوه على صادرات الثروة الحيوانيه مؤقتا حتى يتم تشغيل ميناء هيدوب الذي تم إنشاؤه بشراكه مع شركة (جك الصينية ) ونحن نعتبره هدية السماء لاهل السودان فتصميمه مبنى على تصدير (10 )مليون راس في العام هذا غير الخضر والمنتجات الزراعية…. وللسودان منه نصيب وافر فنسبة الشراكة (51) % للموانئ 49% لشركة (جك الصينية) . هذا وقد لعب الميناء دورا محورياً في واستراتيجيا في الحرب. واضاف حميده: هذا العمل بهذا الحجم إضافة الي ميناء سلوم الجاف وميناء كوستي الجاف وهي موانئ ذات اغراض لوجستية واهداف مستقبلية لخدمة دول الجوار المعزولة خصوصا وأن هنالك بروتوكولات موقعة مع كل من إثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان للاستفادة من إمكانيات المواني السودانية. بل يمكن لميناء كوستي الجاف خدمة وسط افريقيا باكمله عبر جنوب السودان. واذا ما نظرنا الى هذا العمل بهذا الحجم يمكننا تقدير المصروفات التشغيلية وفي مقدمتها الطاقة والوقود علاوه على الموارد البشرية التي يجب الالتزام باستحقاقاتها وهي استحقاقات كبيره جدا بحسب شروط الخدمة بهيئة الموانئ البحرية ‘ ولذلك نحن دائما نرتب الاولويات بحيث نضع التشغيل في المقدمة ويليه مباشرة العاملين الذين يمثلون راس الرمح في العمليه الانتاجية.. كل هذا ونصب أعيننا وفي الاعتبار المسؤوليات الجسام تجاه الوطن ومواطنيه في هذه الظروف الاستثنائية لذلك يظل همنا الشاغل وزن هذه المعادلات وتسيير الامور ورغم ذلك نتطلع الى مستقبل افضل وتوسعة اكبر فنحن لدينا شراكات في ميناء بشائر ولدينا طموح لتوسعه ميناء الخير لمناوله المشتقات البتروليه باقامة الرصيف الثاني وهنالك رصيف متخصص في مناوله الغاز بمربط 16 بالميناء الجنوبي ونسعى لانشاء مرفا لصيد الاسماك بميناء عقيق للاستفادة من الثروات السمكية الكبيرة بجنوب الولاية. وكذلك احياء ميناء اوسيف في شمال الولاية وهو قريب من مناطق التعدين والثروات المعدنية كما إننا نسعى لتوفير الطاقه حتى لا تكون سببا في هزيمة المناولة بالميناء الجنوبي وقريبا سيتم تشغيل المحطات الجديدة بالميناء الجنوبي بسعة 7ميقاواط .
هذا وقد اختتم حميده حديثه بالقول رغم ما تتعرض له البلاد من استهداف امني واقتصادي في الميناء لم ولن تتوقف المواني عن العطاء وستظل بفضل عامليها الاوفياء تبذل الجهد والعرق وتسند السودان وشعبه وستكون اول المنطلقين الى افاق ارحب بعد نهايه الحرب .